قدرت منظمة طبية سورية غير حكومية كلفة إعادة بناء النظام الصحي السوري بعد خمس سنوات من اندلاع الثورة بثمانية مليارات دولار، ويتضمن هذا المبلغ الأموال اللازمة “لإعادة تأهيل النظام الاستشفائي، وتغطية احتياجات السكان، والوصول إلى معدل سرير مشفى واحد لكل 270 شخصًا”، بحسب ما أوضح رئيس اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية، عبيدة المفتي، لوكالة “فرانس برس”.
وخلال السنوات الماضية تم تدمير 330 مرفقًا صحيًا على الأقل، بينها 177 مشفى معظمها في عمليات قصف، منها 112 مرفقًا دمرت في العام 2015 وحده، كما قتل 700 من العاملين الصحيين.
وازدادت الهجمات التي استهدفت النظام الصحي منذ بدء روسيا ضرباتها الجوية في 30 أيلول الماضي لدعم النظام السوري، وبحسب منظمة العفو الدولية فإن 90% من هذه الهجمات من “فعل الجيش السوري وحلفائه”.
وتأسّس الاتحاد الدولي لمنظمات الإغاثة والرعاية الطبية (UOSSM) في باريس، وهو منظمة طبية إنسانية مستقلة غير حكومية، بعد أحداث “العنف” في سوريا، ويعمل على توفير الرعاية الطبية والمساعدات الإنسانية لكل المصابين والمحتاجين، ويتألف الاتحاد من 15 منظمة طبية وإغاثية ومئات الأطباء.
ووفر الاتحاد خلال مسيرته مواد استهلاكية طبية لـ 120 مشفى ميدانيًا و200 مركز طبي بميزانية ثمانية ملايين دولار، وأجرى ما معدله 1200 عملية في الشهر، وتجرى 13% من عدد العمليات الكلي في مشفى باب الهوى الذي يديره ويشرف عليه الاتحاد. ويضم الاتحاد ثلاثة مراكز للتأهيل ما بعد العمليات في داخل وخارج سوريا، و12 مركز رعاية صحية أولية في ثماني محافظات سورية، و400 ألف استشارة لـ 300 ألف مريض في مراكز الرعاية الصحية الأولية لغاية آب 2015.
وقدم الاتحاد خدمات صحة نفسية واجتماعية لـ 50 ألف لاجئ سوري، وسوريين نازحين داخل سوريا، ووفق أرقام الاتحاد بلغ عدد الكادر الطبي المدرّب ثمانية آلاف شخص حتى تشرين الأول 2015. وهناك خطة لتدريب 105 أشخاص (كادر طبي) خلال العامين المقبلين في مركز جديد للتمريض والتوليد في المنطقة الجنوبية.
الـ UOSSM يسعى لإعادة بناء النظام الصحي في سوريا
وفي مقابلة مع عنب بلدي، يؤكد مدير اتحاد UOSSM، زيدون الزعبي، أن هدف الاتحاد هو “إعادة بناء النظام الصحي في سوريا”، إذ يقوم البرنامج على دعم مديريات الصحة وبشكل أساسي في مجالي التدريب والتمويل حتى “تصبح كيانات مستقلة تخطط مركزيًا، وتكون نواة لجهاز صحي متطور في سوريا المقبلة”.
فالعمل على التنمية البشرية للمديريات، وتوفير الموارد المالية، هو أهم ما يميز عمل الاتحاد لأنه “سينسحب حتى تكمل المديريات العمل من تلقاء نفسها، وتضع الخطط لوحدها”.
يقول الزعبي “نعاني من مشكلة التخطيط المركزي على الصعيد الصحي، فريف حلب الجنوبي والذي يقطن فيه 300 ألف مواطن لا يوجد فيه مشفى، المشكلة ممتدة من عصر النظام ولا نريد لها الاستمرار في سوريا الجديدة”.
وأخذ الاتحاد مبادرة جديدة ووقع ميثاق شرف مع منظمات طبية عالمية من أجل تطوير وتأهيل مديريات الصحة وعددها أربع في الشمال السوري ودرعا جنوبًا، كما “يقوم بعقد الاجتماعات المتتالية من أجل تطوير الأداء”.
وحول خطط الاتحاد للعام 2016، أوضح زيدون أن “الفريق يعمل على مشروع تدريب إدارة الموارد البشرية، والرقابة والتقييم، وإدارة المشاريع، وإدارة المعلومات، لموظفي مديريات الصحة في مركز باب الهوى، مضيفًا “نسعى لتكثيف العمل المتنقل عبر العيادات بسبب اشتداد المعارك”.
تابع قراءة ملف: الكوادر الطبية السورية في المناطق المحررة “تحت النار”.
عجز طبي في سوريا قبل الثورة… تفاقم خلالها.
الأطباء أخطر على النظام من حملة السلاح.
بناء نظام صحي متكامل على مستوى سوريا.. أول ما تسعى له المديريات.
وزير الصحة: لولا الوزارة لما وجدت مديريات الصحة.
قائد عسكري يشيد ببراعة أطباء المشافي الميدانية.
تأسيس “جامعة حلب” في المناطق المحررة لإنتاج كوادر طبية جديدة.
اتحاد UOSSM: دعمنا 120 مشفى ميدانيًا و200 مركز طبي بميزانية ثمانية ملايين دولار.
خطة لقاح في مناطق المعارضة تستهدف مليون طفل سوري.
غياب مفهوم الإدارة “الفعالة” يجهز على القطاع الصحي في سوريا.
مؤسسة “أورينت” تتولى معالجة 500 ألف سوري.
الكوادر الطبية في المدن السورية وتجارب مديريات الصحة:
إدلب أول محافظة تتأسس فيها مديرية صحة “ثورية”.
مديرية صحة حلب الحرة والوزارة.. “العلاقة غير صحيحة”.
النظام يقصف بنك الدم في حلب تسع مرات.
تخريج 400 ممرض في معهد عمر بن عبد العزيز خلال 2015.
الطبابة الشرعية في حلب مستمرة بالإمكانيات المتاحة.
الحاجة الطبية توحّد مأساة حلب والصومال.
ماذا ينقص القطاع الطبي والكوادر في حلب؟
صحة درعا: الدعم الدولي للقطاع الطبي لم يكن مشجعًا.
نقص الأجهزة الطبية يقيّد العمل الطبي في الغوطة الشرقية.
مرضى غسيل الكلى في الغوطة الشرقية يأنون بصمت.
أسعار الأوية في داريا أعلى بخمسة أضعاف عن مناطق النظام.
ستة مشاف في حماة تغطي المحافظة.
تكاليف العمليات في حمص فوق طاقة الأهالي.