تعرض مجموعة من المحتجين في السويداء لإطلاق نار من قبل قوات النظام السوري المتحصنة في مبنى قيادة فرع “حزب البعث” في المدينة، بعد محاولة المحتجين إعادة إغلاق المبنى.
ونشرت “شبكة السويداء 24” تسجيلًا مصورًا اليوم، الأربعاء 13 من أيلول، يظهر المشاهد الأولى لتفريق مجموعة من المحتجين كانوا يحاولون إعادة إغلاق المبنى، بالرصاص الحي.
صفحة “الراصد” المحلية قالت، إن الشاب فادي علبة، وصل إلى مستشفى “شهبا العام” بعد تعرضه لإصابة تحت الكتف الأيمن، إلى جانب جريح آخر أصيب خلال إطلاق النار على المحتجين.
وذكرت “الراصد” عبر “فيس بوك”، أن مجموعة من المتظاهرين على رأسهم رجال دين توجهوا إلى مبنى “الحزب” بعد ورود معلومات إطلاق نار من قبل حرس الفرع لتفريق المحتجين.
ويظهر في خلفية التسجيلات المصورة المتداولة أصوات إطلاق نار كثيف، تعلو أصوات هتافات المحتجين المنادين بـ”السلمية”.
استمرار الحراك
إطلاق النار على المحتجين جاء وسط استمرار المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري وتطبيق القرار الأممي “2254” في ساحة “السير” (ساحة الكرامة) وسط مدينة السويداء.
وتجمع عشرات المحتجين وسط ساحة الاعتصام بالسويداء مؤكدين على استمرار الحراك، والحشد لموعدهم الأسبوعي في الساحة، الجمعة المقل، للمطالبة بـ”التغيير السلمي والانتقال السياسي في البلاد”، بحسب “الراصد“.
وفي حديث سابق لعنب بلدي قال نجل مؤسس حركة “رجال الكرامة” الشيخ وحيد البلعوس، وقائد ما يعرف محليًا بـ”مضافة الكرامة”، ليث البلعوس، إنه ومجموعات عسكرية أخرى شاركوا على الأرض في الحراك بشكل محدود، إذ يتجول العناصر بين المتظاهرين، بهدف منع أي تجاوزات.
وأضاف حينها، في حال حاول النظام التصعيد على الصعيد الميداني فإن المجموعات العسكرية المحلية ستكون حاضرة للدفاع عن المنطقة.
ودخلت المظاهرات في محافظة السويداء أسبوعها الرابع بشكل متواصل مطالبة برحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وتطبيق القرار الأممي “2254” الذي ينص على انتقال للسلطة في سوريا.
وجاءت المظاهرات عقب دعوات مدنية لتنفيذ احتجاجات وعصيان مدني في مناطق النظام، بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين، وعدم اتخاذ السلطات أي قرارات جدية من شأنها تخفيف معاناتهم.
وسبق أن أطلقت دورية من ”أمن الدولة” الرصاص باتجاه محتجين في السويداء في كانون الأول 2022، أعقب ذلك اقتحام المحتجين، الذين وصفتهم وسائل إعلام النظام بـ”الخارجين عن القانون”، لمبنى “السرايا” (المحافظة) الحكومي، وتصاعدت الأحداث نحو إحراق المبنى، وتدمير الأثاث، وتمزيق صور رئيس النظام، بشار الأسد.
وشهدت محافظة السويداء، مطلع عام 2020، احتجاجات شارك فيها المئات من سكان المحافظة، نادت بإسقاط النظام السوري، ومزقت صور بشار الأسد، لكنها لم تشهد تصعيدًا وانتهت بوساطات من وجهاء المحافظة.