حذر مسؤولون بريطانيون من مخاطر يحملها دمج برامج الدردشة الآلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مع الأعمال الحكومية.
وقال المركز الوطني للأمن السيبراني البريطاني في تقرير اليوم، الأربعاء 30 من آب، إن الأبحاث الأخيرة أثبتت إمكانية خداع هذه البرامج لأداء مهام ضارّة.
وجاء في التقرير، أن الخبراء لم يتمكنوا من التعامل مع مشكلات أمنية مرتبطة بخوارزميات تولد تفاعلًا يبدو بشريًا بينما هو ليس كذلك في حقيقته.
ويحمل هذا الأمر مخاطر عديدة، خاصةً إذا مررت أوامر خادعة للخوارزميات تدفعها للتحايل على حواجز الحماية الإلكترونية، وفق التقرير.
وكمثال طرحه المركز، قد يتم خداع برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه أحد البنوك، لإجراء معاملة غير مصرح بها في حال استعلم عن الأمر بشكل صحيح.
ويجب على الجهات الحكومية والخاصة التي تستخدم هذا النوع من البرامج أن تكون حذرة للغاية، وعدم السماح لهذه البرامج بالمشاركة في إجراء معاملات نيابة عن العملاء، بحسب التقرير.
وسبق للحكومة الكندية أن حذّرت في تموز الماضي، من استخدام القراصنة للذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مضللة وإنشاء برمجيات خبيثة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” في تموز الماضي.
تحذيرات من مخاطر الذكاء الاصطناعي
وتتزايد التحذيرات من مخاطر الذكاء الاصطناعي، وتأثيراته المحتملة على العديد من القطاعات الأمنية والتجارية، والأضرار التي قد يلحقها في سوق العمل.
وتشمل هذه المخاطر خسائر الناس لوظائفهم، مرورًا بالفبركة الإعلامية والتأثير السياسي.
ونشرت جامعة “Oxford“، في 21 من أيلول 2022، دراسة أجرتها البروفيسورة أورسولا مارتين، قالت فيها، إن الذكاء الصناعي لا يتعلق فقط بـ”الروبوتات” القاتلة فقط، والتفكير في أن الأمر ينحصر بهذه الجزئية هو أمر خطير بالفعل.
وبقدر ما يمكن الاستفادة من الذكاء الصناعي الموجود بالفعل في حياة البشر حاليًا عبر الهواتف الذكية والأنظمة البنكية، والسهولة التي تقدمها في الحياة اليومية، فإن ذلك سيدفع الإنسان للابتعاد عن تحمل المسؤولية ويصرف الانتباه عن مخاطر الذكاء الصناعي، خاصة وأن الأنظمة الحديثة تمتلك القدرة على التفكير والعثور على الأنماط التي تحتاج إليها، وفق الدراسة.
وبالإضافة إلى التهديد الذي يشكّله الذكاء الصناعي على الواقع الوظيفي للمجتمعات باعتباره بديلًا لـ300 مليون وظيفة، وفق تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في 31 من آذار الماضي، تمتد مخاطره إلى الصحافة والإعلام أيضًا.
ووفق دراسة لمعهد “ماكينزي” عن مستقبل العمل لعام 2023، قد يضطر واحد من كل 16 عاملًا إلى تغيير مهنته بحلول عام 2030، بما يمثل أكثر من 100 مليون عامل عبر اقتصادات ثماني دول كبرى، تمثل مجتمعة أكثر من 60% من سكان العالم.
وفي 20 من آب الحالي، نشرت عنب بلدي ملفًا، ناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة السورية، قال فيه خبراء ومختصون، إن من المبكر القول إن التقنية المتطورة قد تسلب الصحفيين مهنتهم في المدى المنظور، لكن يمكن أن تساعد الأدوات الحالية على تطوير عملهم بجودة أفضل.