لا يأتي “ChatGPT” مع كتيب إرشادات، على الرغم من قلة معرفة البشرية التعامل مع هذه التقنية الحديثة.
ومع أن شركة “روبوت” الدردشة أمريكية المنشأ، حيث معظم شركات التكنولوجيا، أفاد مركز “Pew” للأبحاث، أن ربع الأمريكيين فقط من الذين سمعوا عن برنامج الذكاء الاصطناعي قد استخدموه فعليًا.
وينصح الخبراء حول كيفية تحقيق أقصى استفادة من “روبوتات” الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي مثل “ChatGPT” من شركة “OpenAI”، و”Bard” من “جوجل”، و”Bing” من “مايكروسوفت”، بالابتعاد عن الخطأ الأول الذي يرتكبه المستخدمون، وهو معاملتهم وكأنهم “عرافون” يعرفون كل شيء، بدلًا من التعامل معهم كأدوات لغوية قوية ولكن بها قصور.
للشرح
عندما يريد المستخدم البحث عن موضوع معين في مجال ما، قد لا يعرف المصطلحات اللازمة في محركات البحث العادية، وبالنسبة لـ”روبوتات” الذكاء الاصطناعي فقد تكون أكثر إفادة عن طريق طرح الأسئلة الصحيحة.
يقترح عالم التكنولوجيا سيمون ويلسون أن يطلب المستخدم من “روبوت” الدردشة شرح المفاهيم التي لا يعرفها من خلال مقارنتها بمواضيع يعرفها جيدًا، إذ تتفوق “روبوتات” المحادثة في تجميع المعلومات من عوالم متباينة.
يمكن استخدام مصطلحات تبسيطية مع “روبوتات” المحادثة، مثل “اشرح لي عن العملات الرقمية وكأن عمري خمس سنوات”، ليشرح برنامج الذكاء الاصطناعي الموضوع بكلمات أساسية وبسيطة، وفي حال كانت الإجابة متواضعة بشكل زائد على المطلوب، يمكن رفع العمر لعشر سنوات وهكذا.
في بعض الأحيان، يسأل المستخدمون “روبوتات” المحادثة عن رأيهم بموضوع أو أمر ما، لكن غالبًا برامج الدردشة الآلية تجيب، “باعتباري نموذجًا للغة الذكاء الاصطناعي، ليست لدي آراء شخصية”، وحتى لو أجاب، فمن المرجح أن يحصل السائل على استجابة حذرة “دبلوماسية”.
وفي هذا الشأن، يرى نيلسون أن “روبوتات” الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي هي في الأساس “آلات تقليد بشكل افتراضي”، إذ إنها تحاكي الذكاء البشري العام، ويمكنها أيضًا تقليد أشخاص، أو ثقافات معينة، أو وجهات نظر مختلفة، كأن يسأل المستخدم “تظاهر أنك كريستيانو رونالدو، وأجبني عن رأيك حول الوشم؟”.
كما توجد طريقة أخرى للسؤال عن الرأي من خلال المناقشة، ونظرًا إلى تدرب “روبوتات” الدردشة على كل الحجج تقريبًا على الإنترنت، فإنها على استعداد لمناقشة المستخدم في أي جانب من جوانب القضية، وتعليمه من خلال تلك المناقشة.
للكتابة
من أهم ميزات نموذج لغة الذكاء الاصطناعي هي القدرة على التلاعب باللغة، وهو ما قد يكون مفيدًا للمستخدم في المواقف التي تتطلب أساليب تعبير “منمقة”، مثل رسائل الشكر أو الاتصالات المهنية الاحترافية.
ويجب التعامل مع سؤال برنامج الدردشة “الروبوتية” بطرح التفاصيل الخاصة بالسيناريو، للحصول على إجابة أفضل، وفق نصيحة مسؤول التواصل العلمي في شركة “OpenAI”، أندرو ماين، قائلًا، “في أي وقت تقدم فيه سياق النموذج، فإنه يعمل على تحسين جودة إجابته”، ولكن لا يزال يتعين على المستخدم توخي الحذر بأخذ النصائح من “ChatGPT” بشأن أي شيء عالي المخاطر.
وبدلًا من سؤال “أعد صياغة هذه الجملة بشكل احترافي (أريد زيادة في الراتب)”، الأفضل السؤال بشكل، “أعد صياغة الجملة بشكل احترافي (أريد زيادة في الراتب كما لو كنت موظفًا جديدًا يتحدث إلى مديره المباشر)”، وفق نصائح الخبراء.