م. خليل آغا
دخل أحمد إلى مكتبي وقال: “أستاذ أريد زيادة راتب، وسأترك العمل إن لم أحصل على الزيادة”.
فسألته كم ترغب أن يصبح راتبك؟ فذكر رقمًا، فأجبته أنني موافق، فقال: “لم أفهم أستاذ!”، فكررت له “لقد حصلت على الزيادة التي طلبتها ابتداء من القبض القادم”، فغادر غرفتي بدون تعليق.
في اليوم التالي أرسل أحمد طلب استقالته مع السكرتيرة.
ستقول في نفسك: لماذا وقد حصل تمامًا على الزيادة التي طلبها؟
إننا ندعو مشكلة الراتب بالمشكلة التي تطفو على سطح الماء، وهي تشغلك عن المشاكل القابعة داخل الماء، المقصود أن الموظف الذي لديه مشاكل مستعصية أو لا يريد التصريح بها يفتح مشكلة زيادة الراتب.
المدير المحترف هو المدير الذي لا يتسرع بتوقع المشكلة أو ادعاء فهمها، فضلًا عن التسرع بطرح تعليماته لحل المشكلة.
اترك الموظف يشرح مشكلته وأعطه الوقت الكافي لذلك، تواصل مع الموظف لفهم كافة الأبعاد، اسأل الموظف ما الذي يطلبه أو يتوقعه منك، اطلب من الموظف أن يقترح حلًا للمشكلة، فمن رأى المشكلة وفهمها قد يكون الأوعى على حلها أو لعل الموظف يريد أن يوقعك في مطب ما فلا تتسرع.
حاول أن تفهم ما خلف السطور، فقد يكون الموظف يريد أن تستمع له فقط، فكر في دوافع الموظف للحديث ولا تتحول للتدقيق على ألفاظ محددة، خذ بعين الاعتبار اختلاف المستوى الثقافي بينكما أو اختلاف بيئتكما، حاول البحث عن أجزاء أخرى من المشكلة من خلال سؤال زملائه.
إذا أحسست أن الموظف متوتر جدًا حاول تهدئته بلطف، أو أجّل متابعة الحديث لموعد لاحق.
من أسوأ الردود كمدير هي الردود التي تدافع عن شخصك، لا تتسرع في التحول إلى طرف معاكس للموظف، حاول قدر الإمكان أن تبقى في نفس طرف الموظف.
يقال، لا يكفي أن تتقن السباحة لتلقي بنفسك في الماء لإنقاذ غريق، بل يجب أن تعرف كيفية إنقاذ الغريق، نفس المثل ينطبق على المدير حيث يجب أن تعرف الرد الذي يساعد موظفك على تخطي مشكلته، وفي حال عدم اكتشافك للرد المناسب فإن إظهار التعاطف والاستماع الفعال أفضل من الرد غير المناسب.