تتواصل المظاهرات الاحتجاجية في الجنوب السوري، وتحديدًا في محافظتي درعا والسويداء، وسط ارتفاع بمطالب المتظاهرين من تحسين الأوضاع المعيشية إلى إسقاط النظام.
شهدت ساحة “السير” وسط محافظة السويداء، مظاهرة شعبية منذ ساعات الصباح الأولى اليوم، الأحد 20 من آب، تجمع فيها مئات المواطنين، مطالبين بإسقاط النظام، وعدة مطالب تمحورت حول تحسين الأوضاع المعيشية.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي، حمل المتظاهرون لافتات نادت بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي حول سوريا رقم “2254”، ورفضت الذل والقهر والجوع الذي يعانيه المواطنون السوريون.
تأتي المظاهرات المستمرة منذ أربعة أيام عقب على دعوات مدنية لتنفيذ احتجاجات وعصيان مدني في مناطق النظام، وذلك بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين، وعدم اتخاذ السلطات أي قرارات جدية من شأنها تخفيف المعاناة.
مروان حمزة، ناشط مدني، شارك صباح اليوم في مظاهرة ساحة “السير” في السويداء، قال لعنب بلدي، إن المنطقة تشهد إضرابًا في المؤسسات الحكومية، وإغلاقًا كاملًا للمحال التجارية، وشللًا في حركة السير في عدد من قرى المحافظة.
وتمثلت مطالب المتظاهرون، وفق حمزة، بإسقاط النظام، وخروج القوات الروسية والإيرانية والتركية من الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن المتظاهرين مستمرون باحتجاجاتهم لحين تحقيق مطالبهم.
شادي أبو عمار، ناشط مدني من مدينة السويداء، قال لعنب بلدي، إن سقف مطالب المتظاهرين تجاوز المطالبة بتحسين الواقع المعيشي إلى مطلب إسقاط النظام، مضيفًا أن الشعب يعي تمامًا أن وراء التدهور، رئيس النظام، بشار الأسد.
درعا أيضًا
مساء أمس السبت، خرج العشرات من أبناء مدينة درعا البلد بمظاهرة مطالبين بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين.
وأفاد مراسلا عنب بلدي في درعا، بخروج العشرات بمظاهرة انطلقت من ساحة المسجد العمري وجابت بعدها شوارع المدينة، ردد المتظاهرون فيها عبارات تطالب النظام السوري بالرحيل وتؤكد على استمرارية الثورة.
أحد وجهاء درعا البلد، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، كان حاضرًا في المظاهرة قال لعنب بلدي، إن رسالة المتظاهرين التي سعوا لإيصالها مفادها “أن درعا البلد ما زالت على العهد الثوري كما كانت سابقًا ولن تتخلى عن ثورتها رغم وجود العملاء أصحاب المصالح الخاصة”.
وتوقع خروجًا مكثفًا للمظاهرات في المرحلة المقبلة في المنطقة.
وشهدت مناطق متفرقة من محافظة درعا احتجاجات مناهضة للنظام السوري، قبل يومين، إذ خرجت مظاهرات في مدينة نوى وإنخل وجاسم وبصرى الشام وصيدا والكرك، تزامنًا مع استمرار الاحتجاجات بمناطق من محافظة السويداء المجاورة لها.
دعوات للإضراب
أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في 16 من آب، دعوات للإضراب العام في عموم المحافظات السورية، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية التي وصل إليها السكان.
وتعطلت حركة المواصلات في عديد من المحافظات السورية نتيجة إضراب السائقين وامتناعهم عن نقل الركاب، احتجاجًا على رفع أسعار الوقود، مطالبين بإصدار تسعيرة جديدة لأجور النقل تناسب الزيادة في أسعار المحروقات.
ولا تعتبر الاحتجاجات جديدة على المحافظات الجنوبية، إذ سبق وخرج أبناء السويداء ودرعا بمظاهرات في أوقات زمنية متفرقة، نادت بإسقاط النظام السوري، محملة إياه مسؤولية الأوضاع المعيشية والأمنية في سوريا.