انقطعت مادة الخبز بشكل كامل عن أرياف دير الزور الشمالية والشرقية، إثر المعارك التي تشهدها المنطقة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”مجلس دير الزور العسكري” التابع لها لليوم الثالث على التوالي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، أن الخبز انقطع منذ أمس، الثلاثاء 30 من آب، عن أرياف المحافظة بسبب عدم وصول كميات الطحين لأفران المنطقة نتيجة المعارك الدائرة فيها، وقطع الطرقات.
وتسلّم عادة “الإدارة الذاتية” أفران المنطقة كميات محدودة من الطحين تكفي لخمسة أيام.
مالك لفرن في بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي، قال لعنب بلدي، إن أفران المنطقة تستلم مخصصاتها من الطحين مرة واحد في الأسبوع، وتكون هذه الكمية كافية لحاجة المنطقة لخمسة أيام، على اعتبار أن يومي السبت والأحد عطلة رسمية للأفران.
وأضاف صاحب الفرن، تحفظ على ذكر اسمه لدواع أمنية، أنه مع المعارك الدائرة في منطقة العزبة، لم تصل كميات الطحين المخصصة لهذا الأسبوع رغم “التسهيلات” التي قدمت من قبل “إدارة شركة التطوير الزراعي” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، إذ يرفض السائقون عبور مناطق الاشتباكات نظرًا لخطورة الطرق، واحتمالية تنفيذ جهة عسكرية لعملية سطو على السيارات.
يدير عبد الرحمن الراوي، وهو يدير فرنًا صغيرًا لصناعة الخبز على التنور في مدينة البصيرة، قال لعنب بلدي، إن فرنه الصغير توقف عن العمل على خلفية انقطاع الطرقات جراء الاشتباكات المسلحة التي تعيشها أرياف دير الزور.
وأشار إلى أن الطلب ارتفع على خبز التنور مؤخرًا، بسبب توفق الأفران المدعومة من “الإدارة الذاتية” عن العمل لانقطاع الطحين.
الطحين لم يصل لـ30 فرنًا
ورفضت “الإدارة الذاتية” الإدلاء بتعليق حول أزمة الخبز في المنطقة لعنب بلدي، دون الحصول على ترخيص يسمح بممارسة العمل الإعلامي في مناطق سيطرة “قسد”.
موظف في شركة التطوير الزراعي لدى “الإدارة الذاتية” قال لعنب بلدي، إن “الشركة” حاولت إيصال الطحين لأرياف دير الزور خلال اليومين الماضيين، لكنها لم تجد وسيلة لذلك.
وأضاف الموظف، تحفظ على ذكر اسمه كونه ليس مخولًا للحديث لوسائل الإعلام، أن مخصصات الطحين لـ30 فرنًا لم تصل وجهتها منذ الاثنين الماضي، في المنطقة الممتدة من هجين حتى الباغوز شرقي دير الزور.
وأشار إلى أن بعض الأفران استلمت كميات من الطحين الأحد الماضي، بينما لم تصل مخصصات الأفران بريف المحافظة الشرقي والشمالي وجهتها، وعادة ما تسلّم المخصصات لهذه المنطقة خلال يومي الاثنين والثلاثاء، من كل أسبوع.
الموظف أرجع أسباب الانقطاع إلى المعارك الدائرة في منطقة العزبة المتاخمة لمنطقة “المطاحن” التي تخرج منها مخصصات الطحين بدير الزور، إلى جانب أن المطاحن نفسها توقفت عن العمل إثر المواجهات المسلحة.
وتحاول شركة “التطوير الزراعي” استقدام مخصصات الطحين من مدينة الحسكة لتوزيعها على المناطق المتاح الدخول لها في ريف دير الزور، ريثما تفتح الطرقات، وتنتهي المواجهات المسلحة.
ويبلغ عدد الأفران المدعومة في أرياف دير الزور 172 فرنًا، بحسب الموظف في شركة “التطوير الزراعي”.
ماذا يحصل في دير الزور
شهد ريف دير الزور الشرقي والشمالي معارك مسلحة بين مقاتلين من “مجلس دير الزور العسكري” مدعوم بالعشائر العربية و”قسد” لليوم الثالث على التوالي، تركزت في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، أن الاشتباكات تركزت منذ مساء أمس، الثلاثاء 30 من آب، في بلدات العزبة شمالًا والبصيرة شرقًا، واستمرت حتى فجر اليوم، إذ اقتحمت “قسد” بلدة العزبة وسيطرت عليها بالكامل بعد انسحاب لعناصر العشائر العربية منها باتجاه بلدة الربيضة شمالي المحافظة.
وشهدت مدينة البصيرة شرقي دير الزور قصفًا متبادلًا بين مقاتلي العشائر و”قسد” بقذائف “هاون”، إضافة إلى قصف مدفعي تعرضت له قرية الحويجة من جانب “قسد”، إذ سقطت خمس قذائف في الأراضي الزراعية.
وبدأت المواجهات بين الطرفين بمناطق جغرافية متفرقة لكن المواجهات تركزت بشكل أساسي في بلدة الجيعة غربي دير الزور، وقرية العزبة شماليها، ومدينة البصيرة شرقي المحافظة، كرد فعل على اعتقال “قسد” لقائد “المجلس العسكري” أحمد الخبيل (أبو خولة).