بعد تصريحات وزير التربية
سوريون.. مخاوف من اشتراط تحصيل 70% في اللغة التركية للنجاح
برنامج “مارس” التدريبي – وفاء عبيدو
أثارت تصريحات وزير التربية التركي، يوسف تكين، حول رفع الحد المطلوب من الطالب لتجاوز العام الدراسي ردود فعل لدى الأهالي المعارضين للفكرة.
وفي 23 من أيلول، قال تكين، إن وزارة التربية تعتزم إصدار قرار الأسبوع المقبل يلزم الطالب على تحصيل نسبة 70% من مادة اللغة التركية في جميع مراحل التعليم، كشرط أساسي للنجاح في العام الدراسي، وشمل القرار المرحلة الأساسية.
وأوضح الوزير عبر برنامج على قناة” أولكي” التركية، أنه من المعتاد عندما يأخذ الطالب نسبة 50% فإنه ينجح، أما في اللائحة الجديدة فإن النسبة الإلزامية لتجاوز العام ستكون 70%.
وبرر الوزير هذه الخطوة بتعزيز مكانة اللغة التركية، كما أن ذلك يساعد على توحيد الطلاب في جميع الخلفيات والثقافات، ويقوي روح الوطنية لديهم.
القرار من وجهة نظر المتأثرين به
تسبب هذا التصريح بجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتراوحت الآراء بين من اعتبر القرار صعبًا وسيؤدي إلى ارتفاع نسبة الرسوب في مختلف مراحل التعليم، ومن أيد القرار واعتبره إيجابيًا، لجهة تعزيز مكانة اللغة التركية بين الطلاب ولفت انتباه الطالب إلى أهمية تعلمه اللغة التي تساعده في الاندماج بالمجتمع بشكل أسرع.
رصدت عنب بلدي التفاعل بين الطلاب والطالبات والأهالي حول هذا القرار وأثره.
إيمان كراز (40عامًا)، أم لطفلين، حمزة في المرحلة الابتدائية، وبتول في الإعدادية، وصفت الضغط الحاصل في المدارس على جميع الأصعدة أنه يؤثر في حياتهم سلبًا، وعلى حد قولها، “هذه القرارات جدًا صارمة، ففي حال الرسوب بمادة سيضطر الطفل لإعادة العام الدراسي بالكامل، وهذا قرار ظالم”.
وتعتبر إيمان أن النسبة المحددة مبالغ فيها، ويحتاج الطالب لدروس خاصة أو معاهد ليصل لمعدل 70%، فاللغة التركية على حد قولها صعبة، وتكلفة الدرس الخاص للطفل لا تقل عن 3 آلاف ليرة تركية، وهذه ميزانية أخرى من المستحيل في هذه الظروف تأمينها، كون زوجها متوفى وهي تعمل لتوفير أساسيات عائلتها.
تابعت السيدة، أنها لا تستطيع تحمل فكرة أن يرسب أحد أطفالها أو أن ينقطع عن التعلم.
شهد قشقش (18 عامًا)، طالبة في المرحلة الثانوية، قالت لعنب بلدي، “أنا أحصّل نسبة 50 إلى 60 في كامل المجموع من الصف الخامس وبصعوبة، وعلى سبيل المثال مادة الأدبيات فيها تواريخ وأفعال وإعرابات وقصص، بالإضافة لوجود مواد عديدة في المنهاج”، وتساءلت الطالبة شهد، “كيف سأتمكن من تحصيل نسبة أكبر في مادة واحدة فقط”.
تتابع شهد القول، غن المدارس لم تكن تدقق سابقًا على الطلاب بموضوع المجموع، لكن يتوجب علينا كطلاب عدم الرسوب في أكثر من 3 مواد، ويتم تقديم مواد الرسوب مع مواد العام التالي، وفي بعض الأحيان تؤثر المشاركة في الصف وكتابة الوظائف على التحصيل النهائي، وهذا يختلف من معلم إلى آخر.
“أنا حتمًا من الراسبين”، هذا كان رأي إيلاف قشقش (13 عامًا) في الصف السابع، بعد أن أخبرهم الأستاذ هذا القرار.
ووفقًا لإيلاف، من الصعب جدًا تحصيل هذه الدرجة، وأثر هذا القرار عليها مما جعلها تفكر في عدم الاستمرار في الدراسة.
أزمة في مختلف مراحل التعليم
دينا كاشي (37 عامًا)، مديرة مدرسة خاصة، قالت لعنب بلدي، “إن القرار لم يعتمد إلى الآن”، واصفة أيّاه بـ “مصيبة”، ولن يكون من مصلحة الجميع، فالرسوب سيؤدي إلى أزمة وأعداد متزايدة في الصفوف.
أضافت دينا، أن الطالب لن يصل لهذه النسبة بسهولة أبدًا، نحن نتحدث عن مادة لغوية يحتاج الطلاب لبعض الوقت وبأساليب جيدة ليتمكنوا من اللغة بشكل أفضل، ولا حلول لهذه المشكلة سوى أن يكثف الطالب دراسته بشكل أكبر منذ بداية العام الدراسي.
أما أيمال غولجان (27 عامًا)، مدرسة في أكاديمية للغة التركية، ترى أن لا داعي لهذا القرار، فالأطفال يتعلمون بشكل أسرع مع الوقت ويتقنون اللغة، ويجب عدم الخوف من هذه الناحية.
كما أن المتابعة بنفس الطريقة التي يتعلم بها الأطفال الأتراك بدءًا من الأبجدية ثم الانتقال من مرحلة إلى أخرى سيكون أفضل، فالضغط على الطلاب والطالبات قد يؤدي إلى تراجع مستواهم في المادة ذاتها وفي مواد غيرها.
ظروف معيشية تمنع الأطفال من التعلم
لجأ ملايين السوريين إلى تركيا، بينهم عدد كبير من الأطفال في سن الدراسة، أنقطع بعض هؤلاء الأطفال عن المدارس بسبب الوضع المعيشي، إذ فضلت بعض العائلات توجيه أبنائها لسوق العمل من أجل تحسين الدخل المادي بدلًا من التعلم، وذلك بحسب تقرير صادر عن إدارة الهجرة والتعليم في وزارة التربية التركية للعام الدراسي 2021 – 2022.
وأصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، في 9 من حزيران 2022، تقريرها السنوي لعام 2021، جاء فيه، أن أكثر من 70% من اللاجئين يعيشون في فقر، كما أنهم معرضون للاستغلال وسوء المعاملة في بلدان اللجوء، بالإضافة إلى عمالة الأطفال.
وبحسب إحصائيات نشرتها وزارة التعليم الوطنية التركية، في 31 من أذار 2022، فإن نحو 80% من اللاجئين في سن الدراسة للمرحلة المتوسطة الحاملين لبطاقة “الحماية المؤقتة” ملتحقين بالمدارس، في حين وصلت نسبة الطلاب الملتحقين في المرحلة الابتدائية إلى 75.13%، بينما تنخفض النسبة للمرحلة الثانوية 42.65%، وذلك للعام الدراسي 2021 -2022.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :