المربون يطالبون بفتح مكتب لمنظمة "WAHO"
إدلب.. خيول عربية أصيلة رهن أختام التسجيل
عنب بلدي – إدلب
يواجه عبد الملك رمان، مربي وسائس الخيل في إدلب، مشكلة في إقناع الزبائن بأصالة خيوله، لأنها لا تحمل أختام حفظ النسب ومنع التزوير والتلاعب، ويؤثر ذلك على سعرها بشكل كبير.
ويعتمد الشاري على الثقة والمعرفة الشخصية في شراء الخيول الأصيلة وبيعها، وتُكتب عقود تتضمن شرطًا جزائيًا في حال لم يتمكن الشاري من تسجيل الخيل لاحقًا، ما يكبد المربي خسائر كبيرة في أثناء البيع بسبب عدم إمكانية ختمها وتسجيلها.
ويعاني مربو الخيول في إدلب عدم قدرتهم على تسجيل خيولهم الأصيلة في المنظمة العالمية للخيول العربية (WAHO)، بسبب عدم وجود مكاتب لها في الشمال السوري، واقتصار مكتبها على مناطق سيطرة النظام السوري بمدينة دمشق.
عدم وجود مكتب للمنظمة في الشمال يحوّل خيول المربين إلى وطنية بدلًا من أن تكون أصيلة مسجلة دوليًا.
ويحمّل مربو الخيول في إدلب المنظمة مسؤولية عدم تسجيل خيولهم الأصيلة، بسبب رفضها استقبال أي عينات من دم الحصان الجديد من الشمال السوري، إلا عن طريق وزارة الزراعة في دمشق، التي بدورها ترفض التعامل مع المربين خارج مناطق سيطرتها.
خسائر بآلاف الدولارات
عبد الحميد السيد، سائس خيل آخر يقيم في مدينة بنش شرقي إدلب، ويعمل في تربية الخيول الأصيلة منذ ثماني سنوات، قال إن الخيول الأصيلة المولودة حديثًا تحتاج إلى تسجيل وختم من منظمة “WAHO”.
ويملك عبد الحميد سبعة خيول أصيلة، منها اثنان مسجلان ولهما أرقام دولية، أما بقية الخيول التي ولدت منذ ثماني سنوات فلم تسجل بسبب رفض المنظمة التعامل مع المربين إلا عن طريق وزارة الزراعة التابعة للنظام السوري.
وأضاف السائس أن أهمية التسجيل تكمن في منح الخيول المسجلة أختامًا وأرقامًا دولية، ما يحفظ نسبها ويمنع الغش والتلاعب، ويتيح للمربي بيع الخيول خارج سوريا، لافتًا إلى أن عدم التسجيل يعرّض المربي لخسائر مالية كبيرة في حال قرر بيع الحصان.
وأوضح عبد الحميد أن سعر الخيل الذكر المسجل يصل إلى 2500 دولار أمريكي، أما غير المسجل فلا يزيد سعره على 1500 دولار أمريكي، أما الفرس المسجلة فيصل سعرها إلى 30 ألف دولار أمريكي، بينما لا يزيد سعرها في حالة عدم التسجيل على خمسة آلاف دولار.
عينات للتسجيل
في حال وُلد الخيل من أبوين مسجلين، يرسل السائس عادة عينات من دم الأم والأب مع أوراقهما وعينة من دم الحصان المولود إلى المنظمة المختصة التي تدرس العينات بدورها، وبعد مطابقتها تخطر المنظمة الجهات الحكومية للقيام بعملية الختم والتسجيل، ويتم منح الخيل المولود رقمًا دوليًا.
وقال السائس عبد الحميد السيد لعنب بلدي، إن المربين كانوا يأخذون عينات من دم أو شعر الأبوين والحصان المولود إلى مقر منظمة “WAHO” في دمشق، التي ترسل هذه العينات إلى ألمانيا لمطابقتها، لتمنح المنظمة الخيل الوليد رقمًا دوليًا.
وبعد منح الرقم الدولي تخطر المنظمة وزارة الزراعة التابعة للنظام بالرقم الدولي، التي بدورها تقوم بإتمام التسجيل وتختم على الحصان المولود لتمييزه عن الأحصنة غير المسجلة، وفق السائس.
وعن شروط التسجيل قال المربي عبد الملك رمان، إنه لا توجد أي شروط لعملية التسجيل سوى أن يكون الأبوان مسجلين.
ويحاول بعض المربين إرسال العينات إلى مقر المنظمة في دمشق دون الإعلان عن وجود الأحصنة في الشمال السوري، لكنهم لا يتمكنون من إتمام عملية التسجيل كاملة بسبب وجود الخيل في الشمال، وتعد عملية التسجيل غير مكتملة، لكنها أفضل من لا شيء وفق المربين.
خيول وطنية
عدم تسجيل الخيول في المنظمة الدولية لا يعني أنها غير أصيلة، إنما يجعلها خيولًا وطنية لا يمكن التعامل بها إلا في محيط داخلي ضيق، وهو ما تترتب عليه خسائر مالية كبيرة للمربين، لذلك يعمدون للاحتفاظ بالعينات اللازمة للتسجيل لحين إمكانية ذلك.
ويرى عبد الملك رمان أنه لا حلول بديلة عن عملية التسجيل سوى الاحتفاظ بعينات الأبوين، وتسجيل نسب الخيول على أوراق خاصة لحين إيجاد حل لتسجيلها.
وقال إن حصانًا نفق لديه منذ سنوات في قصف على ريف حلب، وهو حصان مسجل ووالد لعدة أحصنة غير مسجلة، وأنه أخذ عينات بعد نفوقه من دمه وشعره حتى يتمكن من تسجيل أبنائه لاحقًا ولا يضيع نسبهم.
ولفت عبد الملك رمان إلى أن عملية التسجيل الناقصة أفضل من عدم التسجيل، وتساعد في تثبيت نسب الخيل وعدم التكبد بخسائر مالية كبيرة إلى حين تحسن الأوضاع وإتمام عملية التسجيل أصولًا.
وطالب عدد من مربي الخيول في الشمال السوري السلطات المختصة والمنظمات الدولية بالعمل على حل مشكلة التسجيل من خلال إقناع منظمة “WAHO” فتح مكتب لها في الشمال السوري، أو التعامل معها من خلال مكتبها في تركيا.
ويعاني مربو الخيول في الشمال السوري عدم اهتمام الجهات المعنية والداعمة، وعدم توفر الأدوية واللقاحات اللازمة، وقلة الكوادر البيطرية المتخصصة والأجهزة البيطرية لعلاج الخيول ما يهدد تربيتها في المنطقة.
“WAHO” والختم
أُسست المنظمة العالمية للخيول العربية عام 1970، وهي مؤسسة خيرية مسجلة يقع مقرها الرئيس في المملكة المتحدة، وفق ملفها الشخصي عبر موقعها الرسمي.
يوجد 82 دولة منتسبة كأعضاء في هيئة التسجيل للمنظمة، إما بمفردها وإما تحت رعاية هيئة كتاب الأنساب المجاورة.
وتهدف المنظمة بشكل أساسي وفق ما ذكرته إلى:
-المحافظة على دماء الخيول العربية الأصيلة وتحسينها والحفاظ على نقائها وتعزيز الاهتمام العام بعلم تربية الخيول العربية.
-تعزيز وتسهيل اكتساب وتوزيع المعرفة في جميع البلدان حول تاريخ ورعاية وعلاج الخيول العربية.
-تقديم المشورة وتنسيق سياسات وأنشطة أعضاء المنظمة.
-التعاون مع أي شخص أو مجموعة من الأشخاص المقيمين بجميع أنحاء العالم في محاولة لتعزيز توحيد المصطلحات والتعاريف والإجراءات المتعلقة بسلالة الخيول العربية.
-العمل بصفة استشارية في المناقشة والتفاوض مع السلطات الدولية والوطنية وغيرها بشأن المسائل المتعلقة بالخيول العربية.
ويعد ختم الخيول آلية مهمة ومتبعة لمنع التزوير في نسب الخيل، ويكون على رقبة الخيل، ويتضمن الختم ثلاثة أقسام، الأول يدعى الختم “A”، ويدل على الجنسية ويُختم من اليسار إلى اليمين.
ويكون القسم الثاني رقم الحصان، ويُكتب برموز خاصة يستطيع أن يقرأها المتخصص في تسجيل الخيل (لا يكتب بالأرقام سواء عربية أو إنجليزية أو غيرها).
ويشمل القسم الثالث من الختم تاريخ الميلاد، ويُكتب بالرموز أيضًا، ولا يمكن ختم الحصان إلا بعد ثبوت نسبه من عملية تصنيف الدم، وتصدر شهادة نسب لكل حصان.
وتحمل شهادة النسب اسم الحصان وتاريخ ميلاده، وخمسة أجيال من الأجداد إلى جانب الأب والأم.
شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب أنس الخولي
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :