لا تخلو من أخطار صحية

إقبال على شراء المنظفات محلية الصنع بالقامشلي

camera iconمنظفات محلية الصنع بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا- 10 من آب 2023 (عنب بلدي/ ريتا أحمد)

tag icon ع ع ع

القامشلي – ريتا أحمد

“صحيح أن المنظفات الفرط متوسطة الجودة لكنها أرخص من الجاهزة، والراتب ما عاد يتحمل مصاريف زيادة”، هكذا بررت منتهى المحمد أسباب توجهها لشراء المنظفات والشامبو من محال تصنيعها محليًا في مدينة القامشلي بالحسكة شمال شرقي سوريا.

تشتري منتهى الشامبو وغيره من المنظفات المنزلية من معامل محلية على الرغم من أن جودتها ليست عالية، وتتقاضى وهي موظفة في مؤسسات “الإدارة الذاتية” راتبًا شهريًا يبلغ 550 ألف ليرة سورية (نحو 34 دولارًا أمريكيًا).

وتنشط في مدينة القامشلي وريفها مشاريع وورشات صغيرة لصناعة المنظفات المنزلية، وتهدف وفق أصحابها إلى توفير حاجة السوق المحلية بأسعار أقل من المستوردة، وتأمين فرص عمل، وتحقيق أرباح مادية مقبولة نوعًا ما، لكنها لا تخلو من بعض الأخطار الصحية.

ولا تعد صناعة المنظفات محليًا ضمن ورشات أمرًا جديدًا على المنطقة، إذ نشطت منذ عام 2015، رغم بعض الصعوبات في تأمين المواد الأولية لهذه الصناعة، وهي تخضع لرقابة من قبل “الإدارة الذاتية”، وفق ما تعلن عنه بلديات المنطقة.

 رخيصة وتلبي الحاجة

لا يمنع وجود المنظفات المحلية السيدة منتهى من شراء منظف مغلف للملابس من محال الجملة، لأنها تخاف أن تتعطل آلة الغسل لديها.

رقية الخضر سيدة من القامشلي، قالت إنها تضطر لشراء مواد التنظيف من المعامل والورشات لأن أسعارها تناسب مدخولها الشهري، إذ إن سعر علبة منظف الملابس من المحال التجارية بوزن كيلوغرامين يبلغ 40 ألف ليرة سورية، أما سعر المنظف من المعمل فيبلغ 15 ألف ليرة سورية.

وقال أحمد الفاضل، وهو صاحب معمل منظفات في منطقة الصناعة بالقامشلي، إن خيارات منتجات التنظيف المحلية الصنع باتت كثيرة أمام المستهلكين، وتلقى إقبالًا كثيرًا، بسبب انخفاض سعرها، وضعف القوة الشرائية للمواطنين، وارتفاع أسعار المنظفات الجاهزة (صنع المعامل).

وتختلف أسعار المنظفات وأنواعها، وعلى الرغم من أنها محلية الصنع فهي ترتبط بسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي.

وأضاف التاجر أنه يعمل في معمله الصغير مع خمسة عمال آخرين ويوزعون العمل فيما بينهم، ويصنعون “سائل الجلي والشامبو ومعطر الأرضيات والصابون السائل وبلسم الشعر”، والمواد التي يستخدمها في صنع المنظفات هي “حمض السلفونيك وهيدروكسيد الصوديوم والملح الصخري والتكسابون والملوّنات والعطور”.

تُستورد المواد الأولية التي تدخل في صناعة المنظفات من تركيا، وتشتريها الورشات من تجار يُدخلونها بشكل غير نظامي (تهريب) عبر خطوط التماس التي تفصل مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” عن ريفي حلب الشمالي والشرقي ورأس العين وتل أبيض.

تبيع الورشات المنظفات بالكيلو، وتوجد ثلاثة أصناف من أنواع سائل الجلي، وتختلف جودتها حسب سعرها، ويبدأ من 4000 حتى 8000 ليرة سورية، أما الشامبو فسعره يتراوح بين 6000 و10000 ليرة سورية، وهذه الأصناف يرتفع سعرها بشكل بسيط حسب ارتفاع سعر الدولار.

أخطار صحية

تختلف جودة مواد التنظيف المحلية مقارنة بالمستوردة من الخارج، وقالت جميلة عثمان (22 عامًا) من القامشلي، إنها لا تثق أبدًا في منتجات المعامل المحلية، إذ تؤكد أنها استخدمت الشامبو الذي يباع بـ”الفرط”، وتسبب بتساقط الشعر بنسبة كبيرة، ما اضطرها لمراجعة طبيبة لمعالجة شعرها، فهي لم تعد تشتريه ولا تنصح أحدًا بشرائه.

وقالت طبيبة مختصة في الأمراض الجلدية بمدينة القامشلي لعنب بلدي، إن الضرر الناجم عن التصنيع غير السليم للمنظفات، يسبب حساسية للجلد لدى الأشخاص الذين يعانون الحساسية تجاه أحد المركبات التي تدخل في صناعة المنظفات.

كما تسبب حساسية للجهاز التنفسي عند استنشاق روائح معينة بسبب تفاعل المواد، خاصة في حالة عدم تحديد التركيبة أو زيادة تركيز النسبة المسموح بها، وكذلك تؤثر على الأشخاص الذين يعانون الربو أو أمراض الرئة أو مشكلات القلب، لأنها تزيد مع زيادة تركيز المركب، ما يجعلها تشكل تهديدًا على صحة الإنسان، حسب الطبيبة التي طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب خاصة.

من جهته، التاجر أحمد قال، إن لديه خبرة في العمل، إذ كان يعمل في ورشة كبيرة لصنع المنظفات لمدة عام ونصف، ومنها تعلم كيفية صنع المنظفات، مضيفًا أنه لا يصنع سوى الأصناف التي تعلمها، ولا يفكر في صنع مواد أخرى لا يتقنها خوفًا من أن تسبب ضررًا صحيًا لمستخدميها.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة