عين النظام على "جمارك درعا"
فصائل المحافظة تحبط 15 محاولة اقتحام من محاور “استراتيجية”
جمال إبراهيم – درعا
شهدت مدينة درعا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية محاولات تقدم متكررة لقوات النظام على جبهات القتال في حي المنشية وجمرك درعا القديم في درعا البلد، عقب تقدم ميداني أحرزته في المحافظة خلال كانون الثاني الماضي، وأحكمت سيطرتها على مدينة الشيخ مسكين وقرية عتمان غرب المحافظة.
وبحسب غرفة عمليات “البنيان المرصوص”، العاملة في درعا، والتي تضم جميع الفصائل العسكرية الموجودة على خطوط التماس مع القوات النظامية، أبرزها جبهة النصرة، وفرقة 18 آذار، وجيش اليرموك، وفرقة شباب السنة، فقد أحبطت الغرفة حتى اليوم 15 محاولة تقدم لقوات النظام على قطاعات مختلفة من جهات المدينة، أبرزها قطاع الطريق الحربي، وقطاعا “سيريتل” و”عواد الهلال” في حي المنشية عند منطقة تماس بين قوات النظام والمعارضة.
وفي لقاء مع عضو مؤسسة نبأ الإعلامية محمد الفالوجي، تحدث لعنب بلدي عن أهمية القطاعات الاستراتيجية “التي يحاول النظام جاهدًا السيطرة عليها”، وقال إن لجمرك درعا القديم، الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة منذ ثلاثة أعوام، أهمية استراتيجية تتجسد في رمزيته السياسية، التي تُفقد النظام شرعيته في التعامل مع المملكة الأردنية من خلال معابر رسمية ضمن محافظة درعا، بعد خسارة معبر نصيب الحدودي في بدايات العام الماضي.
وحول الأهمية الجغرافية للجمرك، أضاف الفالوجي “يُطل الجمرك على الطريق الحربي الحدودي مع المملكة الأردنية، ويعد هذا الطريق الوحيد الواصل بين الريف الشرقي من درعا مع الريف الغربي من محافظة درعا ومحافظة القنيطرة التابعتين لسيطرة فصائل المعارضة، وبالسيطرة على جمرك درعا سيتمكن النظام من قطع أوصال المعارضة، وفصل المنطقتين الشرقية والغربية عن بعضهما، مما يعرض هذه المناطق لمخاطر الحصار وتوقف إمداد الذخيرة وما إلى ذلك “.
مقتل 35 عنصرًا للنظام
من جهته، قال أسامة الحمصي، مدير المكتب الإعلامي لغرفة عمليات “البنيان المرصوص”، إن الفصائل “استطاعت التصدي للحملة العسكرية التي شنتها القوات النظامية مدعومة بالميليشيات الأجنبية والطيران الروسي على قطاعات المدينة مرات عديدة، وأحبطت تقدمهم على محور قاعدة الصواريخ المطلة على الطريق الحربية أربع مرات على التوالي، كما كبدتهم تلك الحملة العديد من الخسائر في الأرواح والعتاد، تمثلت بقتل ما يزيد عن 35 عنصرًا وإصابة آخرين تم نقلهم إلى مشفى تشرين في حي السحاري الخاضع لسيطرة النظام، فضلًا عن تدمير ثلاث دبابات وعربتي BMB وعربة من نوع شيلكا”.
وأوضح الحمصي أنه ومع تصاعد وتيرة الهجمة العسكرية من قبل قوات النظام على درعا، ارتفعت جاهزية الفصائل المقاتلة إلى أعلى مستوى، تلخص فيها عمل تلك الفصائل بتدعيم نقاط رباطهم بالوسائل اللوجستية اللازمة، وتعزيز جبهاتهم بالسلاح والعناصر، وتكثيف عمليات الرصد والمراقبة، ما يعني جهوزية عالية وتحضيرًا متكاملًا لأي تقدم عسكري مرتقب.
وكانت قوات النظام السوري والميليشيات المدعومة بغطاء جوي روسي سيطرت على بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية في ريف درعا الشمالي، وهو أول تقدم في المحافظة لقوات النظام بعد تدخل روسيا إلى جانب النظام السوري في 30 أيلول الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :