ما خلفيات زيارة أعضاء “الكونجرس” الأمريكي إلى شمالي سوريا

زيارة أعضاء الكونغرس الاميريكي مع الجنة السورية للطوارئ لريف حلب - 27 من آب 2023 (عنب بلدي)

camera iconزيارة أعضاء الكونغرس الاميريكي مع اللجنة السورية للطوارئ لريف حلب - 27 من آب 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

زار ثلاثة أعضاء من “الكونجرس” الأمريكي مناطق في شمالي سوريا خارجة عن سيطرة النظام السوري، في 27 من آب الحالي، في زيارة ربما تحمل رسائل عدة في ظل الظروف الحالية التي يمر بها الملف السوري.

الأعضاء الثلاثة فرينش هيل وبين كلاين وسكوت فيزجيرالد، ينتمون جميعهم إلى الحزب “الجمهوري” الأمريكي، ولهم صلات مباشرة في الملف السوري داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وتفتح الزيارة الباب حول التساؤل عن أهدافها، في ظل التحركات التي يشهدها الملف السوري، وإمكانية ارتباطها بالتحركات الأمريكية في قاعدة التنف، وحراك السويداء جنوبي البلاد، خاصةً أن السيناتور فرينش هيل على اتصال مباشر بملف سوريا.

وأصدر هيل بيانًا، في 28 من آب، عبر موقعه الرسمي، قال فيه إن الرحلة هي “استمرار للمشاورات التي أجراها مع دبلوماسيين آخرين”.

ترتيبات الزيارة

وسبق لهيل أن كتب قانونمكافحة الكبتاجون” الذي يستهدف معاقبة شخصيات من النظام السوري على صلة مباشرة بهذا الملف، وهو أحد الموقعين على قانون “قيصر”.

وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها أعضاء من “الكونجرس” الأمريكي إلى الشمال السوري منذ عام 2014، حين زار السيناتور جون ماكين المنطقة.

الزيارة جاءت بالتنسيق مع “المنظمة السورية للطوارئ”، وقالت مديرة الإعلام فيها، سيلين قاسم، لعنب بلدي، إن الزيارة هدفت إلى تجديد الاهتمام بالكارثة الإنسانية في سوريا.

قاسم أشارت في إجابتها عن أسئلة عنب بلدي، إلى أن من النتائج المتوقعة للزيارة، استمرار الضغط على الحكومة الأمريكية تجاه النظام السوري، وتثبيت قانون منع التطبيع مع النظام السوري، بالإضافة إلى إيضاح صورة الأوضاع الحالية في المناطق الشمالية للحكومة الأمريكية.

ودخل أعضاء “الكونجرس” عبر معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا، وزاروا مدرسة “بيت الحكمة” في ريف حلب الشمالي، والتقوا بأيتام سوريين، وفق قاسم، بالإضافة إلى مرضى في مستشفيات تركية بمدينة غازي عينتاب الحدودية مع سوريا.

ما وراء الزيارة؟

رغم أن الزيارة تهدف في ظاهرها لدراسة الأوضاع الإنسانية للسوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري شمالي البلاد، فإنها تتزامن مع عدد من التحركات الأمريكية في سوريا.

أبرز هذه التحركات زيارات قام بها مسؤولون عسكريون في 23 من آب الحالي، إلى مخيمات تقيم فيها عائلات من مقاتلي تنظيم “الدولة” سابقًا، شرقي محافظة الحسكة، وتزايد الحديث عن دخول أسلحة أمريكية جديدة إلى شرقي سوريا.

كما سبق وزار رئيس هيئة الأركان الأمريكية، مارك ميلي، في آذار الماضي، بشكل غير معلن قاعدة أمريكية لفترة وجيزة، وتحدث إلى القوات المتمركزة فيها، مؤكدًا ضرورة بقاء القوات الأمريكية في المنطقة لمواجهة تنظيم “الدولة”.

البيان الذي أصدره السيناتور فرينش هيل، أشار بشكل مباشر إلى أن الزيارة استمرار لمشاورات أجراها خلال 2023 مع دبلوماسيين وشركاء آخرين في عدة بلدان ترتبط بشكل مباشر بالملف السوري، منها الأردن التي تملك حدودًا مباشرة مع سوريا، ولديها خلافات مع النظام السوري حول ملفي اللاجئين والمخدرات، ودبلوماسيين من العراق ومصر والسعودية، وهي ثلاثة دول موجودة ضمن “لجنة الاتصال” التي تتمحور مهمتها حول متابعة نتائج لقاء “عمّان التشاوري” في أيار الماضي.  

أما الدولة الخامسة التي أشار إليها بيان هيل، فهي إسرائيل، التي تحتل هضبة الجولان، ويشكل الوجود الإيراني في سوريا قلقًا متزايدًا لها، واستهدفته بالفعل عبر ضربات عسكرية متكررة في مواقع مختلفة.

وكان بيان هيل، أشار إلى أن النقاشات التي جمعته مع المسؤولين العرب والإسرائيليين، تضمنت مبادرة الدول العربية للتطبيع مع الأسد وتصدير مخدرات “الكبتاجون”.

وربط الباحث المساعد في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، علي عبد المجيد، الزيارة الأخيرة لأعضاء “الكونجرس” بمرور المنطقة باضطرابات كثيرة في الفترة الحالية.

ولخص عبد المجيد هذه التغييرات في حديثه لعنب بلدي، بالاشتباكات الأخيرة بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والاضطرابات التي تشهدها البادية السورية وتحركات “تنظيم الدولة” فيها.

كما يُضاف إلى ما سبق، المظاهرات الأخيرة التي تشهدها مدينتي السويداء ودرعا، جنوبي سوريا.

ويتظاهر أبناء المحافظتين منذ عشرة أيام، مطالبين بتطبيق القرار الأممي “2254”، ورحيل النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، وإطلاق سراح المعتقلين.

كما أغلق محتجو السويداء مقار حزب “البعث” الحاكم، وأزالوا صور الأسد من عدة أماكن متفرقة.

وفق عبد المجيد، لا يمكن فصل هذه التغييرات عن الزيارات الأمريكية الأخيرة، على اعتبار أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تكون بمعزل عنها، ولهذا الغرض تكررت الزيارات إلى مناطق غرب وشرقيّ الفرات.

وأوضح أن التحركات الأمريكية قد تتضمن إنشاء قوات رديفة، تمتد من قاعدة التنف باتجاهين، الشمال السوري وهي الجهة الأولى، والجنوب باتجاه درعا والسويداء.

وتهدف هذه القوات لتكون “قوات ردع أمام الميليشيات الإيرانية في المنطقة”، وفق عبد المجيد، كما ترتبط مع الحديث التركي حول توحيد مناطق الشمال السوري إداريًا بمظلة تركية، وفق عبد المجيد.

وسبق للأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصرالله، أن أشار في كلمة مصورة عبر قناة “المنار” اللبنانية، أمس، إلى أنه لن يسمح بإغلاق الحدود العراقية- السورية، وهو ما تهدف إليه التحركات الأمريكية الأخيرة.

وأضاف ، “إذا أراد الأمريكيون أن يقاتلوا بأنفسهم أهلًا وسهلًا”، معتبرًا أن هذه هي “المعركة الحقيقية التي ستغير كل المعادلات”.

وسبق لواشنطن أن نفت إطلاق عمل عسكري داخل سوريا لقطع الطريق على الميليشيات الموالية لإيران، التي تستجلب دعمها من طهران وصولًا إلى لبنان، ومرورًا بسوريا والعراق.

وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بات رايدر، إن حماية الحدود السورية- العراقية ليس من مهام القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.

جاء حديث رايدر ردًا على أسئلة الصحفيين بشأن بعض التقارير المتداولة في وسائل الإعلام العربية عن تحرك محتمل لقوات أمريكية من قاعدة “التنف” شرقي سوريا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة