رأس العين – حسين شعبو
تكبّد مزارعو البطيخ في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة خسائر كبيرة هذا الموسم، بسبب رداءة نوعية البذور، والعجز عن شراء أسمدة وأدوية لمعالجة الأمراض التي طالت المحصول.
وتحول موسم البطيخ الصيفي من فرصة لتحقيق أرباح جيدة للمزارعين إلى موسم لإحصاء الخسائر والبحث عن طرق لإيفاء الديون التي تراكمت عليهم، بعد عناء ثلاثة أشهر بين تحضير للزراعة وجني للمحصول.
بذور سيئة
ماجد سعيد مزارع في قرية علوك برأس العين، يملك 80 دونمًا مزروعة بالبطيخ، قال لعنب بلدي، إنه توقع موسمًا وفيرًا، لكن نوعية البذور التي وصلت إلى المنطقة كانت سيئة للغاية، مضيفًا أن ما دفعه لشراء البذور في شهر حزيران، حين بدء الزراعة، هو سعرها المقبول مقارنة بالأنواع الثانية مرتفعة السعر.
وذكر أنه بحلول موعد القطاف أواخر آب الماضي، كان حجم البطيخ طبيعيًا، لكنه لم يكن باللون والطعم المألوفين، وحتى بذوره كانت مصابة بالتعفن، مشيرًا إلى أن نسبة الخسارة في هذا الموسم وصلت إلى 80%.
وأعرب ماجد عن أمله بأن تتوفر أنواع بذور جيدة وبسعر مناسب العام المقبل، حتى يتمكن من استعادة ولو جزء بسيط من خسارته، واستعادة إنتاجه الذي اعتاده كل عام.
وقال محمد عطية، وهو مزارع من سكان رأس العين، إنه زرع هذا الموسم 35 دونمًا بالبطيخ، ومع بداية الموسم قرر استخدام نوعية جديدة من البذور بناء على توصيات التجار ولسعر البذور المقبول.
وأضاف خلال حديثه لعنب بلدي، أن المشكلة اتضحت مع نضوج ثمرة البطيخ، وتمثلت بفقدان اللون الأحمر المعتاد والنكهة الحلوة، ولم تتوفر لديه الموارد المالية لتأمين السماد اللازم لضمان نمو صحي للمحصول.
وذكر المزارع أن نحو 90% من إنتاج المحصول تعرّض للتلف هذا العام، وقدّر خسارته بحوالي 4250 دولارًا أمريكيًا، لافتًا إلى تراكم الديون عليه وانتظاره موسم القطن، آملًا أن يحل جزءًا بسيطًا من مشكلاته.
السعر يتحكم بالجودة
قال المهندس الزراعي سمير عروة، وهو صاحب صيدلية زراعية برأس العين، إن موسم البطيخ واجه عدة عقبات هذا العام، أولاها ضعف جذور النباتات وبطء نموها، على الرغم من المحاولات الجادة للعلاج من خلال تقديم السماد والرعاية والمشورة اللازمة.
وأضاف سمير لعنب بلدي أن هذه المحاولات لم تحقق أي نتائج إيجابية، وبعد الفحص الدقيق، تبين أن البذور تعرضت للتعفن، وأن نوعيتها كانت رديئة، لافتًا إلى أن المزارعين اشتروا هذا النوع لرخص سعره، وبلغ سعر الكيلو دولارًا أمريكيًا في أحسن أحواله.
وذكر المهندس الزراعي أن البذار الهجينة الجيدة المعروفة باسم “الهبودي” يبلغ سعر الكيلو منها دولارين ونصفًا.
خسائر بالجملة
رئيس المكتب الزراعي في المجلس المحلي برأس العين، عمر حمود، قال لعنب بلدي، إن مساحة الأراضي المزروعة بالبطيخ بلغت هذا الموسم 2000 دونم، لافتًا إلى أن بعض التجار استغلوا ضعف إمكانيات المزارعين المالية وقدموا لهم بذورًا ذات جودة سيئة بأسعار منخفضة.
وذكر أن موسم البطيخ كان وفيرًا للغاية عبر السنوات الماضية، وكان يكفي لإمداد منطقة رأس العين وتصدير جزء منه إلى الداخل السوري، لكنه سيئ جدًا هذا الموسم.
وأضاف حمود أن المكتب الزراعي حذر المزارعين من استخدام هذا النوع من البذور غير المعروفة في المنطقة، ومع ذلك، اشترى عديد من المزارعين منها، ما أدى إلى تلف حوالي 1430 دونمًا من مجموع المساحة المزروعة.
ولفت حمود إلى أن أغلب الفلاحين في رأس العين باعوا خلال موسم الصيف الماضي جزءًا من أراضيهم الزراعية، من أجل تركيب “الغطاسات” التي تعمل على ألواح الطاقة الشمسية، والتي زادت تكلفتها على عشرة آلاف دولار للبئر الواحدة، على أمل أن يتم دفع تلك المبالغ بعد تصريف محصول البطيخ والقطن هذا العام.