سلّم ناشطون سوريون المدعي العام في أوكرانيا قائمة بيانات لنحو 7000 مواطن سوري، بينهم نحو 2000 طفل، قتلتهم القوات الروسية في سوريا، منذ تدخلها العسكري إلى جانب النظام في أيلول 2015.
وذكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها الصادر في 26 من آب، أن مدير الشبكة، فضل عبد الغني، قدّم هذه البيانات للمدعي العام في أوكرانيا، وشملت أسماء وأماكن وزمان قتلهم، وتفاصيل أخرى، وجرى تقديمها لمكتب المدعي العام في العاصمة الأوكرانية، كييف، مع أحدث تقارير الشبكة حول الانتهاكات الروسية في سوريا (من أصل 93 تقريرًا بهذا الشأن)، متضمنًا إحصائيات الضحايا والمراكز الحيوية والمجازر، وحصيلة استخدامها للذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة وغيرها.
ومن المقرر أن يكون هناك مزيد من التنسيق والتعاون ومشاركة البيانات والمعلومات التفصيلية عن هجمات محددة للقوات الروسية في سوريا، وفق قاعدة البيانات لدى “الشبكة السورية”.
مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، أوضح لعنب بلدي، أن “الشبكة” حريصة على استثمار البيانات لديها بأكبر قدر ممكن لتحقيق مناصرة للقضية والملف السوري، وتسليط الضوء على الضحايا الذين قتلتهم روسيا في سوريا، عبر ربط الملف بالملف الأوكراني، مبينًا أن ملف البيانات كان تفصيليًا وضم نحو أكثر من 100 صفحة.
عبد الغني لفت إلى أهمية ربط القضية الأوكرانية بالسورية، كون المعتدي واحد، وبسبب الاهتمام الأوروبي بالملف الأوكراني، وهذا يظهر التعاون بين الضحايا، والتضامن والتنسيق بين القائمين على الملفين، كما أن التخاذل الدولي والسماح لروسيا بالتمدد، دفعها نحو أوكرانيا بعد سوريا، مع المطالبة بالضغط على روسيا في سوريا، كونها لم تدفع ثمنًا يذكر نتيجة تدخلها في سوريا.
المسألة مناصرة
شدد مدير “الشبكة السورية” على ضرورة عدم رفع سقف التوقعات، فالمؤسسات حين تعمل أو تشارك بجهد أو تناصر قضية تسعى لتضخيم المنجز، والحديث عن أشياء لن تحصل، وهذا يعطي الناس أوهامًا ويضللها، فمن الضروري ضبط الموضوع، والتركيز على أن القضية هي حالة مناصرة وتذكير بالموضوع، لكنها لن تحقق دعوى أوكرانية ضد روسيا في سوريا.
وحول سبل الاستفادة من الجانب الأوكراني، بيّن عبد الغني أنها ممكنة في تبادل الخبرات، وربما تسهم أوكرانيا قضائيًا في دعم القضية، فهزيمة روسيا في أوكرانيا لصالح السوريين، وهناك تقاطع بين الملف الحقوقي الأوكراني والسوري، والشبكة ستركز على تزويد المدعي العام ببيانات وأدلة أكثر في الفترات المقبلة.
منظمات سورية في كييف
جاء لقاء مدير “الشبكة السورية” ضمن زيارة وفد سوري يمثل عدة منظمات مدنية، شارك بعدة نشاطات منها القمة الثالثة لـ”منصة القرم”، حيث يجتمع ممثلو الدول من جميع أنحاء العالم.
ونسقت الزيارة بتنظيم كل من منظمة “مدنية” و”المجلس السوري- البريطاني”، وبمبادرة من المحامي السوري- البريطاني إبراهيم العلبي، وبدعم كل من “الدفاع المدني السوري”، و”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، و”البرنامج السوري للتطوير القانوني”، و”التحالف الأمريكي من أجل سوريا”، و”الجمعية الطبية السورية البريطانية”، ومنظمة “أكشن فور سما”، وحملة “من أجل سوريا”، ورابطة “ضحايا الأسلحة الكيماوية في سوريا”، وحملة “لا تخنقوا الحقيقة”.
وتزامنت وفق البيان الصحفي المشترك الصادر في 25 من آب، مع الذكرى العاشرة للهجمات الكيماوية عام 2013 على الغوطة في سوريا، وفي إطار الدعوة إلى المساءلة عن جرائم الحرب المستمرة في أوكرانيا، والتي شجعها الإفلات من العقاب على الجرائم الماضية والمستمرة في سوريا.
وحضر الوفد السوري قمة “منصة القرم”، لمشاركة رسائل التضامن مع أوكرانيا، حيث التقى ممثلون عن الوفد مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في أثناء انعقاد القمة، وتحدثوا عن مكافحة الإفلات من العقاب في أوكرانيا وسوريا، مؤكدين تضامنهم مع أوكرانيا وشعبها، على عكس موقف النظام السوري الداعم لروسيا.
وحول الزيارة، قال مدير منظمة “الدفاع المدني السوري”، رائد الصالح، “نحن بحاجة لتحقيق العدالة والسعي إليها بإصرار حتى لا يشعر أي دكتاتور أو بلد أن لديه الضوء الأخضر لارتكاب الفظائع والانتهاكات والإفلات من العقاب”.
أوكرانيا والنظام السوري
في 30 من حزيران 2022، قطعت أوكرانيا علاقتها مع النظام السوري، بعد اعترافه باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين وفرضت حظرًا تجاريًا وعقوبات على كيانات وأفراد من النظام السوري.
كما يقف النظام إلى جانب موسكو في غزوها لأوكرانيا، منذ انطلاقته في 24 من شباط 2022.
وفي وقت لاحق ألغت اتفاقيات تعاون مشتركة مع حكومة النظام، في مجالات اقتصادية وتجارية وفنية، بهدف “حماية مصالحها الوطنية”، وفرضت عقوبات على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ورئيس الحكومة حسين عرنوس، ووزير الخارجية فيصل المقداد، كما أرسلت أوكرانيا مساعدات إنسانية إلى المناطق التي تضررت بالزلزال في شمال غربي سوريا، خارج سيطرة النظام.
كما تتهم كييف النظام السوري بسرقة القمح والحبوب الأوكراني، وأحدث ما جاء بهذا الخصوص الطلب الذي قدمه مسؤولون أوكرانيون في 24 من آب، بمنع سفينة شحن سورية محملة بالحبوب الأوكرانية المسروقة من الرسو في ميناء طرابلس اللبناني.
ونقلت وكالة” رويترز” عن البعثة الأوكرانية حينها، أن السفينة “فينيقيا” كانت تنقل ستة آلاف طن متري من مادة الذرة، التي اعتبرتها مسروقة من ميناء “سيفاستوبول”، على البحر الأسود.
اقرأ المزيد: أوكرانيا تطالب لبنان بمنع رسو سفينة سورية محملة بالذرة المسروقة