نزوح جديد للمدنيين من جنوبي إدلب بعد تصعيد النظام وروسيا
يستمر نزوح الأهالي من ريف إدلب الجنوبي والشرقي بعيدًا عن خطوط التماس مع قوات النظام السوري، بعد تصعيد عسكري تشنه قوات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا لليوم السادس على التوالي.
وقال “الدفاع المدني السوري”، إن عشرات العائلات تضطر بشكل يومي إلى النزوح من قرى وبلدات جبل الزاوية هربًا من القصف، خاصة مع توسع القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام وروسيا.
ووصف “الدفاع” القصف قوات النظام وروسيا الممنهج بأنه حرب على كل مقومات الحياة، ويستهدف المدنيين ومصادر رزقهم، في سياسة لنشر الرعب والموت في المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي، أن التصعيد أدى إلى نزوح عشرات العائلات من المدينة وجارتها بلدة آفس.
وشن الطيران الروسي اليوم، الأربعاء 9 من أيلول، أكثر من أربع غارات جوية بالصواريخ الفراغية على محيط بلدة الفطيرة بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وفق مراصد عسكرية ومراسل عنب بلدي.
واستهدفت قوات النظام الثلاثاء، قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، بقصف عنيف عبر راجمات الصواريخ، منها 40 صاروخًا سقطت على محيط بلدة سفوهن.
“المرصد 80” (أبو أمين) المختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة، قال لعنب بلدي، إن قوات النظام كثّفت قصفها مستخدمة راجمات الصواريخ والمدفعية على ريف إدلب الجنوبي، بعد محاولات منها للتقدم منذ أيام.
وذكر أن عناصر الفصائل المرابطين في المنطقة، صدوا خلال الأيام الماضية نحو 16 محاولة تقدم لقوات النظام إلى ريف إدلب الجنوبي.
بداية الاشتباكات مؤخرًا كانت في 26 من آب الماضي، بعد أن فجّر فصيل “أنصار التوحيد” العامل في إدلب نفقًا في قرية الملاجة بريف إدلب الجنوبي، مستهدفًا نقطة تمركز لقوات النظام السوري.
ومنذ التفجير يشهد محور الملاجة اشتباكات مستمرة، ويحاول النظام التقدم لاستعادة النقطة التي خسرها، في حين يواصل “أنصار التوحيد” صد التقدم على المحور بصواريخ “البركان“، وفق بيانات الفصيل والمراصد العسكرية.
تهديد لحياة أكثر من أربعة ملايين مدني
بلغت حصيلة الهجمات خلال الأيام الثلاثة الأولى من أيلول الحالي 60 هجومًا، استجابت لها فرق “الدفاع المدني”، وأدت إلى مقتل ثمانية مدنيين وإصابة 23 آخرين جروح بعضهم خطرة.
وحذر “الدفاع المدني” من كارثة جديدة تفاقم مأساة السوريين، لافتًا إلى أن التصعيد على شمال غربي سوريا يهدد حياة أكثر من أربعة ملايين مدني، بينهم أكثر من مليوني مهجر قسرًا يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد لكثير من الاحتياجات.
وتضم المنطقة 4.5 مليون إنسان، 4.1 مليون منهم بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي.
اتفاق “موسكو” لا يمنع القصف
تخضع محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية لاتفاق “خفض التصعيد” أو اتفاق “موسكو”، الموقّع في آذار 2020 بين روسيا وتركيا، وينص على وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة بين النظام وفصائل المعارضة، إلا أن القصف على الشمال السوري لا يتوقف.
واستجابت فرق “الدفاع المدني” منذ بداية العام الحالي حتى 27 من آب الماضي، لـ 491 هجومًا من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، راح ضحيتها 55 شخصًا بينهم تسعة أطفال وخمس نساء، وأصيب على إثرها 225 شخصًا بينهم 78 طفلًا و32 امرأة.
وترد غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تدير العمليات العسكرية في إدلب على هذا التصعيد باستهداف لنقاط قوات النظام قرب خطوط التماس، إضافة إلى تنفيذ عمليات “انغماسية” خلف الخطوط.
ونفّذ “لواء معاوية بن أبي سفيان” التابع لـ”هيئة تحرير الشام” عملية “انغماسية“، في 1 من أيلول الحالي، على محور جبل الصراف بريف اللاذقية، وأسفرت عن مقتل 18 جنديًا، وإصابة آخرين، إثر فرارهم من النقاط، في حين أكدت وزارة الدفاع في حكومة النظام مقتل 16 جنديًا في الهجوم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :