مدارس تركية تفرض رسومًا للتسجيل ووزير التربية يحذر المتورطين
طالبت بعض المدارس الحكومية التركية أهالي الطلاب من المواطنين الأتراك واللاجئين السوريين بدفع رسوم مقابل فتح قيد (تسجيل) أبنائهم في تلك المدارس.
ورصدت عنب بلدي عدة حالات لعائلات سورية واجهت مشكلة طلب إدارة المدارس الحكومية التركية مبالغ مقابل تسجيل أطفالهم، بعضها يندرج تحت بند “تبرع للمدرسة”.
ظروف تجبر العائلات
نفى وزير التربية والتعليم التركي، يوسف تكين، الثلاثاء 5 من أيلول، إجبار العائلات على التبرع أو دفع مبالغ لتسجيل الطلاب في المدارس، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وحذر الوزير الأشخاص المتورطين الذين يجبرون أولياء الأمور على دفع مبالغ للمدرسة بحجة التبرع أو التسجيل.
ونشرت جمعية “أولياء أمور الطلاب” التركية عبر حسابها بموقع “إكس” (تويتر سابقًا)، في 2 من أيلول الحالي، أن تلقي رسوم التسجيل تحت اسم” التبرع” يعتبر جريمة دستورية.
منال، أم لثلاثة أطفال، فضّلت عدم الكشف عن اسمها الكامل لأسباب أمنية، قالت لعنب بلدي، إن إدارة المدرسة التي سجلت فيها ابنها بالصف الأول الابتدائي بمدينة اسطنبول، طلبت منها مبلغ خمسة آلاف ليرة تركية لتثبيت قيد الطفل، وعندما رفضت قالوا لها إن هذا المبلغ ضروري وهو تبرع ولا يمكنها التسجيل دون دفعه.
وأقنعت منال إدارة المدرسة بتخفيض المبلغ كونها من متضرري الزلزال، لتدفع ثلاثة آلاف ليرة فقط من أصل خمسة آلاف، على حد قولها.
وبالنسبة إلى منال، فقد أجبرت على دفع المبلغ لقرب المسافة بين المدرسة ومنزلها في اسطنبول، بالإضافة إلى تخوفها من طلب مبالغ أكبر في المدارس الأخرى، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
ملك دالاتي، لاجئة سورية مقيمة في اسطنبول، قالت لعنب بلدي، إن إدارة المدرسة طلبت من العائلة مبلغ 15 ألف ليرة تركية مقابل تسجيل ابنتها في الصف الأول.
توجهت ملك وزوجها برفقة الجارة التركية إلى المدرسة للمرة الثانية، في محاولة لإقناع الإدارة بتخفيض المبلغ المطلوب إلى ألفي ليرة تركية.
ذكرت ملك أنه لم يسمح لها اختيار المدرّسة المسؤولة عن ابنتهم لأنها دفعت مبلغًا بسيطًا مقابل المطلوب، مشيرة إلى حالات تعرفها لبعض الأهالي الذين دفعوا مبالغ تجاوزت خمسة آلاف ليرة وتمكنوا من اختيار المدرّس الخاص بأطفالهم.
وتتخوف ملك من عدم السماح لها بحق اختيار المدرّسة لابنتها، وقالت إنها في السنة الماضية عند تسجيل ابنتها في الصف الخامس، لم تدفع أي مبلغ للمدرسة.
ووفقًا لملك دالاتي، فقد طُلب مبلغ 15 ألف ليرة تركية من المواطنين الأتراك واللاجئين السوريين، إذ قدم العديد منهم شكاوى إلى وزارة التربية التركية عبر بوابة الحكومة الإلكترونية (e- devlet).
ووصل عدد اللاجئين السوريين تحت “الحماية المؤقتة” في تركيا إلى ثلاثة ملايين و298 ألفًا و817 لاجئًا، بحسب بيانات “دائرة الهجرة التركية”.
الإعلام التركي
نشرت صحيفة “حرييت” التركية، في 25 من آب الماضي، تقريرًا حول الرسوم الدراسية التي تتقاضاها المدارس الحكومية التركية من عائلات الطلاب تحت اسم “التبرع”، إذ أشار التقرير إلى أن مشكلة طلب بعض المدارس الحكومية تبرعات من أهالي الطلاب تظهر مع بداية كل عام دراسي جديد، ولم يتم إيجاد حل إلى يومنا هذا.
مدير جمعية “الطلاب” في تركيا، أنور أوندر، قال لعنب بلدي، إن أهالي الطلاب ليسوا مجبرين على التبرع للمدارس الحكومية التركية، ولكن يمكنهم التبرع بالمال للمدارس إن أرادوا، ولكن دون إجبار أو وضع العائلة بموقف صعب.
أُسست جمعية “الطلاب” في عام 1997، وهي جهة غير حكومية متخصصة بتقديم الاستشارات لأهالي الطلاب، ويقع مركزها الرئيس في أنقرة.
وذكر أنور أوندر أن المبالغ المطلوبة من الأهالي تختلف من منطقة إلى أخرى، إذ يحاول الأشخاص أن يحصلوا بقدر ما يستطيعون على مبالغ من العائلات.
وقال مدير جمعية “أولياء أمور الطلاب”، عمر يلماز، إن مشكلة طلب بعض المدارس الحكومية تبرعات من أهالي الطلاب تظهر مع بداية كل عام دراسي جديد تحت اسم “التبرع”، ولكن إلى اليوم لم تُتخذ إجراءات لحلها، وفقًا لما نقلته صحيفة “حرييت”.
وكان وزير التربية التركي السابق، محمد أوزير، قال إنه لا علاقة للتسجيل بدفع المبالغ للمدارس الحكومية التركية، بينما تستطيع العائلة أن تتبرع للمدرسة بالمبلغ الذي تريده.
اقرأ أيضًا: “تنمّر” و”كيملك” وفقر.. ثلث الأطفال السوريين خارج مدارس تركيا
وبحسب إحصائية نشرتها وزارة التعليم الوطنية التركية، في 31 من آذار 2022، فإن نحو 80% من اللاجئين في سن الدراسة للمرحلة المتوسطة الحاملين لبطاقة “الحماية المؤقتة” ملتحقون بالمدارس، في حين وصلت نسبة الطلاب الملتحقين في المرحلة الابتدائية إلى 75.13%، بينما تنخفض النسبة للمرحلة الثانوية 42.65%، وذلك للعام الدراسي 2021- 2022.
عام دراسي جديد
يبدأ العام الدراسي 2023- 2024 في 11 من أيلول الحالي، وينتهي الفصل الأول في 19 من كانون الأول 2024، ويبدأ الفصل الثاني في 5 من شباط 2024 وينتهي في 14 من حزيران 2024، بحسب ما نشرته وزارة التربية التركية.
وأعلن وزير التربية التركي، يوسف تكين، ضمن لقائه بممثلي المؤسسات الإعلامية بأنقرة، في 17 من آب الماضي، عن وجود قرابة 11 ألف صف داخل المدارس التركية في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال في شباط الماضي مدمرة وغير صالحة للاستعمال، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول“.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :