مزوّد صيني.. “سيريافون” تبدأ خدمات تجريبية لـ”الجيل الخامس” بإدلب
يجري الحديث في شمال غربي سوريا عن بدء شركة “Syria Phone” (سيريافون) للاتصالات، بتقديم خدمات الاتصال والرسائل النصية ومكالمات الفيديو والإنترنت من الجيل الخامس، دون تأكيد من الجهات القائمة على الشركة لهذه الأخبار المتداولة أو عن انطلاق الفترة التجريبية.
وتعتمد أغلبية الأهالي في إدلب على شبكات الإنترنت المنزلية في اتصالاتهم بسبب ارتفاع أسعار خطوط الاتصالات، وتكاليف شحنها الباهظة، وعدم انتشار تغطيتها بشكل كافٍ، مع انتظار سكان المنطقة ظهور بديل يحل تلك المشكلات.
نوار كدرش، أحد وكلاء شركة “سيريافون”، قال لعنب بلدي، إن خطوط الشركة الجديدة “5G” عالية السرعة، ويمكن استخدامها للاتصالات والرسائل النصية، مشيرًا إلى أن شرائح الاتصال التي ستصدر قريبًا غير مرتبطة بالاتصالات الدولية، أي أنها لا تتضمن ميزة تفعيل البرامج كـ”واتساب” أو غيرها، كما لا يمكن أيضًا إجراء اتصالات خارج نطاق الشركة.
وأضاف الوكيل أن مزوّد شركة “سيريافون” صيني، وهو عبارة عن موقع يزوّد الشركة بأرقام الهواتف من أجل ربط اتصالات الشركة بالاتصالات الدولية، وإمكانية تفعيل البرامج مستقبلًا.
وحول حماية الاتصالات قال نوار كدرش، إن المخدم الرئيس (السيرفر) لشركة الاتصالات يقع في الشمال السوري بمقر الشركة، ما يعني استحالة مراقبة الخطوط أو الاتصالات من قبل الشركة الصينية المزوّدة، فيما يتم استيراد خطوط الاتصال من الصين خامًا دون أي برمجة، وتقوم الشركة على برمجتها على المخدمات الرئيسة، ما يمنح الخطوط ضمانة في عدم مراقبتها من جهات خارجية.
ووفق كدرش، انتهت الشركة من التجهيزات الأولية للاتصالات، إذ تم بناء أبراج الاتصالات ونقاط الوصل الضوئية، وفي أثناء تجريب الخطوط كانت سرعة الرفع على الإنترنت “5G”.
وأشار الوكيل إلى أن وكلاء الشركة في المنطقة الذين مُنحوا خطوط “سيريافون” التجريبية، أكدوا فاعلية الخدمات في عموم محافظة إدلب، وحتى منطقة بلدة دركوش.
لمن تتبع؟
نهاية آذار 2022، تداولت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن “اقتراب” موعد افتتاح أول شركة اتصالات خلوية في مدينة إدلب شمالي سوريا، وسط اتهامات حينها بتبعيتها لـ”هيئة تحرير الشام”.
ويطلَق على الشركة، بحسب الصورة المتداولة، اسم “Syria Phone” (سيريا فون)، دون أن تنشر حينها معرفات “المؤسسة العامة للاتصالات” التابعة لحكومة “الإنقاذ” أي تفاصيل حول الشركة.
حول تبعية الشركة، قال مدير “المؤسسة العامة للاتصالات”، حسين المصري، إن شركة “سيريافون” لا تتبع لحكومة “الإنقاذ”، وإنما هي شركة مساهمة.
وأشار المصري إلى أن العلاقة بينها وبين الحكومة قائمة على تقديم الأخيرة التسهيلات للشركة، ومنح الترخيص وكل ما يلزم لتقديم أفضل الخدمات للأهالي، على أن تلتزم الشركة بتقديم الخدمات للمشتركين عبر مذكرة تفاهم وقعت بين الشركة والحكومة.
أسعار مرتفعة
أعلنت شركة “سيريافون” عن رغبتها بالتعاقد مع وكلاء في إدلب، واشترطت على الراغبين شراء خطوط بقيمة ثلاثة آلاف دولار وبنسبة ربح 3% للوكيل، ومنذ ساعة الإعلان، بلغ عدد مراكز الاعتماد ألفًا وخمسة مراكز في عموم المنطقة.
عبيدة عبد الحي، صاحب مركز للاتصالات في المنطقة، يقدم خدمات الدفع الإلكتروني لجمع أنواع الاتصالات، يرى أن نسبة الأرباح المعلن عنها قليلة جدًا ولا تتناسب مع شروط التعاقد، مشيرًا إلى أن سعر الخط الواحد يصل إلى نحو 15 دولارًا أمريكيًا، يجب تعبئته مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل حتى لا يضطر الزبون لدفع 10 دولارات لإعادة تفعيل الخط، قيما تتراوح تكاليف الشحن بين 3 و10 دولارات.
وبخلاف خطوط الاتصالات الأخرى في إدلب، فإن رصيد تعبئة “سيريافون” ليس تراكميًا، بمعنى أن الرصيد المتبقي في نهاية الشهر لا يمكن الاستفادة منه، وينتهي الرصيد بنهاية كل شهر، ما يدفع بالمستخدمين لتفضيل باقات الشحن الأقل في حال شراء الخطوط.
ثلاثة خطوط لها مشكلاتها
ينتشر في محافظة إدلب عديد من أنواع خطوط الاتصالات، إلا أنها تعاني مشكلات كثيرة تجعلها لا تفي بالغرض، ما يرغم المشتركين على اقتناء عدة خطوط للاستفادة من الخدمات المختلفة.
عبيدة عبد الحي قال لعنب بلدي، إن أبرز الأنواع المتوفرة خطوط “أيلوكس”، وهي خطوط اتصال دولية يمكن من خلالها تفعيل برامج الاتصال، إلا أن أسعارها مرتفعة، ويصل سعر الخط إلى 19 دولارًا، وتعمل من خلال أبراج الاتصال التركية، ما يعني أن تغطيتها ضعيفة جدًا ولا تصل إلى كثير من المناطق.
وتتوفر خطوط لشركة “سيريانا”، وهي خطوط اتصال توفر شبكات الإنترنت فقط، لا يمكن تفعيل البرامج من خلالها، وأسعارها أرخص من غيرها، كما أن رصيدها تراكمي، بمعنى أن الزبون لا يحتاج إلى تعبئة الخط إلا حين انتهاء رصيده، دون تقييده بوقت معين.
فيما توفر خطوط “سيريافون” شبكة الإنترنت بسرعة عالية، وتغطي مناطق أوسع من الشبكات الأخرى، وأثبتت فاعلية في الاستخدام، لكن لا يمكن تفعيل برامج اتصال من خلالها، وأسعارها مرتفعة، ورصيدها غير تراكمي، وفق ما قاله صاحب مركز الاتصالات.
ولفت عبيدة إلى أن هذه الفروق الشاسعة بين الخطوط تفرض على المواطن اقتناء عدة خطوط، لتفعيل برامج الاتصال، أو للاستفادة من شبكات الانترنت، وهو أمر مرهق ماديًا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :