قرآن من أجل الثّورة 52
جريدة عنب بلدي – العدد 52 – الأحد – 17-2-2013
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
كلام في العبودية
خُلق الإنسان عبدًا، إن لم يعبد الله تمزق إربًا صغيرة بين شركاء متشاكسين، ومن هذه الزاوية يكون معنى آية {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (سورة الذاريات، 56) أنني لم أخلقهم ليعبدوا بعضهم بعضًا أو ليعبدوا أسماء سمّوها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان! ومن جهة أخرى عندما يعبد الإنسان الله ينطبق القدر على الهداية والقدرة على الإرادة ليصل الإنسان إلى إنتاجية عظمى تمامًا، كما أنه عندما تنطبق طول الموجة على تواتر مادة الحبل فيصل إلى السعة العظمى {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ * ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} لا خيار ثالث إما التسليم أو شركاء.. متشاكسون!! {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}
قرآن من أجل الثّورة
لماذا يستغشي الناس ثيابهم عندما يسمعون كلامًا عن المقاومة المدنية! لماذا يضعون أصابعهم في آذانهم! لماذا يكادون يسطون بالمؤمنين بها! إن كان كلامهم طوباويًا نظريًا منفصلًا عن الواقع فاتركوا زَبَدهم ليذهب جفاءً ولتمكث منفعتكم في الأرض، لا إكراه في الدين، لا إكراه في الدين… إن كنّا كاذبين فعلينا كذبنا لا نؤذي به أحدًا وإن كنا صادقين يصبكم بعض الذي نعدكم!
قوم الجمرات
في الحج هناك ما يسمّى العقبات وهي عبارة عن نصب يتم رجمها تيمنًا بسيدنا إبراهيم الذي كان يرجم الشيطان عندما حاول تثبيطه في طريق ذبحه لإسماعيل. المطلوب أن تختار أحجار صغيرة جدًا وترمي بهدوء وخشوع وأنت تكبّر وتدعو الله، لا داعي لشتم الشيطان، بعض الحجاج يرمون الجمرات بغضب وقوة شديدة وهم يشتمون إبليس إلى درجة أنك تحمد الله أنك أنهيت الرجم دون أن يشج رأسك. نحن قوم أدمن «العقبات»، نبحث عن نصب في كل اتجاه يخالفنا كي نرجمه ونصب عليه جام غضبنا ثم نرجع إلى ذواتنا سعداء راضين أننا رجمنا شياطين الفكر المخالف!!!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :