تزامنًا مع حملة أمنية في ضد تنظيم "الدولة"
مسلحو العشائر يهاجمون مواقع لـ”قسد” بعد اعتقال قائد “مجلس دير الزور”
أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن نتائج حملة أمنية قالت إنها تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” في دير الزور، في حين طالت عملياتها مقاتلين من “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن اشتباكات اندلعت صباح اليوم، الاثنين 28 من آب، بين مقاتلين من “مجلس دير الزور” و”قسد” على خلفية اعتقال الأخيرة لقائد “المجلس” أحمد الخبيل، أثناء وجوده في محافظة الحسكة.
ومع اتساع رقعة الاشتباكات خرجت قرى وبلدات ذيبان، والحوايج، والطيانة، والشنان، بريف دير الزور الشرقي، بالكامل عن سيطرة “قسد”، وسط مؤازرة أبناء عشائر المنطقة لـ”المجلس العسكري” في مواجهاته ضد فصيله الأم، في حين لم تشهد المنطقة أي عمليات ضد تنظيم “الدولة”.
مسؤول المركز الإعلامي لـ”قسد” فرهاد شامي، أعلن عن نتائج الحملة الأمنية التي أطلقتها “قسد” بدير الزور لـ”ملاحقة خلايا تنظيم (الدولة الإسلامية)”.
وقال شامي في لقناة “روناهي” الكردية (مقرها شمال شرقي سوريا) اليوم، الاثنين 28 من آب، إن الحملة أسفرت عن اعتقال 13 شخصًا، ومقتل آخرين رفضوا تسليم أنفسهم.
وأضاف، أن القوات المشاركة في الحملة اعتقلت خمسة عناصر في تنظيم “الدولة”، إضافة إلى ثمانية أشخاص كانوا يحملون مواد مخدرة، في حين قتل ثلاثة مسلحين.
حساب “مراسل الشرقية” الإخباري المحلي، قال عبر “تيلجرام” (شائع الاستخدام في المنطقة) إن ما يجري في دير الزور هو “سيطرة أبناء العشائر العربية ومجلس دير الزور العسكري على مقرات ميليشيات (قسد) على خلفية اعتقال أحمد الخبيل وعدد من قيادات مجلس دير الزور العسكري”، نافيًا ما جاء على لسان فرهاد شامي.
المتحدث الرسمي باسم “المجلس” تركي الضاري، الملقب بـ”أبو الليث خشام” قال عبر تسجيل صوتي نشرته “شبكة فرات بوست” المحلية، إن “قسد” طالبت قياديي “المجلس” بتسليم نقاطهم شرقي سوريا، مؤكدًا اعتقال أحمد الخبيل، ووجوده مع بقية قياديي “المجلس” في الحسكة.
وأعلنت “قسد” عن إطلاق عملياتها مساء أمس الأحد، بدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي (مكون من 72 دولة) عملية حملت اسم “تعزيز الأمن” في الضفة الشرقية لنهر الفرات بريفي محافظة دير الزور الشمالي، والشرقي.
وجاء في إعلان “قسد” حول العملية الأمنية في دير الزور، أن قواتها ستعمل على “تثبيت الأمن والاستقرار جنبًا إلى جنب مع الإدارة المدنية ووجهاء المنطقة، وتعتمد على وعي الأهالي بمخاطر الخلايا الإرهابية والعناصر الإجرامية، ولن تتوانى في إنجاز مهامها والضرب بيد من حديد على الإرهابيين والقتلة ولكل من يتستر عليهم”.
ونشرت “قسد” اليوم الاثنين، تسجيلًا مصورًا يظهر رتلًا عسكريًا قالت إنه من مشاركة “القوات الخاصة” (كوماندوز) في مدينة الطبقة، بالعملية الأمنية التي أطلقتها في محافظة دير الزور.
خلاف مع “مجلس دير الزور”
ما إن انتهت “قسد” من استقدام التعزيزات العسكرية إلى محافظة دير الزور مطلع تموز الماضي، حتى اندلعت مواجهات مسلحة بينها وبين “مجلس دير الزور العسكري” الذي يعتبر أكبر التشكيلات العسكرية ذات الطابع العشائري العربي في “قسد”.
الاشتباكات انتهت بعد مفاوضات بين الجانبين تدخل فيها القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، وعادت القوات العسكرية إلى نقاط تمركزها، لكنها اندلعت اليوم مجددًا بعد أن اعتقلت “قسد” أحمد الخبيل، خلال اجتماعه مع قادة الفصيل الأم بالحسكة.
وفرضت “قسد” حظرًا للتجوال بالحسكة تزامنًا مع اعتقال الخبيل، ومحاصرة قياديين كانوا يرافقونه خلال زيارته إلى الحسكة، لم ينته حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
صباح اليوم، قالت “شبكة باز نيوز” المقربة من “مجلس دير الزور”، إن مواجهات مسلحة اندلعت شرق الفرات بين “المجلس” و”قسد”، على خلفية استدراج الأخيرة لقائد “المجلس العسكري” أحمد الخبيل ووضعه تحت الإقامة الجبرية وتطويق القوّة المكلفة بحمايته.
وأضافت أن مناوشات مسلحة اندلعت في عدة مناطق عقب دعوات أطلقها أقارب قائد “المجلس” لاستنفار عسكري لأبناء العشائر العربية في مواجهة “قسد”.
وذكرت “باز نيوز” أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين في محيط منطقتي المعامل ومعيزيلة، شمال شرقي دير الزور، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقواذف “RPG”.
وسيطرت قوات “مجلس دير الزور” على نقطة “المقسم” العسكرية في بلدة محيميدة، بعد اشتباكات مع “قسد”، بحسب الشبكة.
استكمالًا لتحركات سابقة؟
ومنذ مطلع تموز الماضي، أرسلت “قسد” تعزيزات عسكرية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات شرقي محافظة دير الزور، مؤلفة من مدرعات تابعة لقوات “المهام الخاصة” (الكوماندوز) وأخرى من فصيل “الصناديد”.
وتزامنت التعزيزات العسكرية حينها مع حديث عن نية الولايات المتحدة إطلاق عملية عسكرية تستهدف الميليشيات الإيرانية على الضفة الغربية لنهر الفرات، ونفتها واشنطن لاحقًا.
الناطق الإعلامي السابق باسم “قوة المهام المشتركة” المشكلة من قبل التحالف الدولي، مزاحم السلوم، علّق على الأنباء التي تتحدث عن عمل عسكري عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك” حينها، معتبرًا أن الحديث عن تعزيزات للسيطرة أجزاء جديدة من محافظة دير الزور من النظام السوري، هي “إدعاءات كاذبة”.
وأضاف، أن الأرتال العسكرية جمّعت في المنطقة لشن حملة تستهدف ميليشيات محلية مسلحة، ومجموعات عشائرية أخرى في محافظة دير الزور.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :