خسائر “كبيرة” يتكبدها نحالو إدلب.. مطالب بتمثيل رسمي لحل مشكلاتهم

tag icon ع ع ع

تكبد مربو النحل في مدينة إدلب شمالي سوريا، منتصف آب الحالي، خسائر كبيرة نتيجة موت أعداد كبيرة من النحل، بسبب الشح الشديد بمراعي النحل واستخدام مبيدات حشرية شديدة السمية ضارة بالنحل من قبل المزارعين، بالإضافة للارتفاع الشديد بدرجات الحرارة.

على خلفية الخسائر، اعتصم في مدينة إدلب عشرات النحالين أمام مبنى وزارة الزراعة التابعة لحكومة “الإنقاذ”، في 20 من آب الحالي، مطالبين بالحد من استخدام المبيدات الحشرية عالية السمية، وتشكيل نقابة خاصة بهم تمثلهم بشكل رسمي وتعمل على حل مشكلاتهم.

أحمد الإسماعيل، يربي النحل منذ أكثر من 35 عامًا، قال لعنب بلدي، إن المراعي السورية تتميز بغزارتها وتنوعها، ما يتيح للنحال خيارات واسعة لنقل المناحل وتغذيتها، لكن منذ بدء حملات التهجير التي تعرض لها السوريون في أكثر من منطقة، أصبحت قدرة النحالين على التنقل محدودة، وعانوا من صعوبة في الوصول إلى المراعي.

لم تتوقف الصعوبات عند قلة المراعي، بل ازدادت لتشمل عدم إمكانية وضع خلايا النحل في المناطق الزراعية بسبب استخدام مبيدات حشرية ضارة بالنحل، وعالية السمية، من قبل المزارعين وفق تعبير أحمد الإسماعيل.

محمود الديرة، وهو نحال آخر يقيم في إدلب، قال إن أكثر من خمسة آلاف عائلة في إدلب تعتمد على تربية النحل كمصدر رئيسي للدخل، مشيرًا إلى أن ما أصاب المربين في الآونة الأخيرة “كارثة” بكل المقاييس، إذ أهلك ارتفاع درجات الحرارة والاستخدام الجائر للمبيدات الحشرية خلايا النحل.

وطالب محمود الديرة، المزارعين، بتنظيم عملية بخ المبيدات في غير أوقات انتشار النحل في المراعي، في الصباح الباكر أو المساء، واستخدام مبيدات حشرية غير ضارة.

وأوضح النحال، أن الهدف من اعتصام النحالين إيصال مشاكلهم للجهات الداعمة للعمل على مساعدتهم في تأمين الأدوية اللازمة والسكر، لتغذية النحل خلال فترة الشتاء، بالإضافة لتشكيل نقابة خاصة بالنحالين تمثلهم أمام الجهات الرسمية وتتكلم باسمهم.

دغيم الدغيم، بيطري متخصص في مجال تربية النحل، قال لعنب بلدي، إن أسباب تضرر خلايا النحل ناتج بشكل رئيسي عن استخدام مبيدات حشرية عالية السمية بشكل مبالغ به من قبل المزارعين، مشيرًا إلى أن موجات الحر لم تضعف قدرة النحل على المقاومة فحسب، بل أدت أيضًا لارتفاع سمية المبيدات الحشرية، ما قضى على النحل بشكل كامل.

وقدّر الدغيم عدد خلايا النحل التي تعرضت للتلف بشكل كامل بنحو ستة آلاف خلية، في حين وصلت نسبة الخسائر في الخلايا المتبقية لنحو 50%.

مربو نحل خلال اجتماعهم في مدينة معرة مصرين لتأسيس جمعية "نحالة" بإدلب شمال غربي سوريا- 28 من آب 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

مربو نحل خلال اجتماعهم في مدينة معرة مصرين لتأسيس جمعية “نحالة” بإدلب شمال غربي سوريا- 28 من آب 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

“الجمعية” ضرورة

حول مشكلات الفلاحين المتمثلة بخسارة تجارتهم، قال رئيس الاتحاد العام للفلاحين، عبد الناصر مسلماني، إن الاتحاد يعمل على الحد من استخدام المبيدات الحشرية الضارة بالنحل، كما سينظم لجانًا رقابية لمتابعة الصيدليات الزراعية ومنع بيع هذ المبيدات، وفرض عقوبات مالية على المخالفين، وفق قوله.

وبعد مطالبات من قبل النحالين دامت لعدة أعوام، عقد الاتحاد العام للفلاحين التابع لحكومة “الإنقاذ” عدة اجتماعات مع النحالين، بهدف تشكيل جميعة للنحالين في إدلب، تمثلهم وتضع الخطط لحل مشكلاتهم وتعمل على تطوير هذه المهنة في المنطقة.

رئيس الاتحاد العام للفلاحين، قال لعنب بلدي، إنه منذ ما يزيد عن الشهرين يعمل “الاتحاد” على تشكيل كيان للنحالين، مشيرًا إلى أنه جرى تقسيم المنطقة إلى أربع مناطق، هي جسر الشغور وحارم والمنطقة الشمالية الشرقية والمنطقة الوسطى، على أن يتم اختيار تسعة نحالين من كل منطقة لحضور “المؤتمر العام الخاص بالنحالين”، الذي لم يحدد رئيس الاتحاد موعده.

وأوضح مسلماني، أن الهدف من تشكيل الجمعية هو تمثيل النحالين وتنظيم المهنة ووضع الخطط لتطوير تربية النحل في الشمال السوري، والاتصال مع الجهات الداعمة لتحسين أحوال النحالين، إذ ستلعب دورًا مهمًا في مجال التوعية بتربية النحل واستيراد سلالات مقاومة للحر وذات إنتاجية عالية، والحفاظ على السلالات المهددة بالانقراض التي هجرها النحالون بسبب قلة إنتاجها.

وحول تبعية الجمعية قال رئيس الاتحاد، إن الجمعية المزمع تشكيلها ستكون تابعة للاتحاد العام للفلاحين وتحت إشرافه.

ولا يوجد إحصاء خاص بمشاريع تربية النحل أو إنتاج العسل في إدلب وريفها، كونه في كل عام ينقص أو يزيد بحسب التغيرات المناخية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة