قال نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتصارعة” في سوريا، الأميرال فاديم كوليت، إن طائرات مقاتلة وأخرى مسيّرة تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، خلقت 23 “موقفًا خطيرًا” في سماء سوريا خلال يوم السبت الماضي.
وأضاف الأدميرال بحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية مساء، السبت 9 من أيلول، طيران التحالف ينفذ طلعات جوية تنتهك بروتوكولات “عدم التصادم” في الأجواء السورية.
وبحسب كوليت، فإن التحالف مسؤول خلال يوم السبت وحدة عن 11 انتهاكًا لبروتوكولات “منع الاشتباك” الموقعة في 9 من كانون الأول 2019، مثل تحليق طائرات بدون طيار دون تنسيق مع الجانب الروسي.
أشار الأميرال إلى أن “الخروقات” الجوية في منطقة التنف وحدها شرقي سوريا سجّلت 12 مخالفة خلال يوم واحد.
وعن الطائرات التي حلّقت فوق قاعدة “التنف” الأمريكية مؤخرًا، قال كوليت إن زوجين من الطائرات المقاتلة من طراز “F-35” وزوج من الطائرات المقاتلة من طراز “F-16” وزوجين من مقاتلات “تايفون” وطائرتين من طراز “MQ-1C” متعددة الأغراض، حلقوا في المنطقة.
وترى روسيا أن “الحركة الجوية العسكرية التابعة للتحالف الدولي في سوريا تخلق ظروف “خطيرة” لوقوع حوادث جوية، ويؤدي إلى تفاقم الوضع في المجال الجوي السوري”، بحسب كوليت.
وتستمر الولايات المتحدة بتعزيز قواتها في منطقة إدارة القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) في الشرق الأوسط، إذ سبق وأعلنت في 15 من آب الماضي، عن أن طائرتان من طراز “F-35 Ligtinig” وصلتا إلى منطقة مسؤولية “سينتكوم”، بعد سلسلة من التعزيزات بدأت تتوافد إلى المنطقة منذ عدة أشهر.
وسبق أن “سينتكوم“، في 14 من حزيران الماضي، عن نشرها سرب الطائرات “94” الذي يضم مقاتلات من نوع “F-22 Raptor” عقب السلوك “غير الآمن وغير المهني بشكل متزايد من قبل الطائرات الروسية” في منطقة الشرق الأوسط.
وفي 4 من أيلول الحالي، قال نائب رئيس “مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتنازعة” في سوريا، فاديم كوليت، إن أربع طائرات مقاتلة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت غارات جوية على هدفين في محافظة حمص السورية، دون معرفة طبيعة هذه الغارات حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
اتهامات متبادلة
وفي حديث سابق لعنب بلدي قالت مديرة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية الوسطى (AFCENT)، تيريزا سوليفان، إن لدى قوات التحالف والقوات الروسية في سوريا “بروتوكولات راسخة” ومتفق عليها لمنع تعارض عمليات الجانبين، لكن سلاح الجو الروسي يخرقها باستمرار.
وتحدد هذه البروتوكولات الإجراءات اللازمة للحد من “مخاطر سوء التقدير أو سوء الفهم” في أثناء العمل في منطقة القتال، وعلى مقربة من بعضها البعض.
وأضافت سوليفان، وهي مستشارة اتصالات استراتيجية للأمن، أن التنسيق بين الجانبين جوًا سمح بالالتزام بمطاردة العدو المشترك لروسيا وأمريكا، وهو تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقلل من خطر وقوع حوادث أو تفاعل خطير بين قوات الطرفين.
المستشارة أضافت، خلال إجابتها على أسئلة لعنب بلدي، أن جنود سلاح الجو الأمريكي يواصلون الالتزام بالبروتوكولات المتفق عليها، لكن الجيش الروسي ابتعد مؤخرًا عن المعايير المتوقعة لسلاح جوي “محترف”، واختار من ذلك انتهاك الاتفاقيات عمدًا.
وتعمل الطائرات الروسية في سوريا منذ مدة بطريقة “غير آمنة وغير مهنية”، بحسب سوليفان، التي اعتبرت أن روسيا تتقصد تنفيذ “مناورات عدوانية” وارتكاب عمليات توغل غير متضاربة في مناطق العمليات الأمريكية بوتيرة متزايدة.
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال من جانبه تعليقًا على أزمة بروتوكولات التنسيق الجوي إن روسيا مستعدة لأي سيناريو قد يحدث في سوريا، لكنها لا تريد صدامًا عسكريًا مباشرًا مع الولايات المتحدة.
وأضاف، بحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية، أن رؤساء بعض الإدارات لدى الجانبين يتواصلون بشكل مباشر، ولديهم فرصة للتشاور، وأن هذا “يدل على أن لا أحد يريد الاشتباكات”.