لا يزال ريف دير الزور الشرقي محرومًا من الخبز، رغم استئناف تزويد المنطقة بالطحين، وتشكلت في المنطقة أزمة تعتبر امتدادًا لأخرى سابقة خيّمت عليها مع المواجهات العسكرية التي شهدتها منذ نهاية آب الماضي حتى 8 من أيلول الحالي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن “إدارة المطاحن” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” وزعت مخصصات الطحين خلال الأسبوع الماضي عقب انتهاء المعارك مع مقاتلي العشائر العربية، لكن أزمة الخبز لا تزال مستمرة.
ونشرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) صاحبة السيطرة في ريف دير الزور الشمالي والشرقي تسجيلًا مصورًا يظهر توزيع عناصر منها مادة الخبز في المنطقة بعد انتهاء العمليات العسكرية فيها.
أسعار السوق السوداء مرتفعة
فايز الخلف يملك فرنًا في بلدة الباغوز شرقي دير الزور، ويتلقى دعمه بمادة الطحين من “إدارة المطاحن” وشركة “التطوير الزراعي”، قال لعنب بلدي، إن بلدة الباغوز تعاني انقطاع الخبز منذ اندلاع المواجهات في 28 من آب الماضي بريف دير الزور.
وأضاف أن المواجهات العسكرية حالت دون تسلّم كميات الطحين الأسبوعية، ما دفع أصحاب الأفران في المنطقة إلى تشكيل لجنة ضمت وجهاء من البلدة، وقررت شراء الطحين من السوق السوداء وبيع الخبز بسعر التكلفة، ولكن المبادرة لم تلقَ قبولًا بسبب ارتفاع سعر الطحين، اذ وصل سعر الكيس الواحد بوزن 50 كيلوغرامًا إلى 250 ألف ليرة سورية.
ارتفاع أسعار الطحين في السوق السوداء رفع سعر ربطة الخبز بوزن 1100 غرام إلى 3500 ليرة، بينما كان سعرها عبر الطحين “المدعوم” لا يتجاوز الـ1000 ليرة سورية.
ياسر علي الحمود مالك فرن “البركة” في بلدة السوسة شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي، إنه بعد الأحداث التي شهدتها أرياف دير الزور الشمالية والشرقية، لا تزال المنطقة تعاني أزمة “خانقة” بمادة الخبز مع استمرار عجز أصحاب الأفران في المنطقة عن تأمين حاجة السوق.
وأرجع ياسر سبب انقطاع الخبز في بعض المناطق إلى ارتفاع أسعار الطحين في السوق السوداء، ما رفع تكلفة الإنتاج بالنسبة للأفران.
الأفران تبيع مخصصات الطحين
حاولت عنب بلدي التواصل مع شركة “التطوير الزراعي” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، إلا أن الأخيرة رفضت التجاوب بحجة عدم وجود تصريح لمزاولة العمل الإعلامي في مناطق سيطرة “قسد”.
مصدر مسؤول في شركة “التطوير الزراعي” رفض الكشف عن اسمه لأنه لا يملك صلاحية الحديث إلى وسائل الإعلام، قال لعنب بلدي، إن “الإدارة” تابعت توزيع الطحين على الأفران بعد انتهاء المواجهات العسكرية، لكن بعض أصحاب الأفران عمدوا لبيع كميات الطحين، وآخرين توجهوا لبيع الخبز في السوق السوداء بأسعار غير نظامية، لتحقيق هامش ربح أكبر بعد توقف أعمالهم لنحو أسبوعين.
وأضاف أن الطحين الذي وزع مؤخرًا على الأفران كان بشكل مجاني، تعويضًا لانقطاع الأفران عن العمل مؤخرًا لكن بعض من أسماهم “ضعفاء النفوس” باعوا المخصصات وأبلغوا عن أن مخصصاتهم سُرقت أو لم تصل نتيجة انقطاع الطرقات.
ومع استمرار الأزمة، أصدرت “التطوير الزراعي” قرارًا بفرض غرامة مالية قدرها مليون ليرة على كل كيس طحين يباع خارج الأفران للسوق السوداء، ومنحت مهلة حتى الساعة الواحدة من ظهر اليوم، الثلاثاء، لأصحاب الأفران الذين باعوا مخصصاتهم لمهربين ينقلونها إلى مناطق سيطرة النظام السوري، لإعادة الكميات المسروقة نفسها.
انقطاع لنحو أسبوعين
منذ الأيام الثلاثة الأولى للعمليات العسكرية بالمنطقة، انقطعت مادة الخبز بشكل كامل عن أرياف دير الزور الشمالية والشرقية، إثر المعارك التي تشهدها المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، أن الخبز انقطع منذ 30 من آب الماضي عن أرياف المحافظة، بسبب عدم وصول كميات الطحين لأفران المنطقة نتيجة المعارك الدائرة فيها وقطع الطرقات.
ورفضت “الإدارة الذاتية” حينها الإدلاء بأي تعليق حول أزمة الخبز في المنطقة لعنب بلدي، دون الحصول على ترخيص يسمح بممارسة العمل الإعلامي في مناطق سيطرة “قسد”.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال موظف في شركة “التطوير الزراعي” لدى “الإدارة الذاتية”، إن “الشركة” حاولت إيصال الطحين لأرياف دير الزور، لكنها لم تجد وسيلة لذلك.
وأضاف الموظف، تحفظ على ذكر اسمه كونه ليس مخولًا بالحديث لوسائل الإعلام، أن مخصصات الطحين لـ30 فرنًا لم تصل إلى وجهتها منذ 28 من آب الماضي، في المنطقة الممتدة من هجين حتى الباغوز شرقي دير الزور.
شارك بإعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ
–