التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال الاجتماع الـ18 لـ”قمة الـ20″ التي عقدت في العاصمة الهندية نيودلهي.
وهذا اللقاء الرسمي الأول من نوعه بين الرئيسين، بعد لقاء جمعهما على هامش افتتاح “مونديال قطر” العام الماضي.
وقال قسم الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية عبر موقع “إكس” (تويتر سابقًا) اليوم، الأحد 10 من أيلول، إن أردوغان التقى الرئيس المصري، الذي حضر القمة الـ18 لقادة مجموعة الـ20 كـ”ضيف خاص”، في نيودلهي.
وبحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية، وزيادة حجم التجارة، والتعاون الجديد في مجال الطاقة، والقضايا الإقليمية والعالمية، بين الجانبين.
واعتبر الرئيس أردوغان أن العلاقات دخلت “حقبة جديدة” مع تعيينات السفراء المتبادلة، متوقعًا أن العلاقات الثنائية ستصل إلى المستوى الذي تستحقه في أقرب وقت ممكن، بحسب ما نشره قسم الاتصال في الرئاسة التركية.
وشدد الرئيس أردوغان على أهمية الدعم الذي تقدمه الإدارة المصرية للمستثمرين والشركات التركية، وأكد أن تركيا تعلق أهمية على تنشيط التعاون في مجالات الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية والثقافة والتعليم.
وحضر الاجتماع من الجانب التركي وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالين، ومدير الاتصالات فخر الدين ألتون، وكبير مستشاري الرئيس للسياسة الخارجية والأمن، عاكف تشاتاي كيليتش، وكبير مستشاري الرئيس سيفر توران.
ولم تعلّق رئاسة الجمهورية المصرية على اللقاء حتى لحظة تحرير هذا الخبر، إذ نشرت منذ صباح اليوم سلسلة من التغريدات عبر “إكس” حول نشاطات السيسي في نيودلهي، غير متضمنة لقاء الرئيس التركي.
اللقاء يعتبر الأول من نوعه كلقاء دبلوماسي رسمي، لكن سبقه لقاء على هامش التحضيرات لمونديال قطر، في تشرين الثاني 2022، بحضور الأمير القطري، بعد عقد من الفتور الذي ساد العلاقات بين الجانبين، بحسب ما نشرته قناة “الجزيرة” القطرية حينها.
ما أسباب القطيعة
كانت تركيا في مقدمة الدول الرافضة للإطاحة بالرئيس المصري السابق، محمد مرسي، على يد الجيش بعد مظاهرات حاشدة مطالبة بعزله، إذ وصف أردوغان، الذي كان رئيسًا للوزراء آنذاك، عزل مرسي بأنه “انقلاب غير مقبول”.
وقال أردوغان في آب 2013، إن إسرائيل تتحمل مسؤولية دعم الحراك الذي أدى إلى عزل مرسي. وجاءت هذه التصريحات في اجتماع مع قادة محليين في حزب “العدالة والتنمية”، قال خلاله أردوغان إن “لديه توثيقًا” يثبت صحة هذا الاتهام، لكنه لم يذكر أبدًا طبيعة هذا التوثيق، بحسب ما نشرته هيئة البث والإذاعة البريطانية “BBC“.
وخرجت الأمور من مجرد تبادل للتصريحات إلى تحرك دبلوماسي أكبر، إذا استدعت تركيا سفيرها في القاهرة، في أعقاب فض اعتصام “رابعة”، وردت القاهرة بتحرك موازٍ بسحب سفيرها في تركيا.
واستمرت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في التدهور مع اشتداد التلاسن الإعلامي، وانتهت باستدعاء الخارجية المصرية للسفير التركي في تشرين الثاني 2013، وطلبت منه مغادرة البلاد باعتباره شخصًا غير مرغوب فيه. بالمقابل أعلنت القاهرة عن إجراء مماثل.
وفي أيار 2023، بعد انخفاض حدة التوتر الذي ساد العلاقات بين الجانبين هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نظيره التركي رجب طيب أردوغان بإعادة انتخابه رئيسًا لبلاده.
وبحسب وكالة “الأناضول” التركية، فإن الرئيسين بحثا “الخطوات التي من شأنها تعميق العلاقات التركية المصرية على كافة الأصعدة وفي مقدمتها الاقتصاد”، إضافة إلى مباحثات حول مسائل إقليمية ذات اهتمام مشترك.
“لا خصومة دائمة في السياسة”
قبيل الانتخابات الرئاسية الأحدث التي شهدتها تركيا، في أيار الماضي، بدا توجه تركيا واضحًا لتصفير خلافاتها العالقة مع دول أخرى من بينها مصر.
وقالت وكالة “الأناضول” التركية حينها إنه ردًا على سؤال حول تأييد زعيم حزب “الحركة القومية التركي” للقاء أردوغان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قطر، واقتراحه إجراء لقاء مع بشار الأسد، أجاب أردوغان، “لا خصومة دائمة في السياسة”.
وقال أردوغان، حول احتمالية لقاء السيسي ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، “هذا ممكن، فلا يوجد زعل أو خصومة دائمين في السياسة، يتم اتخاذ الخطوات في هذا الصدد عاجلًا أم آجلًا في الظرف الأنسب”.
هذه العبارة تكررت على لسان الرئيس التركي مرارًا في مناسبات عديدة قبل الانتخابات، حتى أنها كانت منطلقًا لطرح تسوية للخلافات مع النظام السوري صاحب الخلاف الأطول زمنيًا مع تركيا مؤخرًا.