إعداد: فريق التحقيقات في جريدة عنب بلدي
خلف شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الإعلام، التي تنقل معاناة السوريين داخل سوريا وخارجها، ثمة مشهد داخل “سوريا المحررة” أكثر قتامة وسوداوية، مشهد يختصر معاناة السوريين، المحتاجين للحماية، التي تكفلها القانون الدولي و”داسها” النظام السوري وحلفاؤه منذ اندلاع الثورة عبر استخدام الأسلحة المسموحة والمحرمة دوليًا.
ليس “سعيد حظ” من يمرض، أو يحتاج لعمل جراحي عارض، أو يصاب بقصف أو تفجير في مناطق المعارضة السورية. فالوضع الطبي في 15% من مساحة سوريا، حيث تتركز قوات المعارضة السورية، ليس بأحسن حالاته.
نقص في الأدوية بمختلف أنواعها، وكذلك الأجهزة الطبية، ونزيف يومي ومستمر للكوادر الطبية بمختلف تخصصاتها، وشح في الدعم من مصادره، فضلًا عن تشتت قنواته، وزاد المأساة دخول طيران روسيا على الخط حيث شكلت المستشفيات والمراكز الصحية أهم أهدافه غير مكترث بالقانون الدولي والمنظمات الدولية العاملة على الأرض، إذ كان مستشفى معرة النعمان الذي تديرة منظمة “أطباء بلا حدود” إحدى أهدافه فقتل 31 مواطنًا منهم أربعة أطفال وثلاث مواطنات و11 طبيبًا وممرضًا. وخلال الأسبوع الماضي استهدف الروس عدد من المستشفيات أبرزها، مستشفى إعزاز للتوليد والأطفال وآخر في تل رفعت لذوي الاحتياجات الخاصة.
محمد مصري، شاب حلبي، اضطرته إصابة ابنته الصغيرة (ثلاثة أشهر) بجرثومة، إلى قطع مسافات من شرق حلب إلى غربها، من أجل البحث عن طبيب يشخّص حالتها، بعدما عرضها على مشفى محلي، لم ينجح كادره في تحديد ما تعاني منه الطفلة.
ولعل الحالة التي وصل إليها الشاب الحلبي، ومعه آلاف السوريين في مناطق المعارضة، كان وراءه جهات هدفها ألا يقوم للقطاع الطبي في مناطق المعارضة قائمة، فكانت المستشفيات والأطباء وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية أهدافًا مباشرة ومسارحَ للأعمال العسكرية والقصف المنظم.
صبيحة 27 كانون الثاني الماضي، كان مشفى عندان في ريف حلب على موعد مع غارة جوية سوّته بالأرض، وأجهزت على محتوياته، بما فيها من أدوية ومعدات وأجهزة طبية، وقضى خلال الغارة عبد الرحمن عبيد، “الطبيب بالخبرة”، الذي صقلت الحرب وظروف العمل الصعبة خبراته، فقد تدرج بالعمل، كما يصف أحد المعلقين على صفحته في فيسبوك، “الله يرحم أبو يونس، كان ممرض ومساعد جراح ومع الوقت صار هو الجراح في ظل غياب أي جراح بمشفى عندان”.
العمل في أخطر الأماكن
وكان للمؤسسات الصحية الجديدة (مراكز طبية ومديريات صحة ومستشفيات أهلية) رأي خاص بالوضع الذي وصل إليه القطاع في مناطقهم، بعدما زاد التدخل الروسي “العنيف” من حدة الألم، إذ انقسم الشارع السوري بين راض عن أداء الكوادر الطبية وما تقدمه في ظل الظروف الحالية، وبين من يلقي اللوم على تأخر الداعمين الرئيسيين للشعب السوري عن تلبية النداء في توفير ما تحتاجه المستشفيات والمراكز الصحية، مع دعوات بضرورة توقف هجرة الكوادر الطبية.
ونحن نعد هذا التحقيق أجرى موقع عنب بلدي أونلاين استطلاعًا لرأي الشارع السوري في المناطق المحررة حول مستوى الخدمات الطبية وأداء الكوادر في مناطق المعارضة، علّه يكون مؤشرًا على الأداء يساعدنا في توجيه بوصلتنا، فأجاب 13% من المستطلعة أرائهم بأنها “جيدة”، و20% أنها “متوسطة”، و21% “ضعيفة”، وجاءت النسبة الأكبر ممن لا يملكون تقييمًا ونسبتهم 46% من العينة.
تابع القراءة:
عجز طبي في سوريا قبل الثورة… تفاقم خلالها.
الأطباء أخطر على النظام من حملة السلاح.
بناء نظام صحي متكامل على مستوى سوريا.. أول ما تسعى له المديريات.
وزير الصحة: لولا الوزارة لما وجدت مديريات الصحة.
قائد عسكري يشيد ببراعة أطباء المشافي الميدانية.
تأسيس “جامعة حلب” في المناطق المحررة لإنتاج كوادر طبية جديدة.
اتحاد UOSSM: دعمنا 120 مشفى ميدانيًا و200 مركز طبي بميزانية ثمانية ملايين دولار.
خطة لقاح في مناطق المعارضة تستهدف مليون طفل سوري.
غياب مفهوم الإدارة “الفعالة” يجهز على القطاع الصحي في سوريا.
مؤسسة “أورينت” تتولى معالجة 500 ألف سوري.
الكوادر الطبية في المدن السورية وتجارب مديريات الصحة:
إدلب أول محافظة تتأسس فيها مديرية صحة “ثورية”.
مديرية صحة حلب الحرة والوزارة.. “العلاقة غير صحيحة”.
النظام يقصف بنك الدم في حلب تسع مرات.
تخريج 400 ممرض في معهد عمر بن عبد العزيز خلال 2015.
ألفا دولار فقط ميزانية “الطبابة الشرعية” في حلب.
الحاجة الطبية توحّد مأساة حلب والصومال.
ماذا ينقص القطاع الطبي والكوادر في حلب؟
صحة درعا: الدعم الدولي للقطاع الطبي لم يكن مشجعًا.
نقص الأجهزة الطبية يقيّد العمل الطبي في الغوطة الشرقية.
مرضى غسيل الكلى في الغوطة الشرقية يأنون بصمت.
أسعار الأوية في داريا أعلى بخمسة أضعاف عن مناطق النظام.
ستة مشاف في حماة تغطي المحافظة.
تكاليف العمليات في حمص فوق طاقة الأهالي.