توترات ونزوح في دير الزور.. نفير من أبناء العشائر ضد “قسد”
يشهد ريف دير الزور الشرقي حالات نزوح من المناطق “المشتعلة” التي كانت تدور فيها اشتباكات بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومقاتلين من أبناء العشائر، رغم فرض حظر التجول من قبل “قسد”.
وبدأ عدد من الأهالي بالنزوح، منذ الجمعة 1 من أيلول، من بلدات جديد عكيدات، جديد بكارة، الدحلة، الصبحة، بريهة، والبصيرة، باتجاه مناطق أكثر أمنًا في الريف الشمالي مثل حريزة والتوامية وماشخ والطكيحي.
هربًا من الاعتقال
التقت عنب بلدي بعض النازحين، ومنهم عبد الله الجميل من مدينة البصيرة الذي توجه مع عائلته نحو قرية ماشخ بعد ليلة وصفها بـ”الدامية”، خاصة أن منزله قريب من مقر لقيادة “الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”قسد”.
وخرجت عائلات أخرى من مدينة البصيرة تحمل راية بيضاء لعبور حواجز “قسد” وخوفًا من استهداف القناصات لها، وتوجهت نحو البادية في الريف الشمالي.
وأخلى غالبية سكان حي العزيب في بلدة الصبحة منازلهم تخوفًا من حملة اعتقالات من “قسد” التي تستهدف أبناء عشيرة العكيدات.
يزن الموسى سائق حافلة (أجرة)، قال لعنب بلدي إنه نقل أكثر من 15 عائلة منذ الجمعة، باتجاه قرى الخابور بالريف الشمالي، لافتًا إلى أنهم خرجوا بسبب القصف العشوائي والخوف من معارك جديدة.
وشهدت مدينة البصيرة معارك عنيفة استطاع مقاتلو أبناء العشائر من السيطرة على جبل البصيرة الاستراتيجي، لتصب “قسد” جام غضبها مستقدمة تعزيزات وأسلحة ثقيلة استخدمتها لاستعادة البصيرة.
ويشهد ريف دير الزور الشرقي اشتباكات منذ خمسة أيام، تخللها قصف بقذائف الهاون ومدافع الـ”57″، واستُخدمت طائرات مسيّرة محملة بصواريخ في قصف محيط بلدة الصبحة، وسجلت إصابات في صفوف مقاتلين العشائر العربية والمدنيين.
اعتقالات
اعتقلت “قسد” خلال تمشيط الصبحة القيادي في عمليات “أسايش دير الزور” أحمد العثمان بعد انشقاقه وانضمامه لأبناء العشائر، كما اعتقلت ثلاثة عناصر من مدينة الرقة انشقوا في ثالث أيام الاشتباكات.
وذكر موقع “نهر ميديا” المحلي أن “قوات سوريا الديمقراطية” داهمت صباح اليوم منزل الشيخ ناصر الشاويش، شيخ عشرة “البكير” في مدينة الطبقة غربي الرقة، واعتقلت ثلاثة من أولاده، وفتشت المنزل وصادرت جميع قطع السلاح الشخصي.
ويعد الشيخ ناصر الشاويش من المقربين من أحمد الخبيل وهو قائد “مجلس دير الزور العسكري” الذي اعتقلته “قسد” قبل أسبوع الأمر الذي أشعل فتيل الاشتباكات، وكان الشاويش استنكر اعتقال الخبيل في وقت سابق.
نفير ومطلب عشائر
دعا شيخ عشيرة العكيدات إبراهيم الهفل إلى الاستمرار بالعمليات ضد “قسد” في ريف دير الزور، وظهر في تسجيل مصور حاملًا بندقية، قائلًا “خالصين، صفّت شغلة كرامة ما ظل وراها ورا، الموضوع لازم ننظف الجبهات مطلبنا مطلب عشائر، هذا يومكم يا شباب”.
وكان الشيخ إبراهيم الهفل دعا في وقت سابق العشائر العربية إلى المؤازرة ضد “قسد”، ردًا على الانتهاكات التي شنتها بحق المدنيين في المنطقة بذريعة مواجهة تنظيم “الدولة”، وذلك بعد اعتقال أحمد الخبيل.
حساب “مراسل الشرقية الرسمي”، ينقل أخبار المنطقة الشرقية عبر “تلجرام“، ذكر أن “قسد” طلبت التفاوض مع الهفل لكن الأخير رفض، وقال إن التفاوض يتم مع التحالف الدولي الداعم لتلك القوات، في حين لم تذكر “قسد” أنها تجري أي مفاوضات.
ونشر صفحات محلية تسجيلات مصورة تظهر توافد مقاتلين العشائر من ريف دير الزور إلى منزل الشيخ الهفل بعد إعلانه النفير العام.
وتنذر هذه التحركات باشتباكات مقبلة مع دخول المواجهات يومها السادس، في حين تشهد مناطق ريف حلب الشرقي المحاذية لمناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” مناوشات مشابهة.
ولا تتحدث “قوات سوريا الديمقراطية” عن قتال أو مواجهات ضد أبناء العشائر، إنما قالت في بيان لها إنها لا تزال في خضم عمليتها الأمنية بأرياف دير الزور شرقي سوريا لملاحقة خلايا “أرسلهم النظام السوري إلى المنطقة لإحداث فتنة أهلية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :