أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المنظمة تتابع بقلق موضوع الاحتجاجات في جنوبي سوريا.
وردًا على سؤال صحفي حول تعليق الأمين العام للأمم المتحدة على الاحتجاجات في إحاطته اليومية الثلاثاء في 29 من آب، قال دوجاريك، “نحن وغير بيدرسون (المبعوث الدولي إلى سوريا) نتابع هذا الوضع بقلق، ومن الأهمية بمكان أن يسمح للناس في أي مكان بالتظاهر بحرية وسلمية بما يتماشى مع حقوقهم في القيام بذلك”.
وفي شأن آخر، ذكر دوجاريك، إن الأمم المتحدة تسعى لإيجاد صيغة تنفيذ “التفاهم” الذي أبرمته مع النظام السوري في 7 من آب الحالي، بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر معبر “باب الهوى”.
وصرح ردًا على سؤال صحفي بشأن مضي ثلاثة أسابيع منذ الإعلان عن “التفاهم” مع دمشق، دون بدء دخول المساعدات عبر “باب الهوى”، بالقول، “إننا لا نزال نحاول وضع التفاصيل التشغيلية حول كيفية تنفيذ الاتفاق”.
وفي 10 من آب الحالي، كانت قد صرحت الأمم المتحدة عبر نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن بدء عبور شاحنات المساعدة عبر المعبر يحتاج أيام أو أسابيع، دون تحديد موعد محدد، وذلك تعليقًا على “التفاهم” بين الأمم المتحدة وحكومة النظام.
وردًا على سؤال آخر حول المساعدات لضحايا الزلزال في سوريا، قال دوجاريك، “نتفهم إحباط الأشخاص الذين عانوا من صدمات كبيرة وخسائر فادحة، سواء كان ذلك زلزالًا أو أي نوع آخر من الكوارث الطبيعية، لكن يمكنني أن أقول لكم إننا مصممون على مواصلة مساعدة الشعب السوري سواء في الشمال الغربي أو في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة”.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن الأخيرة اتخذت إجراءات قبل “الإغلاق المحتمل”، وخزنت “الكثير” من الإمدادات، في إشارته لتخزين كميات من المساعدات في الشمال السوري قبل انتهاء تفويض معبر “باب الهوى”.
وبحسب إحاطة دوجاريك فقد نفذت الأمم المتحدة 200 عملية إيصال للمساعدات إلى شمال غربي سوريا منذ وقوع الزلزال المدمر في شباط الماضي.
وكانت القافلة رقم 200، قد عبرت أمس معبر “باب السلامة”، متكونة من 17 شاحنة تحمل مواد إيواء إنسانية من المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى الشمال الغربي.
وخلال المهمة الأحدث، عبر معبر “باب السلام”، أجرى موظفو منظمة الصحة العالمية زيارات مراقبة إلى المرافق الصحية ومستودعات المنظمة في عفرين واعزاز، والتقوا بـ”الشركاء المحليين”.
وتدخل المساعدات الأممية عبر معبر “باب السلامة”، وفق تمديد “الإذن” من قبل حكومة النظام لوكالات الأمم المتحدة في 8 من آب الحالي، لمدة ثلاثة أشهر حتى 13 من تشرين الثاني المقبل، في حين لم تدخل أي قافلة مساعدات عبر معبر “الراعي” المشمول أيضًا بـ “الإذن”.
لا مساعدات منذ سبعة أسابيع
في تقرير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في 28 من آب، قالت إنه منذ الأسبوع الماضي بدأ انقطاع مادة الخبز عن معظم المخيمات في شمال غربي سوريا، بالتزامن مع نقص في كميات المياه الواصلة إليها، وغلاء معظم السلع الغذائية، جراء توقف دخول المساعدات الأممية عبر معبر “باب الهوى” لمدة سبعة أسابيع، ما ينذر “بكارثة إنسانية” في المنطقة.
بدوره أدان فريق “منسقو استجابة سوريا” عدم جدية المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته أمام السوريين في شمال غربي سوريا وضمن المخيمات، بعد مرور أكثر من شهر على توقف دخول المساعدات من “باب الهوى”، وأكثر من ثلاثة أسابيع على “التفاهم” بين الأمم المتحدة والنظام السوري.
وجاء في البيان المنشور في 21 من آب الحالي، أن الفريق رصد توقف كامل لبرنامج الأمن الغذائي للنازحين، حيث اضطرت آلاف العائلات إلى تخفيض عدد الوجبات اليومية إلى وجبة واحدة يوميًا.
ويقطن في شمال غربي سوريا ما لا يقل عن 4.5 مليون شخص، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من بينهم 1.9 مليون شخص في المخيمات، في حين يعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية الأممية.