الطيران المسيّر يدخل على خط عمليات الاستهداف في درعا
منذ أكثر من شهر شهدت محافظة درعا استهدافات متفرقة بطائرات مسيّرة، رجح عسكريون من أبناء المنطقة أنها تابعة للنظام السوري، استهدفت معارضين في المحافظة.
أحدث هذه الاستهدافات وقعت في 8 من أيلول الحالي، عندما أُستهدف منزل القيادي السابق في فصائل المعارضة أمجد الزعل بقذيفة رمتها طائرة مسيرة، للمرة الثانية خلال شهرين، بحسب مراسل عنب بلدي في درعا.
وقال “تجمع أحرار حوران” المحلي، إن الاستهداف الجوي أسفر عن أضرار مادية في المنزل.
القيادي السابق في فصائل المعارضة، أمجد الزعل، وهو أحد أبرز المطلوبين للنظام في المنطقة، وينحدر من بلدة نافعة في حوض اليرموك، تعرض أيضًا لاستهداف مشابه منتصف آب الماضي، دون معلومات عن أضرار.
وفي ريف درعا الغربي، استهدف طيران مسيّر يحمل قنابل متفجرة منزل محمد بديوي الزعبي، شقيق القيادي السابق خلدون الزعبي الذي قُتل في كمين عام 2021، عقب اجتماعه مع رئيس فرع “الأمن العسكري” بدرعا، العميد لؤي العلي.
توالي الاستهدافات عبر الطائرات المسيرة، وهو أسلوب لم يكن مستخدمًا قبل آب الماضي، إذ كان يعتمد النظام على مجموعات عسكرية محلية تنفذ عمليات الاستهداف والاغتيال في درعا، أبرزها مجموعة مصطفى المسالمة الملقب بـ”الكسم”، بحسب ما قاله قائد عسكري لمجموعة محلية تتمركز في ريف درعا الغربي لعنب بلدي.
القيادي الذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، أضاف أن للطيران المسيّر الذي يستخدمه النظام صوت هدير يميزه السكان، وتقتصر الاستهدافات التي ينفذها على أوقات الليل حصرًا لضمان عدم إسقاط الطائرة عبر الأسلحة المتوسطة التي تمتلكها فصائل درعا.
وربط القيادي ظهور تكتيك الطيران المسيّر بالفترة التي قتل فيها مصطفى المسالمة (الكسم)، والذي كان يمثل “رأس حربة” في العمليات الأمنية التي لطالما نفذها النظام في الجنوب السوري.
وقُتل “الكسم” بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في 9 من آب، إلى جانب أربعة أسخاص آخرين بينهم عسكريون، ومراسل قناة “سما” الموالية.
النظام صاحب المصلحة
الباحث في الشأن العسكري بمركز “جسور للدراسات”، رشيد حوراني، رجح خلال حديثه لعنب بلدي أن يكون النظام السوري وإيران وراء استخدام الطيران المسير في درعا.
وأرجع الباحث ترجيحه لعدة أسباب، أولها أن إيران سخرت فعلًا البنية التحتية لوحدات الجيش من مستودعات ورحبات إصلاح وورش صيانة عسكرية، لصالح تجميع الطيران المسير وتطوير الصواريخ في سورية، كـ”الفرقة الخامسة” في درعا.
حوراني قال لعنب بلدي إن، تركيز إيران تعزيز بنيتها التحتية من الطيران المسيّر يعتبر من أبرز أسباب الضربات الإسرائيلية المتكررة في سوريا، ومن هذا المنطلق ليس بعيدا ان تكون إيران جهزت مركزًا في الجنوب لاستخدام الطيران المسيّر.
وأضاف، أنه من الممكن أن يستخدم النظام الطيران المسيّر في اتجاهين، الأول التخلص لتصفية المتعاملين معه بتجارة المخدرات ليظهر نفسه على أنه يتجاوب مع المساعي العربية الرامية لوقف تهريب المخدرات انطلاقًا من الأراضي السورية.
وإلى جانب ما سبق، يرى حوراني، أن هذه الاستراتيجية قد يستخدمها النظام لاستهداف المعارضين له، أو المتعاونين معه سابقًا “ممن انتهت مهمتهم بتقديره”.
ولا يمكن النظر للطائرات المسيّرة على أنها تستهدف شخصيات في درعا وحسب، إنما يمكن استخدامها في جمع المعلومات عن الشخصيات المستهدفة والأنشطة التي يقومون بها.
ويرى الباحث أن النظام تمكن فعلًا خلال الفترة الماضية منذ منتصف العام 2018، إلى جانب التحقيقات التي أجراها مع مقاتلين سابقين بفصائل المعارضة، من اختراق وتدوين وتعيين كافة الأهداف.
بعد مقتل “الكسم”
القيادي السابق في فصائل المعارضة قال لعنب بلدي، إن النظام صار غير قادر على تنفيذ عمليات المباغتة والمداهمة، أو أي عملية عسكرية، بعد مقتل ذراعه في المنطقة مصطفى المسالمة أو “الكسم”.
وسبق أن حاصرت قوات النظام في تموز الماضي بلدة اليادودة والأحياء الجنوبية من مدينة طفس، مطالبةً بخروج الغرباء من المدينة، وإشراف “الكسم” ومجموعته العسكرية على العملية بالكامل.
وقاد “الكسم” الذي كان يتبع لـ”الأمن العسكري” عمليات أمنية ضد خلايا متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ هاجم، في تموز 2022، منزلًا يتحصن فيه القياديان إياد جعارة وعبيدة الديري، واشتبك معهما، إلا أنهما تمكنا من الفرار.
وفي أيلول 2022، هاجم منزلًا يتحصن فيه القيادي “أبو قاسم العقرباوي”، المتهم بالتبعية للتنظيم أيضًا.
وهاجم في أيار الماضي بلدة أم المياذن شرقي درعا، واعتقل دريد المصري، ما تسبب بأزمة مع “اللواء الثامن” التابع لـ”الأمن العسكري” حينها.
وفي 9 من آب الماضي، قُتل القيادي في “الأمن العسكري” بمحافظة درعا مصطفى المسالمة الملقب بـ”الكسم” بتفجير عبوة ناسفة استهدفه خلال وجوده مع مجموعة من عسكرية في منطقة الشياح على الطرف الجنوبي لمدينة درعا البلد.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا حينها، أن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة كان يستقلها “الكسم”، تبع ذلك إطلاق رصاص من أسلحة متوسطة على السيارة نفسها، ما أسفر عن مقتله إلى جانب آخرين من بينهم مراسل قناة “سما” الموالية للنظام فراس الأحمد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :