“الصناديد” تنفي مشاركتها إلى جانب “قسد” ضد “مجلس دير الزور”
نفت “قوات الصناديد” التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مشاركتها بحملة عسكرية ضد “مجلس دير الزور العسكري” في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وقال المسؤول الاعلامي لـ”الصناديد” محسن الجناع، لعنب بلدي، عبر اتصال هاتفي، إن جميع الأخبار المتداولة عن مساندة فصيله لـ”قسد” بحملتها الأخيرة ضد “مجلس دير الزور العسكري” أو إرسالها أي قوات إلى دير الزور، عارية عن الصحة.
وتشهد أرياف دير الزور منذ صباح اليوم، الاثنين 28 من آب، معارك متفرقة بين أبناء عشائر المحافظة الداعمين لـ”مجلس دير الزور العسكري” ضد “قسد”.
وقالت “شبكة الخابور” المحلية، إن “قوات الصناديد” ذات المكون العربي، أرسلت تعزيزات عسكرية لمؤازرة “قسد” في دير الزور، تزامنًا مع تسجيلات مصورة نشرتها حسابات إخبارية محلية تظهر أرتالًا عسكرية ترفع أعلام قبيلة “شمّر” التي ينتمي لها الفصيل.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، أن “قسد” قطعت شبكات الإنترنت عن مناطق سطرتها في دير الزور مع توسع رقعة الاشتباكات فيها، في حين بقيت شبكات الاتصالات المزوّدة للمنطقة من الضفة الغربية لنهر الفرات التي يسيطر عليها النظام السوري.
مصدر عسكري في “مجلس دير الزور”، وأحد أقارب قائده أحمد الخبيل (أبو خولة) قال العنب بلدي، إن المعلومات التي تتحدث عن توجه أرتال من “الصناديد” إلى دير الزور لا تزال غير واضحة، ولم ترصد على أرض الواقع.
وأضاف المصدر الذي تحفظ على اسمه، كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن أبناء المنطقة مستعدون للدفاع عنها ضد القوات القادمة من أي جهة كانت.
وحصلت عنب بلدي على تسجيلات صوتية لنائب القائد العام لـ”مجلس دير الزور العسكري” خليل الوحش، قال فيها، إن الأمور باتجاه الحل، مشيرًا إلى ضرورة التهدئة، في حين رفض قادة “مجلس دير الزور” في المنطقة تلقي الأوامر من قادة “المجلس” الموقوفين لدى “قسد”، بذريعة أن “الأوامر جاءت تحت الضغط أو التهديد”، بحسب المصدر العسكري في “المجلس”.
وصباح اليوم الاثنين، اعتقلت “قسد” قائد “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها، وصاحب النفوذ في أرياف دير الزور الشرقية والشمالية، أحمد الخبيل، بعد خلاف بين الجانبين دام أكثر من شهرين، بينما بقي قادة الصف الأول في “المجلس” محاصرين بمدينة الحسكة رافضين تسليم أنفسهم.
وقالت “شبكة باز نيوز” المقربة من “مجلس دير الزور”، إن مواجهات مسلحة اندلعت شرق الفرات بين “المجلس” و”قسد”، على خلفية استدراج الأخيرة لقائد “المجلس العسكري” أحمد الخبيل ووضعه تحت الإقامة الجبرية وتطويق القوة المكلفة بحمايته.
ومع اتساع رقعة الاشتباكات خرجت قرى وبلدات ذيبان، والحوايج، والطيانة، والشنان، بريف دير الزور الشرقي، بالكامل عن سيطرة “قسد”، وسط مؤازرة أبناء عشائر المنطقة لـ”المجلس العسكري” في مواجهاته ضد فصيله الأم، في حين لم تشهد المنطقة أي عمليات ضد تنظيم “الدولة”.
ما “قوات الصناديد”
تأسست “قوات الصناديد” عام 2013، من أبناء بعض قبيلة “شمر” العربية، ويتركز مقاتلوها في مناطق تل حميس وتل كوجر في ريف الحسكة.
وانضمت إلى “قوات سوريا الديمقراطية” مع بداية تأسيس الأخيرة عام 2015، وشاركت معها في معارك عدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
يعتبر مؤسسها حميدي دهام الهادي الجربا من أبرز القادة العشائريين في الحسكة، وهو القائد المشترك لمقاطعة الجزيرة.
ويقدر ناشطون العدد الكلي لـ “الصناديد” بألف مقاتل، ويشار إليهم على أن دورهم غالبًا يكون في حماية الآبار النفطية في المنطقة الحدودية مع العراق، باعتبار أن أبناء قبيلة “شمر” يشكلون امتدادًا بين سوريا والعراق.
خلاف قديم يتجدد
منذ مطلع تموز الماضي، أرسلت “قسد” تعزيزات عسكرية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات شرقي محافظة دير الزور، مؤلفة من مدرعات تابعة لقوات “المهام الخاصة” (الكوماندوز) وأخرى من فصيل “الصناديد”.
وتزامنت التعزيزات العسكرية حينها مع حديث عن نية الولايات المتحدة إطلاق عملية عسكرية تستهدف الميليشيات الإيرانية على الضفة الغربية لنهر الفرات، ونفتها واشنطن لاحقًا.
الناطق الإعلامي السابق باسم “قوة المهام المشتركة” المشكلة من قبل التحالف الدولي، مزاحم السلوم، علّق على الأنباء التي تتحدث عن عمل عسكري عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك” حينها، معتبرًا أن الحديث عن تعزيزات للسيطرة أجزاء جديدة من محافظة دير الزور من النظام السوري، هي “إدعاءات كاذبة”.
وأضاف، أن الأرتال العسكرية جمّعت في المنطقة لشن حملة تستهدف ميليشيات محلية مسلحة، ومجموعات عشائرية أخرى في محافظة دير الزور.
اقرأ أيضًا: الخلاف بين “مجلس دير الزور العسكري” و”قسد”.. لا يتطور لكن قد يتكرر
خلافات “قسد” مع فصائل عربية
منذ تأسيسها، عقدت “قوات سوريا الديمقراطية” تحالفات مع فصائل عربية وكردية لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق متفرقة من شمالي، وشرقي سوريا.
لكن بعض هذه التحالفات انهارت مع انتهاء الأعمال العسكرية، والدخول في مرحلة تثبيت النفوذ.
ومن أبرزها الخلاف بين “قسد” و”لواء ثوار الرقة” (أحد مكونات قسد)، إذ نشبت بينهما معارك مسلحة استمرت لأيام، وانتهت بحل الفصيل ودمج مقاتليه بالفصيل الأم.
ومن الفصائل العربية التي ذابت داخل “قسد”، “جيش الثوار”، “لواء ثوار الرقة”، “كتائب شمس الشمال”، لواء “أويس القرني” الذي أنهي بمعارك عسكرية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :