تستعد “مجموعة عمل اللقاح”، وهي تحالف يضم “المنظمات الطبية ومديريات الصحة والمجالس المحلية ووزارة الصحة في الحكومة المؤقتة”، لاستهداف مليون طفل دون الخمس سنوات في الشمال السوري، وستنطلق الحملة خلال العام الحالي، ويوضح المدير التنفيذي لمجموعة عمل اللقاح الدكتور ناصر الحمود، أن المجموعة أجرت 12 جولة تلقيح في المحافظات الشمالية، ويجري حاليًا التحضير للقاح الروتيني الشامل (على مدار العام)، بعد أن تم تجهيز المعلومات والدراسات وخطط للحملة.
ولفت حمود إلى أن هناك صعوبة باستلام اللقاح من منظمة يونيسيف لـ “أسباب سياسية” على اعتبار أن موضوع اللقاح سيادي. ويقول “سنستلم اللقاحات تدريجيًا عبر المراكز الصحية، وستسلم لاتحاد الـ “UOSSM” وعبره لمديريات الصحة، وتحدد المراكز التي سيتم تنفيذ الحملات فيها بعد تطبيق الشروط اللازمة للتنفيذ”، مشيرًا إلى أن هناك بين 800 إلى مليون طفل سوري في المناطق الشمالية تستهدفهم حملة اللقاح.
يؤكد الطبيب على أنه لا يوجد تعاون بين يونيسيف ووزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، علمًا أن الوزارة دورها أساسي كونها جزءًا مؤسسًا في المجموعة، ونظرًا لغياب الدعم اللازم اتجهنا للتعاون مع الصحة التركية، يقول حمود “لا يوجد داعم حاليًا اتجهنا للتعاون مع وزارة الصحة التركية لإدخال لقاحات للمناطق الشمالية وخاصة شلل الأطفال”.
يشارك مدير صحة حلب، الطبيب ياسر درويش، زميله حمود الرأي، بأن المنظمة تعاطت مع موضوع اللقاح بشكل “سلبي جدًا”، فهي تريد تسليم الملف إلى منظمات أهلية وداعمة كبيرة، دون أن يكون لمديريات الصحة دور في تسلم اللقاح وتوزيعه وإجراء الحملات، “فقط يتم إجراء اللقاح من قبل المنظمات”.
أما مدير صحة إدلب، منذر الخليل، فيقول “لم يتلق أطفالنا أي لقاحات روتينية منذ عدة سنوات لأن النظام لم يكن يقدم سوى 10% من حاجة محافظة إدلب (على سبيل المثال)، ومع ذلك يرفع تقارير كاذبة عن تغطية تتجاوز 90% من المحافظة، ويتم اعتماد هذه الأرقام في المنظمات الدولية”.
معركة مع “يونيسيف” ومراسلات دون جدوى
ليس فقط الأطباء من يعترض على دور منظمة يونيسيف في موضوع اللقاح، بل وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة أيضًا، ويرى وزير الصحة، محمد وجيه جمعة، في حديثه لعنب بلدي أن تسليم اللقاحات لمنظمات ومن ثم إجراء اللقاحات من قبلها “غير ممكن، ويتعارض مع مفهوم اللقاح الشامل القاضي بضرورة تلقيح كل الأطفال بشكل أفقي وشامل”.
لكن الوزير يتوقع أن توافق يونيسيف على تسليم الوزارة ومعها الهيئة اللقاحات، ليتم إجراء برامج لقاح مركزية وشاملة وبإشرافها، ويرى أيضًا أن “الجانب الوطني” سيربح في النهاية.
عنب بلدي أرسلت لكل من منظمة الصحة العالمية أو منظمة الطفولة “يونيسف” عبر البريد الإلكتروني، في الأول من شباط الجاري، استفسارًا حول موقفهما من القضية، وسبب عدم التعامل مع الحكومة السورية المؤقتة، لكن أيًا منهما لم يرد حتى تاريخ نشر هذا التحقيق.
يوجد في المناطق الشمالية 205 مراكز لقاح، يتم فيها تنفيذ الحملة على مدار العام، وخاصة اللقاح الروتيني.
غياب اللقاحات الدورية عن مناطق المعارضة
وخلال السنوات السابقة من عمر الثورة عانت المناطق المحررة من غياب اللقاحات “الدورية” و”الاستمراية” على مدار العام بسبب المعارك وظروف الاقتتال، وهذا ما يؤكد عليه مدير العمليات في اتحاد (UOSSM)، ضياء الزامن، إذ يشكل قطاع اللقاحات في الأنظمة الطبية العالمية نحو 80% من عمليات الاستطباب، لكن في مناطق المعارضة السورية، ومنذ خمس سنوات، “لا يوجد شيء اسمه نظام اللقاحات”، وبحسب قوله “اللقاح له شروط وظروف لتنفيذ الحملات اللقاحية لكن هذا غير متوفر بكفاءة جيدة”.
يقول الزامن “ظروف التلقيح سيئة”، ولا يوجد أماكن لتخزين اللقاحات، وعلى سبيل المثال درجات الأدوية التي تقدم كلقاحات تتراوح بين واحد إلى أربع درجات ومتى تصل درجة اللقاح إلى أربع يفقد خاصيته، ويجب ألا يتناوله الأطفال، مشيرًا إلى أنه ورغم ذلك يعطى الأطفال اللقاح.
ويطالب الزامن عبر عنب بلدي بأن “يكون لدينا (في المناطق المحررة) برنامج لقاح فعال وروتيني وفق المعايير العالمية”.
تابع قراءة ملف: الكوادر الطبية السورية في المناطق المحررة “تحت النار”.
عجز طبي في سوريا قبل الثورة… تفاقم خلالها.
الأطباء أخطر على النظام من حملة السلاح.
بناء نظام صحي متكامل على مستوى سوريا.. أول ما تسعى له المديريات.
وزير الصحة: لولا الوزارة لما وجدت مديريات الصحة.
قائد عسكري يشيد ببراعة أطباء المشافي الميدانية.
تأسيس “جامعة حلب” في المناطق المحررة لإنتاج كوادر طبية جديدة.
اتحاد UOSSM: دعمنا 120 مشفى ميدانيًا و200 مركز طبي بميزانية ثمانية ملايين دولار.
خطة لقاح في مناطق المعارضة تستهدف مليون طفل سوري.
غياب مفهوم الإدارة “الفعالة” يجهز على القطاع الصحي في سوريا.
مؤسسة “أورينت” تتولى معالجة 500 ألف سوري.
الكوادر الطبية في المدن السورية وتجارب مديريات الصحة:
إدلب أول محافظة تتأسس فيها مديرية صحة “ثورية”.
مديرية صحة حلب الحرة والوزارة.. “العلاقة غير صحيحة”.
النظام يقصف بنك الدم في حلب تسع مرات.
تخريج 400 ممرض في معهد عمر بن عبد العزيز خلال 2015.
الطبابة الشرعية في حلب مستمرة بالإمكانيات المتاحة.
الحاجة الطبية توحّد مأساة حلب والصومال.
ماذا ينقص القطاع الطبي والكوادر في حلب؟
صحة درعا: الدعم الدولي للقطاع الطبي لم يكن مشجعًا.
نقص الأجهزة الطبية يقيّد العمل الطبي في الغوطة الشرقية.
مرضى غسيل الكلى في الغوطة الشرقية يأنون بصمت.
أسعار الأوية في داريا أعلى بخمسة أضعاف عن مناطق النظام.
ستة مشاف في حماة تغطي المحافظة.
تكاليف العمليات في حمص فوق طاقة الأهالي.
مناشدات لتوفير الأدوية والكوادر الطبية في المناطق المحررة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :