تعرف إلى معبر “الحمران” المتنازع عليه عسكريًا في ريف حلب
عادت التحركات العسكرية إلى ريف حلب الشمالي بين “هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب، وبين فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا في ريف حلب، من بوابة معبر “الحمران” الواصل بين مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومناطق سيطرة “الجيش الوطني”.
ووصلت أرتال من “تحرير الشام” إلى تخوم عفرين عبر مدينة دارة عزة، ولم تتابع طريقها وبقيت في معسكر تابع لـ”أحرار الشام- القاطع الشرقي” (ولاؤه للهيئة) بقرية ترندة، قوبلت باستنفار من قبل فصائل “الوطني” والقوات التركية.
مساء الخميس 14 من أيلول، أقامت القوات التركية حاجزًا عسكريًا على طريق بلدة كفر جنة غربي اعزاز، تكوّن من أكثر من 15 عنصرًا مع سيارات تحمل رشاشات طراز “14.5”، ولا تزال الأوضاع الميدانية غير مستقرة.
“انقلاب” في المعبر
تواصلت عنب بلدي مع الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني”، العميد أيمن شرارة، للحصول على توضيحات بخصوص الخلاف على معبر “الحمران” ومحاولة “تحرير الشام” الدخول إلى ريف حلب، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.
مصدر مطلع من داخل معبر “الحمران” (غير مخوّل له بالتصريح) قال لعنب بلدي إن أساس المشكلة هو خلاف ضمن “أحرار الشام- القطاع الشرقي” الذي يدير عمل المعبر، ويمكن تسميته بانقلاب على القيادة الشرعية المتمثلة بمحمد رمي، المعروف بـ”أبو حيدر مسكنة”.
يقود “الانقلاب” كل من النائب الإداري في “القطاع” حسين الطالب، المعروف باسم “أبو الدحداح منبج”، والقائد العسكري زكريا الشريدة، المعروف بـ”أبو عمر الحمصي”.
وذكر المصدر أن المسألة فشلت ولا يزال “أبو حيدر مسكنة” قائدًا لـ”القطاع”، لافتًا إلى أن الأمر (الانقلاب) كان مخطط له مسبقًا لكنه أخذ وقتًا.
وأضاف أن من بقي مع “أبو الدحداح” و”أبو عمر الحمصي” هو “لواء الباب” بقيادة “مالك أبو الفاروق”.
وبالنسبة للكتائب التي بقيت تحت إمرة “أبو حيدر مسكنة” هي “منطقة جرابلس بكتائبها وألويتها”، و”الباب كتائب الصنوف”، و”سرية الإشارة” و”سرية الانغماسين”، و”كتائب 2″، و”المكتب الشرعي”، و”المكتب الإعلامي”.
ما أهمية “الحمران”؟
يكتسب معبر “الحمران” أهميته بكونه شريان الحياة التجارية بين مناطق سيطرة “قسد” ومناطق سيطرة المعارضة، وتدخل من خلاله مواد غذائية وكهربائيات وآليات وغيرها.
ويعد المعبر خطًا رئيسًا لمرور قوافل النفط القادمة من شمال شرقي سوريا باتجاه مناطق سيطرة المعارضة.
ويربط المعبر بين قرية الحمران الواقعة تحت سيطرة “الجيش الوطني” وقرية أم جلود أول قرية من مناطق سيطرة “قسد”.
وتظهر صورة عبر الأقمار الصناعية التقطت في 2023، تجمعًا لعشرات الشاحنات تقف شمال معبر “الحمران” الذي يشكّل تجارة كبيرة، ويدر عائدات مالية مرتفعة، الأمر الذي اعتبره محللون نقطة صراع وخلاف بين الفصائل.
وأعلنت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” (مظلة الجيش الوطني) في 7 من آذار الماضي، أنها تسلّمت إدارة وتشغيل معبر “الحمران” بعد خمسة أشهر من التنازع عليه، من خلال لجنة ضمت كلًا من معاون وزير الدفاع للشؤون المالية، ومدير إدارة “الشرطة العسكرية”، ونائب مدير إدارة “الشرطة العسكرية” لشؤون المعابر والحواجز.
مدير المكتب الإعلامي في “تجمع الشهباء” (الذي يضم القاطع الشرقي)، علي الحسن، قال لعنب بلدي حينها، إن الاتفاق جرى بين الوزارة والتجمع على أن يبقى المعبر تحت رعاية “تجمع الشهباء” مع إيصال عائدات المعبر للوزارة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :