اتفقت الأمم المتحدة مع مكتب “تنسيق العمل الإنساني” (HAC) في إدلب، على صيغة منح خلالها الأخير “تفويضًا” للمنظمات الأممية بإعادة استئناف دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي في شمال غربي سوريا.
جاء الاتفاق وفقًا لمراسلات بين المكتب المذكور والمكتب الإقليمي للشؤون الإنسانية السوري التابع للأمم المتحدة، اطلعت عليها عنب بلدي، حيث خلصت المراسلات إلى استئناف دخول المساعدات عبر “باب الهوى”، ووضع الترتيبات اللازمة للتأكد من جاهزيته لاستقبال المساعدات الإنسانية ومرورها لشمال غربي سوريا.
ويعرف مكتب “تنسيق العمل الإنساني”، عن نفسه بأنه مؤسسة سورية تأسست نهاية عام 2022 في إدلب، وتعد وسيطًا غير ربحي تعمل على تعزيز التنسيق بين منصات دعم دولية وإقليمية وعالمية والمؤسسات المنفذة العاملة في المنطقة، بهدف تحسين العمل الإنساني وجعله أكثر فعالية ومرونة في مواجهة التحديات والأزمات، وفق وصف المكتب.
وجاء في رسالة نائب المنسق الإقليمي للشؤون الانسانية للأزمة السورية، دیفید کاردین إلى “HAC”، بتاريخ 11 من أيلول الحالي، أن العمليات الإنسانية التي تنفذها الأمم المتحدة وشركاؤها عبر الحدود، تعتبر شريان حياة لملايين الأشخاص الضعفاء في شمال غربي سوريا.
وأكد مكتب الأمم المتحدة، أنها ملتزمة بالوصول إلى المحتاجين من خلال أكثر الوسائل الممكنة بشكل فعال ومباشر، مسترشدة دائما بالمبادئ الأساسية المبنية على “الإنسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلالية”.
وأوضح كاردين أنه من أجل استمرار تقديم المساعدات الإنسانية والحماية، ترجو الأمم المتحدة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل غير منقطع إلى إدلب ونواحيها عبر معبر “باب الهوى”، مشيرة إلى “الدعم المستمر الذي يقدمه مكتب تنسيق العمل الانساني لضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني في المنطقة”.
وجاء الرد من مكتب “تنسيق العمل الإنساني” في 12 من أيلول، بتفويض الأمم المتحدة وبشكل مستقل باستخدام معبر “باب الهوى” لإيصال المساعدات الإنسانية، وعبور المهمات الإنسانية لفرق الأمم المتحدة.
بدوره نشر المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، اليوم الأربعاء 13 من أيلول، عبر صفحته في “اكس” (تويتر سابقًا)، “علمنا بالتقدم الواعد لاستئناف مرور المساعدات عبرالحدود للناس في شمال غربي سوريا عبر باب الهوى”.
وأضاف، “وصول المساعدات ضروري ولا ينبغي تسييسه من قبل أي جانب، ونثق أن الأمم المتحدة ستواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية المتمثلة بالحياد وعدم التحيز والاستقلالية”.
195 شاحنة خلال شهرين
أدى إغلاق معبر “باب الهوى” منذ نهاية التفويض الأممي في 10 من تموز الماضي، إلى انخفاض شديد في أعداد شاحنات المساعدات الأممية الداخلة إلى شمال غربي سوريا، بالرغم من عمل معبري “باب السلامة والراعي”، وفق “إذن” منحته حكومة النظام السوري للمنظمات الأممية لمدة محددة بالرغم من أنها لا تسيطر على المعبرين.
ووفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الأحدث الصادر اليوم، منذ انتهاء صلاحية قرار مجلس الأمن في 10 من تموز الماضي، عبرت 195 شاحنة محملة بالمساعدات إلى شمال غربي سوريا باستخدام معبر “باب السلامة”، بينما منذ وقوع الزلازل في 6 من شباط حتى 31 من آب، عبرت 3896 شاحنة معظمها من “باب الهوى”.
الطبيب السوري والناشط في المجال الإنساني والعامل السابق في مجال المساعدات والمناصرة محمد كتوب، قال في حديث سابق لعنب بلدي، حول عدم دخول المساعدات الأممية عبر المعبر، إنه بحسب معلوماته يوجد انقطاع بالتواصل ما بين مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في ولاية غازي عينتاب التركية وإدارة معبر “باب الهوى”، مشيرًا إلى أن رفض التواصل يأتي من طرف المعبر.
في تقرير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في 28 من آب الماضي، قالت فيه إنه منذ الأسبوع الماضي بدأ انقطاع مادة الخبز عن معظم المخيمات في شمال غربي سوريا، بالتزامن مع نقص في كميات المياه الواصلة إليها، وغلاء معظم السلع الغذائية، جراء توقف دخول المساعدات الأممية عبر معبر “باب الهوى” لمدة سبعة أسابيع، ما ينذر “بكارثة إنسانية” في المنطقة.