يحظى المسلسل المصري “سفاح الجيزة” بتفاعل واسع من الجمهور، منذ عرض أولى حلقاته، وصولًا إلى عرض الحلقتين، الخامسة والسادسة، عبر منصة “شاهد” (حلقتان مساء كل خميس).
وتدور أحداث العمل المقتبس عن قصة حقيقية من واقع المنطقة (الجيزة) في مصر، حول جابر، الذي يرتكب العديد من جرائم القتل مع تتابع الحلقات، دون أن يترك شكله أو ملامحه أو تصرفاته، ما يشي بنزعة عدوانية، أو ميل لسلوك إجرامي معين، فالرجل بار بوالدته، ومحبوب في الحي الذي يقيم به، ويحترمه كل من يعمل معه.
مع تعاقب الجرائم تتوضح الدوافع القريبة والأصيلة لكل جريمة، إلى جانب الشروع بالقتل والنصب والاحتيال، بدءًا بالمقربين، وانطلاقًا منهم نحو الغرباء.
ما يميز شخصية البطل في المسلسل حالة الهدوء التي يتعاطى بها ويتفاعل مع المحيط، إلى جانب الإيقاع النفسي الذي يقترب قدر الإمكان من ظلامية الحالة، فالألوان باهتة، والإضاءة خافتة، والموسيقا مواتية للمنشود.
يركز صناع العمل على مجموعة من الأفكار والرسائل في الوقت نفسه، انطلاقًا من التأثيرات النفسية التي يتعرض لها الطفل، على اعتبار أن جابر كان شاهد عيان على قتل أمه لوالده بأسلوب قاسٍ يعبر عن غل وغضب، مع الإشارة إلى حالة الاندفاع غير المنضبط أو المحسوب خلف الطموح، بما يودي نحو مجازفات قد تدمر أصحابها.
العلاقة بالعائلة
في “سفاح الجيزة” إضاءة على علاقة الأب بالابن، وهي علاقة مصممة في المسلسل بأسلوب تكاملي نسبيًا، فالبطل القاتل يرعى والدته ويتابع احتياجاتها، لكن ابن الضابط، الذي يعيش مع أبيه فقط، بعد وفاة والدته، لا تجمعه تلك العلاقة الهادئة بوالده، مع التركيز على مرحلة المراهقة وحالة التمرد والرغبة بـ”الانعتاق” التي يحملها بعض اليافعين، دون خروج عن نمطية صورة الضابط، وحياته العائلة المتضررة بسبب طبيعة عمله، وفشله في تحقيق توازن مع الأسرة، وتصويره كحارس للعدالة بالضرورة.
العمل المصنف ضمن أعمال الجريمة، وتحدد فئة مشاهدته لمن تخطى 18 عامًا، من تأليف محمد صلاح العزب، وسيناريو وحوار عماد مطر وإنجي أبو السعود، وإخراج هادي الباجوري.
وإلى جانب أحمد فهمي، الذي يحمل اسم جابر، ومحيي، وحسن، وغيرهم، بما تقتضيه القصة، يشارك في البطولة كل من ركين سعد، وباسم سمرة، وصلاح عبد الله، وهايدي خالد، وحنان يوسف، وداليا شوقي، وإنجي أبو السعود، وميمي جمال.