التقى وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، خلال زيارته إلى العاصمة المصرية، القاهرة، بالوفد السعودي، المشارك في اجتماع الحوار السياسي العربية الياباني، في مقر الجامعة العربية.
وذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، اليوم، الأربعاء 6 من أيلول، أن المقداد التقى رئيس الوفد السعودي، نائب وزير الخارجية، وليد عبد الكريم الخريجي، وجرى التأكيد على حرص البلدين على تطوير مستوى العلاقات الثنائية، إلى جانب استعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتوافق على متابعة التنسيق والتشاور، بما يخدم مصلحة البلدين.
وجرى اللقاء قبل بدء أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، في دورته العادية، في القاهرة.
ويأتي اللقاء وسط تسريبات عن حالة إحباط سعودية من رد فعل النظام السوري على “المبادرة الأردنية” المدفوعة عربيًا، الأمر الذي نفته صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، في 14 من آب، إذ نقلت عن مصدر دبلوماسي عربي لم تسمِّه، نفيه وجود خلافات بين السعودية والنظام السوري، معتبرًا أن الرياض مصممة على أن تكون عودة سوريا إلى الجامعة العربية فعلية لا شكلية.
النظام ينفي.. الواقع مختلف
رغم نفي النظام بشكل غير مباشر، لكن وسائل إعلام سعودية ذات ثقل في المملكة، قدّمت مجموعة من الرسائل من خلال مواد رأي، إلى جانب إشارات تتعلق بعدم افتتاح السفارة السعودية في دمشق، رغم مرور أشهر على الاتفاق بهذا الشأن، وزيارة بشار الأسد إلى السعودية، ومشاركته في قمة جدة (19 من أيار).
في مادة رأي للصحفية عالية منصور، نشرتها مجلة “المجلة” السعودية، في 20 من آب، اعتبرت أن تعثر مسار التطبيع العربي مع نظام الأسد لا يبدو مفاجئًا، مستندة في استنتاجها إلى تدهور في الملفات العالقة حتى عما كانت عليه (اللاجئون والمخدرات والوضع الاقتصادي والحل السياسي).
وأضافت الكاتبة، أن منظومة الحكم في دمشق لم تعد قادرة على التمييز بين الرغبة العربية في إطفاء الحرائق وتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار الإقليمي وبين حالة الضعف.
وفي 15 من آب الماضي، عقدت “لجنة الاتصال العربية” اجتماعها الأول، بمشاركة وزراء خارجية كل من مصر والعراق والسعودية ولبنان والنظام السوري، لبحث تطورات الملف السوري، ومتابعة تنفيذ مخرجات “لقاء عمان التشاوري”، وفق ما أقره بيان “قمة جدة”.
وانتهى الاجتماع ببيان ختامي لم يضف جديدًا أبعد من الاتفاق على لقاء آخر في العاصمة العراقية، بغداد، يحدد موعده بوقت لاحق، لكن الصحفي السوري إبراهيم حميدي، وفي مادة نشرها عبر “المجلة”، أوضح أن “المسار العربي- السوري” خضع لأول اختبار في الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة (لجنة الاتصال).
ووفق حميدي، فإن مضمون النقاشات العربية مع وزير الخارجية السوري، أظهر فجوة كبيرة وبطئًا شديدًا بالتقدم في المسار، لافتًا إلى موافقة المقداد على مضض على تسلم نسخة من الورقة العربية- الأردنية (خطوة مقابل خطوة)، تضمنت المطلوب والمعروض على دمشق، وتسلمها المقداد بشرط ألا تكون ملزمة.
اقرأ المزيد: النظام السوري عاجز أمام تطلعات العرب.. السعودية متضررة