نفذت قوات حرس الحدود الأردني، اليوم، السبت 19 من آب، اشتباكًا على الحدود مع سوريا، خلال محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة قادمة من سوريا إلى الأراضي الأردنية، أوقع إصابات في صفوف المهربين.
ونقلت قناة “المملكة” الأردنية، عن مصدر عسكري في قيادة القوات المسحلة، أن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية والعسكرية رصدت محاولة مهربين اجتياز الحدود بطريقة غير شرعية، ليجري تحريك دوريات الفعل السريع والاشتباك المباشر، ما أسفر عن إصابة بعضهم وفرار آخرين باتجاه الأراضي السورية.
ووفق المصدر، جرى العثور على 63 ألف حبة “كبتاجون” و588 كف “حشيش”، جرى تحويلها إلى الجهات المختصة، مع التأكيد على التعامل بقوة وحزم مع أي تهديد على الواجهات الحدودية.
هذه العملية سبقها في 16 من آب، إسقاط طائرة مسيرة محملة بمواد متفجرة نوع “TNT” قادمة من الأراضي السورية، في المنطقة العسكرية الأردنية الشرقية.
وفي 13 من آب، أسقطت القوات الأردنية طائرة مسيرة قادمة من سوريا، كانت محملة بمواد مخدرة، سبق ذلك أيضًا إسقاط طائرة مسيرة كانت تحمل 2 كيلو من مادة “الكرستال” المخدرة.
محاولات غير مجدية
عبر حضوره في بيان لقاء عمان التشاوري، واللقاء الوزاري العربي بجدة، في 14 من نيسان الماضي، وتصريحات متواصلة لمسؤولي دول الجوار، وصولًا إلى الحديث عن عرض سعودي للنظام حول الملف، يفرض موضوع تهريب المخدرات أهمية وأولوية عربيًا، ويفسر في الوقت نفسه مضي عمّان نحو عقد لقاء مع النظام عبر “اللجنة الأردنية- السورية المشتركة”، وهو الاجتماع الأول من نوعه، في 23 من تموز، لمناقشة مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن.
جاءت نتائج هذا اللقاء سريعًا، حين أعلنت القوات الأردنية، في 24 من تموز، إسقاط طائرة مسيرة محملة بمواد مخدرة قادمة من سوريا.
وسبق هذه التحركات في الملف مناشدات أطلقها وزير الخارجية الأردني، في 7 من تموز، حين طالب بجهد دولي مشترك لمواجهة هذا الخطر، مؤكدًا أن حسم القضية لا يمكن أن يحصل دون تعاون دولي حقيقي، بما يوحي بتراجع الآمال حيال التوصل إلى نتائج ملموسة في هذا السياق عبر التفاوض مع الأسد.
خلال حديث خاص إلى قناة “سكاي نيوز عربية“، في 9 من آب، نفى رئيس النظام السوري صلة نظامه بملف تهريب المخدرات الحاضر في “لقاء عمان التشاوري”، و”المبادرة الأردنية” المدفوعة عربيًا، للحل في سوريا.
وقال الأسد، “إذا كنا نحن من يسعى كدولة لتشجيع هذه التجارة في سورية فهذا يعني أننا نحن كدولة من شجعنا الإرهابيين ليأتوا إلى سورية ويقوموا بالتدمير ويأتوا بالقتل لأن النتيجة واحدة”.
وكانت وكالة “رويترز” ذكرت في 9 من أيار الماضي، أن السعودية اقترحت تعويض النظام السوري خسارة تجارة “الكبتاجون” في حال توقفها.
كما نقلت الوكالة عن مصدر وصفته بـ”الإقليمي المقرب من دمشق”، أن السعودية عرضت أربعة مليارات دولار، وفق تقديرات الرياض لقيمة التجارة، وجرى تقديم الاقتراح خلال زيارة وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى دمشق، في 18 من نيسان الماضي.
اقرأ المزيد: الحراك الأردني في سوريا.. عمّان متحمسة بعكس النظام