ما الفرق بين الويب المفتوح والمظلم والعميق
تُظهر محركات البحث في “جوجل” مليارات من مواقع الإنترنت كنتائج للبحث عن جملة أو كلمة ما، لكن هذا العدد ما هو إلا غيض من فيض بالنسبة لإجمالي عدد المواقع على شبكة الإنترنت العالمية، إذ يوجد عديد من المواقع فيما يُعرف بالويب المظلم والعميق.
المواقع الموجودة على الويب المفتوح أو السطحي تقع في الطبقة المرئية لمحركات البحث، لكن حجم هذه الشبكة بالنسبة لشبكة الويب بالكامل مثل حجم الجزء العلوي الموجود فوق الماء لجبل جليدي، من وجهة نظر إحصائية، إذ تشكّل هذه المواقع والبيانات أقل من 5% من إجمالي الإنترنت.
مواقع الإنترنت الشائعة التي يتم الوصول إليها عبر المتصفحات التقليدية مثل “Chrome” و”Safari” و”Firefox” في الويب المفتوح، تستخدم نهايات النطاق (دومين) مثل “com.” و”org.”.
وتستطيع محركات البحث تحديد مواقع الويب السطحية بسبب عملية “الفهرسة” للمواقع المرئية، وهي عملية تسمى “الزحف”، بسبب انتقال محرك البحث عبر الويب مثل العنكبوت.
الويب العميق والمظلم
تمثل شبكة الويب العميقة نحو 90% من إجمالي مواقع الإنترنت، وتتضمن هذه الشبكة أيضًا الويب المظلم، وعلى عكس الأخير، يعد الجزء العميق من الويب “قانونيًا وآمنًا تمامًا”، وفق موقع “كاسبرسكاي” المضاد للفيروسات البرمجية ولأدوات الأمان الحاسوبية.
تتضمن أغلب أجزاء الويب العميق مجموعة بيانات عامة وخاصة محمية، ولا ترتبط بمناطق أخرى من الويب، كما تضم الشبكات الداخلية للمؤسسات والحكومات والمرافق التعليمية المستخدمة للتواصل والتحكم ضمن المؤسسة ذاتها فقط.
وتضم هذه المواقع الحسابات المالية، مثل البنوك وحسابات البريد الإلكتروني، وقواعد بيانات الشركات الخاصة، والمعلومات الحساسة مثل الوثائق الطبية أو الملفات القانونية، إذ يجري إخفاء معظم هذه الصفحات عن الويب المفتوح لحماية معلومات المستخدم وخصوصيته.
ويمكن الوصول إلى صفحات الويب العميق من خلال متصفحات الإنترنت العادية.
يحوي الويب المظلم مواقع غير مفهرسة، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر متصفحات إنترنت متخصصة، ويعتبر حجم هذه الشبكة أصغر من الشبكة السطحية، وهي جزء من الويب العميق.
يمكن الوصول إلى مواقع الويب المظلم عبر متصفح “Tor”، وهو عبارة عن برنامج جرى تطويره في الجزء الأخير من التسعينيات من قبل مختبر أبحاث البحرية الأمريكية.
وبدلًا من ربط جهاز الكمبيوتر الخاص بالزائر، والأجزاء العميقة أو المظلمة من الويب، يستخدم متصفح “Tor” مسارًا عشوائيًا من الخوادم المشفرة المعروفة باسم “العقد”، وهو ما يتيح للمستخدمين الاتصال بشبكة الويب دون الخوف من تتبع أفعالهم أو كشف سجل المتصفح الخاص بهم، كما يصعب معرفة من يشغل المواقع الموجودة على الشبكة المظلمة أو مكان استضافتها.
تستند شرعية الويب المظلم إلى كيفية تفاعل المستخدم معه، إذ قد يستخدم الشبكة لأسباب عديدة قانونية، منها لحماية الحرية الشخصية عن طريق إخفاء هوية المستخدم من الكشف والتعقب، أو ارتكاب المستخدم جرائم إلكترونية أو الاتجار بالبشر عبر هذا الحيز من الويب العميق.
ما الأخطار؟
يمكن أن يتعرض المستخدم لدى تصفحه الويب المظلم لأخطار غير ضرورية إذا لم يكن حذرًا أو مستخدمًا متقدمًا ومتمرسًا في أمان استخدام الإنترنت، وعلى اطلاع بأخطاره.
وتنتشر ضمن الويب المظلم “البرمجيات الخبيثة” التي تقدم أدوات للهجمات الإلكترونية واختراق جهاز المستخدم، كما يوجد عديد من البرمجيات الضارة، مثل برمجيات “الفدية” و”التصيد الاحتيالي” وغيرها.
ومع استحواذ السلطات القانونية في جميع أنحاء العالم على مواقع عديدة في الويب المظلم، يمكن أن يصبح أي مستخدم يزور هذه المواقع هدفًا للحكومة.
ويشتهر الويب المظلم بأنه يقدم عديدًا من الخدمات غير القانونية، من الاغتيالات المدفوعة إلى الاتجار بالجنس والأسلحة، وعلى الرغم من أن بعض هذه التهديدات معروفة ومثبتة، يستغل آخرون سمعة هذا الويب لخداع المستخدمين بدفع مبالغ كبيرة من المال.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :