التجفاف.. كيف نشخصه ونعالجه

  • 2023/08/20
  • 1:15 م
التجفاف.. كيف نشخصه ونعالجه

Image Source: Canva

د. أكرم خولاني

قد تؤدي الأجواء الحارة إلى نقص السوائل في الجسم والإصابة بالتجفاف نتيجة فرط التعرق، الذي يحدث عند القيام بأعمال شاقة أو ممارسة الرياضة أو المكوث في مكان حار، أو عند التجول خارج البيت في الجو الحار، دون تعويض ذلك بشرب كميات كافية من الماء، بسبب الانشغال وعدم الاهتمام أو بسبب صعوبة الحصول على مياه الشرب، كما أن الإسهال والإقياء يؤديان إلى فقدان كثير من سوائل الجسم، وإذا لم تعوض الكمية المفقودة يصاب الجسم بالتجفاف.

ومع أن أي شخص معرض للإصابة بالتجفاف في ظروف معينة، فإن المشكلة تكون أكثر خطورة لدى الرضع والأطفال الصغار وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة كالداء السكري وأمراض الكلى، لذلك يجب تشخيص الحالة والبدء بالعلاج بأسرع وقت لتجنب مضاعفات المرض التي قد تصل حتى الوفاة.

كيف يُشخّص التجفاف

يعتمد تشخيص التجفاف على عدة عوامل:

  • أخذ التاريخ الطبي والأعراض التي يشكو منها المريض.
  • الفحص البدني لتحري علامات التجفاف وقياس العلامات الحيوية، مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس.
  • وقد يُطلب إجراء بعض الفحوص المخبرية مثل: إجراء فحص دم لمعرفة نسبة بعض العناصر التي تتأثر نسبة وجودها في الجسم في حالة الجفاف، مثل الصوديوم والبوتاسيوم، إضافة إلى فحص وظائف الكلى، وإجراء تحليل بول.

ويُقسم التجفاف إلى ثلاث درجات، هي:

تجفاف بسيط، يتسبب بفقدان ما بين 1 إلى 3% من وزن الجسم.

تجفاف متوسط، يتسبب بفقدان ما بين 4 إلى 6% من وزن الجسم.

تجفاف شديد، يتسبب بفقدان ما فوق 6% من وزن الجسم.

وهناك مؤشر آخر لتقدير درجة تجفاف الجسم، وهو نتيجة اختبار زمن إعادة الامتلاء الشعري (Capillary refill time – CRT) ويتم هذا الاختبار عن طريق الضغط على طرف الأصبع لبضع دقائق حتى يتحول إلى اللون الأبيض، ثم إزالة الضغط وملاحظة المدة اللازمة لعودة اللون الوردي له، وتكون تلك المدة في التجفاف البسيط بحدود ثانيتين، وفي حالات التجفاف المتوسط تكون تلك المدة ما بين ثانيتين إلى 4 ثوانٍ.

وهناك أيضًا مؤشر ثالث لتقييم درجة التجفاف، وهو اختبار ارتواء الجلد (Skin Turgor)، ويتم بسحب جلد منطقة ظاهر اليد ومراقبة مدى سهولة حصول ذلك والمدة الزمنية لعودته إلى وضعه الطبيعي، وفي حالات التجفاف البسيط يعود الجلد إلى وضعه الطبيعي خلال أقل من ثانيتين لدى الشخص المتوسط في العمر، بينما في حالات التجفاف المتوسط قد يستغرق ذلك 10 ثوانٍ.

كيف يعالَج التجفاف

تعد أهم خطوة في علاج التجفاف هي تعويض نقص السوائل والأملاح في الجسم، عن طريق شرب الماء والسوائل الأخرى، أو إعطاء المحاليل الوريدية في الحالات الشديدة.

ويمكن أن يتم علاج التجفاف في المنزل، ولكن تستدعي بعض الحالات تلقي العلاج في المستشفى لتجنب حدوث مضاعفات، مثل حالات التجفاف الشديد والتجفاف عند الرضع وكبار السن.

يتضمن علاج التجفاف في المنزل ما يلي:

البقاء في مكان بارد لتقليل التعرق.

شرب كثير من الماء والعصائر المحلاة، كما قد يفيد تناول محلول الإماهة الفموية ببطء عن طريق الفم في حالات التجفاف الخفيف أو المتوسط لتعويض السوائل والشوارد، وينبغي الانتباه إلى أن محلول الإماهة الفموية هو الحل الأمثل لعلاج التجفاف عند الأطفال وليس الماء، إذ إن إعطاء الماء فقط للطفل قد يخفف مستوى المعادن في الجسم.

ويتضمن علاج التجفاف في المستشفى ما يلي:

  • إعطاء محاليل تعويضية عن طريق الوريد لتعويض السوائل والشوارد المفقودة.
  • علاج السبب الرئيس.
  • إعطاء بعض الأدوية، مثل خافضات الحرارة، ومضادات القيء، والأدوية المضادة للإسهال.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالتجفاف

تُعد الوقاية أفضل من العلاج، ويوصى باتباع النصائح التالية للوقاية من الإصابة بالتجفاف وخاصة في الصيف:

  • شرب كمية كافية من الماء والسوائل باستمرار على مدار اليوم، بما لا يقل عن 6-8 أكواب (بما في ذلك السوائل الواردة من تناول الأطعمة الحاوية على نسب عالية من الماء مثل الفواكه والخضراوات)، وينبغي زيادة كمية السوائل في الأيام الحارة، وفي أثناء العمل أو التمرن في الطقس الحار، وفي أثناء أو بعد ممارسة الرياضة لفترات طويلة، كما ينبغي التأكد من اصطحاب كمية وافرة من ماء الشرب عند الخروج من المنزل أو الوجود بمكان حار.
  • الإكثار من شرب الماء قبل ممارسة الرياضة، وقد جرى تركيب مشروبات رياضية بهدف التعويض عن الكهارل المفقودة في أثناء ممارسة التمارين الرياضية المجهدة، ويجب على الرياضيين شرب هذه المشروبات قبل وخلال وبعد التمرين الرياضي الشاق.
  • تجنب التعرض للشمس لفترات طويلة.
  • الحرص على تناول الفواكه والخضراوات.
  • تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين قدر الإمكان.
  • الحرص على شرب الماء والسوائل بكميات كبيرة في حالة الإصابة بحمى أو إقياء أو إسهال، وطلب العناية الطبية الطارئة في حالة الإسهال الشديد أو القيء المستمر.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية