نظمت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، بالتعاون مع وزارتي الأوقاف والصحة، ومصرف سوريا المركزي، ورشة عمل لتحديد خطوات استعادة نشاط الحج والعمرة انطلاقًا من مناطق سيطرة النظام، وضوابط عمل المؤسسات ومكاتب السفر والسياحة.
وبحسب ما جاء في الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) اليوم، الاثنين 28 من آب، أشار معاون وزير السياحة، غياث الفراح، خلال الورشة إلى ضرورة وضع “ضوابط وآليات لتأطير نشاط الحج والعمرة”، واستكمال مكاتب السياحة والسفر للاشتراطات المطلوبة، التي عممتها وزارة السياحة، دون تحديد هذه الشروط.
وذكر معاون وزير الأوقاف، حسان نصر الله، بما يتعلق بدور الإرشاد الديني ومشرفي وفود العمرة، أن دور الوزارة هو تحديد المرشدين الدينيين وشروط تعيينهم، بحيث يكون لديهم قدر كافٍ من المعرفة بفقه المناسك، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على إقامة دورات تأهيلية لتحقيق هذه الغاية.
أما معاون وزير الصحة، أحمد ضميرية، فأبرز أهمية الاشتراطات الصحية لحماية الحجاج والمعتمرين وضمان سلامتهم، وتلبية كل الاشتراطات الصحية لهذا النوع من الرحلات.
وعرض مدير الشؤون القانونية في مصرف سوريا المركزي، مجدي أبو فخر، إجراءات الالتزام بأنظمة القطع، بهدف ضمان تلبية متطلبات رحلات العمرة بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين النافذة.
لا تعليق سعودي
تحدد الجهة التي سوف تتولى ملف الحج، سواء كانت تابعة لحكومة النظام أو للمعارضة، بعد توقيع وزارة الحج السعودية عقدًا رسميًا معها، وهو ما لم تشر إليه أو تصرح عنه الجهات السعودية.
وبعد عودة العلاقات بين دمشق والرياض، ولقاء ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بجدة في أيار الماضي خلال عقد اجتماع القمة العربية، كثرت التكهنات حول عودة ملف الحج لجهة حكومة النظام.
تسلمت “لجنة الحج العليا” التابعة لـ”الائتلاف الوطني السوري” ملف الحج بالكامل في أيار 2013، بعد أن رفضت وزارة الحج في السعودية، عام 2012، إبرام الاتفاقية المعتادة في كل سنة مع وزارة الأوقاف التابعة للنظام، وبعد أشهر على إغلاق الرياض سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها في آذار 2012، تزامنًا مع انتشار المظاهرات في عموم سوريا، والانتهاكات التي مارسها النظام.
ورغم تنديد واعتراض وزارة الأوقاف المتكرر في كل سنة، عقب إسناد الملف للمعارضة السورية، أو التضييق على الحجاج الخارجين من مناطق سيطرة النظام، لم يتغير قرار السعودية.
وبعد نهاية موسم الحج للسنة الحالية، عقدت “لجنة الحج العليا” اجتماعًا، في 26 من تموز الماضي، برئاسة رئيس اللجنة، عبد الرحمن مصطفى، تناول ضرورة إنهاء التقييمات والاستبانات المتعلقة بموسم الحج المنتهي، وضرورة بدء التحضيرات المبكرة للموسم المقبل.
من جهتها، أرسلت وزارة الأوقاف، في 24 من حزيران الماضي، وفدًا من الشيوخ لأداء مناسك الحج، وبشكل مباشر من دمشق للسعودية، لأول مرة منذ تسلم المعارضة هذا الملف.
الحج لكل السوريين
في تصريحات سابقة لعنب بلدي، قال مدير “لجنة الحج العليا”، سامر بيرقدار، إن مؤسسة الحج التي تقودها المعارضة السورية “تميزت” بإنشاء نموذج لمؤسسات الدولة في مستقبل سوريا، عن طريق خدمتها لجميع السوريين على اختلاف أماكن إقامتهم ومواقفهم السياسية، كون ملف الحج ملفًا لجميع السوريين دون استثناء.
وتملك “اللجنة” مكاتب لها في الشمال السوري والعراق وتركيا والأردن والإمارات والكويت وقطر ولبنان ومصر.
وبرأي بيرقدار، فإن النظام هو من يحاول منع السوريين من المقيمين في مناطق سيطرته من فريضة الحج، بأساليب متعددة، منها منعهم من السفر، أو تشويه صورة “لجنة الحج”، أو استدعاء الحجاج إلى “فرع فلسطين” للتحقيق معهم بعد عودتهم من السفر، أو باعتقال من توافق عليه “اللجنة” من الإداريين، أو بفرض رسوم على من يرغب بالذهاب إلى الحج.
–