لا أجيال ولا مخطط.. يسألونك عن التطور!
عروة قنواتي
انتهت قبل يومين في العاصمة السورية دمشق وفي صالتها المخصصة لكرة السلة (الفيحاء) منافسات التصفيات الأولمبية بكرة السلة، حيث كانت الاستضافة الأولى بعد 11 عامًا من جهة اتحاد السلة التابع لنظام الأسد. يوم الإعلان عن الاستضافة، أُطلقت الأفراح والزغاريد والمواويل وسط شح الكهرباء والماء والموارد المالية، بأن رياضة النظام السوري انتصرت على المؤامرة الكونية وعلى الإرهاب وعلى الطامعين والمغامرين والمجرمين… ومين ياخدني لحضنك مين.. ما علينا.
ضمن الإطار الفني والاستعدادي لمنتخب سلة النظام الأولمبي، وبحسب المؤشرات التي جرى الحديث عنها في الحل والترحال، باع طريف قوطرش ومن معه في مجلس إدارة اتحاد كرة السلة جماهير الوطن وإعلامه سلة من الأوهام وكرتونة من الأحلام بأن الأمور تجري على قدم وساق، ودارت أسئلة من قبيل ومن سنلتقي أساسًا حتى نهتم له كل هذا الاهتمام: السعودية والبحرين والهند وإندونيسيا وكازاخستان؟ سنعرف كيف نوقف زحفهم بالمدرب الإسباني الذي لا يلتحق في المنتخب إلا قبل عشرة أيام من أي بطولة أو لقاء أو مسابقة ودية.
ولدينا مجنس أمريكي سيسجل أربع رميات حرة من أصل 12 في المباريات المهمة، ولن يقطع أي كرة على منطقتنا.
لدينا محترفون من العيار الثقيل سيكون رأي المدرب فيهم أن يجلسوا على “البانش”، ويتبادلوا أدوار المشاركة مع المحليين، بحسب قوة الخصم وضعفه، وبحسب كل “تايم أوت” مهم سيطلبه المدرب الفذ.
الصالة جاهزة، ساعة الثواني، التي “هلكوا سمانا بأنها لا تعمل”، ها هي بدأت تعمل. الجماهير ستزحف بحثًا عن بسمة ترتسم على وجوههم أمام كل ما يمر بالمواطن السوري يوميًا داخل البلاد.
القيادة راضية والقائد العظيم أملنا، والدول عادت لتخطب ود الوطن وصالاته وملاعبه بعد الحصار الجائر. نحن جاهزون لخوض غمار التصفيات.
ماذا جرى؟
أربع هزائم تلقاها فريق السيد طريف قوطرش نجم السلة السورية أيام زمان، وانتصار وحيد على منتخب السعودية بفارق ثلاث نقاط. هزائم فاضحة ومخزية تعوّدها أرشيف الرياضة السورية سابقًا، ويتعودها لاحقًا، الهند وكازاخستان والبحرين وإندونيسيا مشّطوا أرض الصالة ذهابًا وإيابًا بلاعبي ومدرب وإداريي المنتخب الأولمبي التابع للنظام.
تفنن منتخب البحرين ومنتخب الهند في الصالة وصنعوا المنافسة والفارق، وهنيئًا من القلب لسلة البحرين على هذا التقدم والتطور وعلى المخطط الواضح للارتقاء نحو البطولات الكبرى ومنصات التتويج.
وبذلك تنتهي حكاية الاستضافة التي انتصرنا بها على الأعادي وجاء من كان يومًا فتيًا بكرة السلة، يأمل يومها بأن يلاقي منتخب سوريا وديًا، ليعلم أصحاب الاستضافة المثلى كيف يكون الاحتراف وكيف تكون المنافسة وكيف تنتزع بطاقات التأهل وكيف يكون الانتصار عظيمًا والمخطط ناجحًا. بعيدًا عن حب الجيش ودعم القائد وصد المؤامرة وصبر الشعب والمقاومة والممانعة… بعيدًا عن كل هؤلاء، تطورت البحرين وجاءت في غضون أقل من سنة لتحرم منتخب النظام الأول والأولمبي من كأس العالم ومن الأولمبياد أو من المشوار النهائي للتصفيات في كلتا المسابقتين.
فعن أي تطور ومجنس ومدرب ومحترفين وصالة وساعة ثوانٍ وجمهور وقائد وجيش وشعب يتحدث هؤلاء؟ ما الوهم الذي يقومون ببيعه؟ كيف يمكن لبلاد نخرها الفساد والإجرام وحب السلطة وقتل البشر واعتقالهم وقبول السيادة فيها لثلة تحكم عدة محافظات وبعض الشوارع هنا وهناك أن تتقدم بكرة السلة والقدم والمضرب والطائرة؟ كيف لمجموعة تدّعي بأنها رياضية وصاحبة عراقة في اختصاصها أن ترضي نفسها بعبارات عبر وسائل الإعلام، أن المهم لنا كان الاستضافة وكسر الحصار وقدوم المنتخبات لرؤية سوريا المفيدة والجميلة، سوريا القائد العظيم بشار الأسد وجيشه البطل المتفرج يوميًا على انتهاكات طيران العدو الإسرائيلي لأجوائه، والمتمرد والمتوحش على شعبه في كل مكان؟
طريف قوطرش ومن معه يبيعون الوهم للناس والأجيال، كما يفعل ضباط الجيش مع عناصرهم، وكما يفعل الوزراء مع موظفيهم، وكما يفعل القائد مع من هم حوله… هذا هو المخطط الناجح لديهم إلى الآن، أما المخطط الرياضي للتصفيات في كرة القدم والسلة وبقية الألعاب فستبقى منتخبات البحرين ولبنان والأردن وفلسطين والهند وفيتنام تمشّط أرض الملاعب بقمصان هذا المنتخب الرائد، ومن حق السيد كوبر مدرب منتخب كرة القدم للنظام السوري أن يرفض مواجهة المغرب والدول المتقدمة إن حصل هذا الأمر، لأنه يعلم كارثة النتيجة والفضيحة “بجلاجل” التي ستطيح به لأنه يتحمل المسؤولية أمام كل العظماء الذين ذكرناهم بالأعلى، هو مهتم بالراتب والعقد وبحلم أن يستطيع فعل شيء في البلاد الممزقة، وهاتولنا الصين تايبيه وباكستان وفريق درجة ثالثة من السويد كي نلعب معهم وديًا.
وبسلامة مخطط التقدم والتطوير.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :