حي حلكو.. غائب عن مشاريع “الإدارة الذاتية” في القامشلي
يواجه سكان مدينة القامشلي منذ سنوات مشكلات عديدة في قطاع الخدمات، وخصوصًا تلك المتعلقة بتلف شبكات الصرف الصحي، وتتركز هذه المشكلات في حي حلكو.
ويشتكي قاطنو الحي من تجمع مياه الصرف الصحي في الشوارع منذ نحو ثمانية أعوام، دون تجاوب من “الإدارة الذاتية” التي تدير المنطقة، علمًا أن شكاوى عديدة قدمت من قبل السكان في هذا الصدد.
آصف محمود، من قاطني حي حلكو بالقامشلي، قال لعنب بلدي إن أنابيب الصرف بالغة القدم تسببت بأضرار لكامل شبكة الصرف الصحي في الحي، مشيرًا إلى أن الأهالي تقدموا بالعديد من الشكاوى للبلدية دون جدوى.
وأضاف أن السكان يعانون العديد من مشكلات عديدة نتجت عن تلف شبكة الصرف الصحي، أبرزها وعورة الطرقات وتراكم النفايات وظاهرة الكلاب الشاردة، وطالب بإيجاد حلول جذرية.
مشاريع لم تنعكس على الأرض
طرحت بلدية القامشلي التابعة لـ”لإدارة الذاتية”، في أيار الماضي، 18 مشروعًا ذا صلة بشبكات الصرف الصحي في المدينة، وطلبت من الأهالي التعاون لإنجاز هذه المشاريع، لكن حي حلكو لم يرد اسمه ضمن تلك المشاريع.
لينا الأحمد، من سكان حي حلكو، قالت لعنب بلدي إنه منذ عدة سنوات يشتكي السكان من مشكلات الصرف الصحفي وخاصة في فصل الشتاء، عندما تتجمع مياه المجاري وروائحها الكريهة في الحي.
وتعتبر مشكلات الصرف الصحي امتدادًا لمشكلات أخرى بحسب لينا، أبرزها الطرق الرئيسية الوعرة، فهي غير معبدة، وتستطيع سيارات الإسعاف الدخول إلى بعض شوارع الحي مثلًا عند حدوث حالات إسعافية، وهو ما تكرر خلال السنوات الماضية.
الحي ليس بعيدًا عن مركز المدينة لكن لا استجابة لمطالب سكانه من قبل بلدية القامشلي، علمًا أن الحي يمتد إلى نهاية سكة القطار القديمة، ويربط المدينة بمطار “القامشلي” المسيطر عليه من قبل روسيا والنظام السوري.
مصدر مسؤول في بلدية القامشلي، تحفظ على اسمه كونه لا يملك ترخيصًا بالحديث لوسائل الإعلام، قال لعنب بلدي إن الشكاوى تكثر في فصل الشتاء وتحاول ورش البلدية فتح الفوهات لمنع تراكم المياه، لكن لم ترد أي شكوى أن بشأن الصرف الصحي.
وأضاف أن إصلاح خطوط الصرف في المنطقة يتطلب تخطيطًا وتنظيمًا ودراسة لفترة طويلة، ولا يمكن إنجازه بين ليلة وضحاها.
وفي نيسان 2022، وضعت “الإدارة الذاتية” خطة لتنفيذ 500 مشروع في منطقة “الجزيرة” (الحسكة والقامشلي والمدن والقرى التابعة لها) يخص البيئة والصرف الصحي والمياه وغيرها، لكن مشكلة حي حلكو لا تزال مستمرة وقائمة منذ أكثر من ثمان سنوات.
وحاولت عنب بلدي التواصل مع “الإدارة الذاتية” عبر قنوات تواصل رسمية، لكن الأخيرة رفضت التعليق قبل الحصول على ترخيص يسمح بممارسة العمل الإعلامي في مناطق سيطرتها.
أمراض يخلفها الصرف الصحي
منذ سنوات لم تتدخل “الإدارة الذاتية” لحل مشكلة الصرف الصحي بالمنطقة، إذ تتجمع مياه الأمطار في الشوارع مع كل زخّة مطر، وتنسد فوهات شبكات الصرف، كما تتعرض العديد من المنازل المنخفضة إلى الغرق بمياه الأمطار.
الطبيبة المتخصصة بأمراض الهضم المقيمة في القامشلي، كفاء اليأس، قالت لعنب بلدي إن تجمع مياه الصرف الصحي في المناطق المأهولة بالسكان تتسبب بمشكلات متعددة، أبرزها تشكل بيئة مناسبة لانتشار الحشرات الناقلة للامراض، واحتواؤها على مواد سامة تتسبب بأمراض.
وأضافت أن هذه البيئة غير الصحية تسبب بحالات إسهال، وآلام البطن، وأمراض الجهاز التنفسي، والالتهابات الجلدية.
الطبيبة قالت إن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض نظرًا لضعف المناعة لديهم.
الطبيب بكر سيد حبش المتخصص بالأمراض الداخلية، بدوره قال لعنب بلدي إن تجمع مياه الصرف الصحي تسبب أمراض جلدية كـ”اللشمانيا” والجرب، وأمراض مهوية كـ”الكوليرا” والحمى التيفية، وأخرى كأمراض الربو.
تضرر مياه الشرب
منذ مطلع العام الحالي، يشكو سكان عدد من الأحياء في مدينة القامشلي بالحسكة، من تلوث مياه الشرب، لتلف شبكاتها واختلاطها بمياه الصرف الصحي، وكذلك انعدام وصولها إلى المنازل الطابقية.
المياه الملوثة ذات اللون الأصفر والرائحة السيئة تحولت من مياه صالحة للشرب إلى مصدر للأمراض، دفعت الأهالي إلى حلول بديلة “غير صحية” ومكلفة ماليًا، منها الصهاريج الجوّالة ومعظمها غير خاضعة للرقابة الصحية، و”فلاتر” التنقية “المكلفة”.
اقرأ أيضًا: الشبكة متهالكة.. نقص وتلوث في مياه الشرب بالحسكة
وتنسحب مشكلة التلوث على معظم أحياء المدينة، يضاف إليها انعدام الوصول إلى الطوابق والمناطق المرتفعة، الأمر الذي يجبر السكان على تشغيل مولدات تكبدهم أعباء مالية إضافية.
وعملت “قسد” على إنشاء شبكة من الأنفاق ممتدة تحت الأرض في مناطق نفوذها، كخطة دفاعية خوفًا من تحركات عسكرية تركية محتملة في الشمال السوري ضدها، وربطت عبر الأنفاق مراكزها الرئيسة الموجودة داخل مدينة القامشلي، ما أثر على شبكات الصرف والمياه في المدينة على مدار السنوات الماضية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :