عشائر الشمال تبني دار الحرب.. تعزيزات قرب الخطوط مع “قسد”

  • 2023/09/06
  • 2:56 م
مقاتلون من أبناء العشائر يحتشدون قرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي لمساندة العشائر ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) - 2 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ديان جنباز)

مقاتلون من أبناء العشائر يحتشدون قرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي لمساندة العشائر ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) - 2 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ديان جنباز)

تتوالى الأرتال العسكرية التي ترسلها العشائر السورية الموجودة في الشمال إلى جبهات القتال وخطوط التماس المشتركة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في ريفي منبج والباب شرقي حلب، تزامنًا مع استمرار المواجهات المسلحة بين مقالتين من أبناء العشائر و”قسد” في ريف دير الزور الشرقي.

تأتي الحشودات التي رصدها مراسلو عنب بلدي على مدار الأيام الماضية، بهدف التخفيف عن قوات العشائر في منطقتي ذيبان والطيانة شرقي دير الزور، بعد استقدام “قسد” قوات بعتاد ثقيل، في محاولة السيطرة على بلدة ذيبان “معقل الانتفاضة العشائرية” ومقر شيخها إبراهيم الهفل، وسط اشتباكات عنيفة في المنطقة، خسرت فيها “قسد” عددًا من المقاتلين.

العشائر في الشمال السوري هي امتداد لعشائر المنطقة الشرقية في سوريا، إذ تربطهم قرابة الدم، الأمر الذي ساهم في تلبية نداء قبيلة “العكيدات” في دير الزور، بعد طلب النفير والنجدة على لسان شيخها إبراهيم الهفل، وفق ما قاله مقاتلون من العشائر التقتهم عنب بلدي.

وأرسلت قبائل وعشائر كل من “الموالي والسادة المشاهدة والبوشعبان وطيء والنعيم والبكارة وشمر وبني جميل والعجيل والجحيش وقيس عيلان والدمالخة والدليم والبوخميس”، عدة أرتال تحمل مقاتلين من أبناء هذه العشائر المقيمين في عفرين واعزاز والباب وإدلب، وانتشروا على خطوط التماس مع مناطق سيطرة “قسد” في مناطق قباسين وجرابلس ومنبج.

هذا التحرك رافقته تعزيزات مشابهة من قوات العشائر الموجودة في ريف الرقة الشمالي في منطقة تل أبيض وتل تمر ورأس العين شمالي الحسكة، ودخولها إلى خطوط التماس مع “قسد”، وفق مراسل عنب بلدي في رأس العين.

مقاتلون من أبناء العشائر يحتشدون قرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي لمساندة العشائر ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) – 2 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ديان جنباز)

دار الحرب

في الأعراف العشائرية وعند استشعار الخطر من العدو، تعلن القبائل العربية سابقًا عن تأسيس دار الحرب وهي عبارة عن خيم كبيرة يجتمع فيها مقاتلو القبائل التي تلبي نداء الحرب، فقد تم تجهيز دار الحرب في كل من قباسين وجرابلس شرقي حلب، إضافة لمنطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، وفق ما قاله مقاتلون من أبناء العشائر في بعض هذه الخيام لمراسل عنب بلدي.

وقال الأمير حاجم فواز الشايش وهو أمير قبيلة “الموالي”، إن معظم العناصر المقاتلة التي التحقت بدار الحرب، هم من أبناء العشائر الذين توجهوا من أرياف حلب الشمالية والغربية وإدلب إلى شرق حلب، حيث يتم تنسيق المقاتلين وتوزيعهم على الجبهات في دار الحرب، إضافة لتنظيم الأمور اللوجستية لهم، من ذخيرة وأكل ومنامة.

وعن فزعة العشائر في الشمال السوري، قال الشايش، إن القبائل والعشائر السورية يشكلون 60% من المجتمع السوري، وهم الخزان البشري للثورة السورية، والعمق الجغرافي لسوريا باتجاه العراق والأردن ولبنان والخليج واليمن.

ونوَه إلى أن القبائل والعشائر السورية انتفضت من البدايات مع جميع أبناء سوريا، وانخرطت في الثورة السورية، من الحراك السلمي، إلى التنظيم المسلح مع فصائل “الجيش الحر”، إلى أن لاقى المكون العربي في دير الزور الظلم الكثير من “قسد”.

وأضاف الشايش في حديثه لعنب بلدي، أن العشائر في دير الزور تحملت ظلم “قسد” في الحفاظ على السلم الأهلي وعدم تجزئة سوريا، لكن “قسد” أساءت للعشائر في دير الزور، فانتفضت ضدها، ونتيجة لرابطة الدم بينها وبين عشائر الشمال السوري، لبت العشائر من إدلب إلى رأس العين النداء، وتوجهت بكامل إمكانياتها لخطوط التماس.

وتابع الشايش، أن أغلب شيوخ القبائل في الشمال السوري استنفروا أبناء قبائلهم، وتجمعوا في منبج وجرابلس ورأس العين، وشكلوا غرف عمليات بسيطة، ودخلوا المعارك بسلاح خفيف، لكن كانت جبهات “قسد” معززة بوجود قوات إيرانية وتابعة للنظام، إضافة لدعم الطيران الحربي الروسي، ما أدى لصعوبة المعركة وخسارة عدد من أبناء العشائر، مشيرًا إلى أن المعارك كر وفر بين الطرفين.

وذكر الشايش أن شيوخ وأمراء القبائل والعشائر بينوا رأيهم وموقفهم تجاه قسد وانتهاكاتها، وأخذوا موقف القتال ضدها، مشيرًا إلى أن الأخيرة ارتكبت المجازر بحق المدنيين في منطقة دير الزور.

وطالب الشايش المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب أبناء دير الزور الذين تعرضوا للظلم والتهميش والانتهاكات وسرقة ثروات منطقتهم.

مقاتلون من أبناء العشائر يحتشدون قرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي لمساندة العشائر ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) – 2 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ديان جنباز)

جبهة منبج تشتعل

تصطدم المحاولات المتكررة لاختراق جبهات “قسد” من قبل أبناء العشائر، بوجود مؤازرة قوية من قبل الطيران الحربي الروسي والقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام (التي تتمركز في ريف منبج أيضًا)، إلا أن مقاتلي القبائل لا يزالون مصرين على تحقيق تقدم في تلك المنطقة.

عزيز الجاسم، أحد مقاتلي العشائر الذين توجهوا من إدلب إلى منطقة منبج، قال، إن المنطقة تشهد حشودًا كبيرة من أبناء العشائر، وكل من يملك سلاح أو ذخيرة قدمها للمعركة، ومع اعترافه أن أغلب السلاح هو خفيف أو متوسط، إلا أن إرادة القتال قوية، والرغبة شديدة بتحقيق تقدم على خاصرة منبج بهدف التخفيف عن مقاتلي العشائر شرقي دير الزور.

وأضاف الجاسم، أن أرتال العشائر لا تتوقف، ومن يقود التنسيق في غرف العمليات هم عناصر مدربون من أبناء العشائر كانوا يقاتلون في صفوف فصائل المعارضة وتركوا القتال بعد حدوث خلافات بين الفصائل، إلا أنهم التحقوا حاليًا بعد نداءات الفزعة من عشائر دير الزور.

وقال في حديثه لعنب بلدي، إن أبناء العشائر يستعدون لجولة جديدة من المعارك على خطوط التماس مع “قسد” في أرياف حلب الشرقية، رغم عدم مؤازرتها من قبل الفصائل العسكرية والنقاط التركية الموجودة في المنطقة، سواء بالتمهيد المدفعي والصاروخي أو الدعم بالذخيرة، إنما الدعم بجهود فردية من ميسوري الحال من أبناء هذه العشائر.

وتتعرض خطوط التماس المشتركة بين منبج حيث يسيطر النظام السوري و”قسد”، وبين ريف حلب الذي يسيطر عليه “الجيش الوطني السوري”، لاستهداف بالطيران الروسي وقصف من النظام.

وفي 1 من أيلول، قُتل خمسة أطفال وأُصيب ثمانية أشخاص لمجزرة جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة مشتركة لقوات النظام و”قسد” طال قرية المحسنلي في ريف جرابلس شرقي حلب.

مقاتلون من أبناء العشائر يستهدفون قرى المحسنلي وعرب حسن وتلة “سيريتيل” في منبج بريف حلب الشرقي لمساندة العشائر ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) – 4 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

ردود فعل

بدأت المواجهات صباح الاثنين 28 من آب الماضي، على خلفية اعتقال “قسد” لقائد “مجلس دير الزور العسكري”، أحمد الخبيل قبل يوم واحد، إثر خلاف بين الجانبين دام أكثر من شهرين.

ونفى الشيخ إبراهيم الهفل من معقله في بلدة ذيبان، وجود مفاوضات مع “قسد”، وكان قد سمى لجنة للمفاوضات في حال أبدى التحالف الدولي استعداده للتفاوض معهم.

ولا تتحدث “قوات سوريا الديمقراطية” عن قتال أو مواجهات ضد أبناء العشائر، وقالت في بيان لها، إنها لا تزال في خضم عمليتها الأمنية بأرياف دير الزور شرقي سوريا لملاحقة خلايا أرسلها النظام السوري إلى المنطقة “لإحداث فتنة أهلية”.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 5 من أيلول، إن التحرك الذي قامت به العشائر العربية في دير الزور للمطالبة بأراضيها “تصرف وطني”، كونهم المالكون الحقيقيون للأراضي في المنطقة.

وأعلنت السفارة الأمريكية في سوريا، 3 من أيلول، عن لقاء نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، إيثان غولدريتش، وقائد عملية “العزم الصلب”، اللواء جويل فويل، في شمال شرقي سوريا، مع “قسد” و”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، وزعماء القبائل في دير الزور.

واتفقوا، بحسب ما أعلنت عنه السفارة، على أهمية معالجة مظالم سكان دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي في المحافظة، وضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ووقف تصعيد العنف في أسرع وقت ممكن.

ويغيب الحديث من جهات رسمية في حكومة النظام عما يجري في دير الزور، في حين تنقل وسائل الإعلام الرسمية والمقربة منه الاشتباكات الحاصلة فقط.

مقالات متعلقة

  1. المعارك تتجدد في ريف دير الزور.. دعوات للنفير
  2. معارك كر وفر في محيط ذيبان شرقي دير الزور
  3. المقداد يعلن دعم النظام السوري للعشائر في معركتها ضد "قسد"
  4. دير الزور.. المعارك تستمر على أطراف بلدة ذيبان

سوريا

المزيد من سوريا