يشتكون قلة الاهتمام والدعم
ذوو الإعاقة بمخيمي “رأس العين” و”التوينة” خارج الحسابات
الحسكة – مجد السالم
يراجع محمد علي (66 عامًا) من سكان مخيم “رأس العين” شمال شرق الحسكة، منذ عدة أسابيع، مكاتب المنظمات العاملة في المخيم، سعيًا وراء دعم لتهيئة الطريق الواصل بين خيمة زوجته المريضة ودورة المياه التي تبعد عنها نحو 20 مترًا.
تعاني الزوجة إعاقة حركية تجبرها على استخدام الكرسي المتحرك “لقضاء شؤونها”، لكن البنية التحتية من شوارع وطرق في المخيم لا تراعي وضعها الخاص، ما يجعل من تنقلها ضمن المخيم أمرًا “في غاية الصعوبة والعناء”، وفق قول الزوج لعنب بلدي.
وأوضح محمد علي أن طرق المخيم مليئة بالحجارة المتوسطة والصغيرة الحجم المتناثرة بكل مكان، إذ لا طرق معبدة تسهل حركة الكرسي المتحرك، ما جعل التوجه نحو دورات المياه من أكثر الأمور حرجًا وإزعاجًا لذوي الإعاقة القاطنين في المخيم.
ومع دخول الشتاء، تزداد الأمور تعقيدًا وصعوبة جراء تشكل برك المياه والطين، ما يجعل انتقال المرضى بالكرسي المتحرك شبه مستحيل، ويجبر ذويهم على حملهم من خيمة إلى أخرى أو إلى دورات المياه وغيرها من المرافق الخدمية.
وبحسب ما علمته عنب بلدي من سكان آخرين في المخيم نفسه، يعاني ذوو الإعاقة القاطنون في المخيم قلة الدعم والاهتمام، سواء من قبل المنظمات أو من قبل الجهات المشرفة على المخيم، ويقتصر الأمر على توزيع بعض الأدوات كالكراسي المتحركة والعكازات، وغيرها من الأدوات التي تعرض بعضها للتلف ولم تعد صالحة للاستعمال بعد نحو عامين من توزيعها.
واشتكى سكان المخيم من حصر الأنشطة الخاصة بالأطفال التي تنظمها المنظمات داخل المخيمات بالأصحاء منهم، إذ من النادر أن تنظم أي نشاط ترفيهي للأطفال ذوي الإعاقة.
تواصلت عنب بلدي مع عدة منظمات عاملة في المخيم، منها جمعية “الخابور” ومنظمة “آشنا” للوقوف على شكاوى الناس جراء إهمال ذوي الإعاقة، وعدم الالتفات إلى معاناتهم، إلا أن الجهتين رفضتا تقديم أي توضيحات أو تصريحات إعلامية بهذا الصدد.
لا مساعدات عينية
بالمثل، يعاني ذوو الإعاقة بمخيم “التوينة/واشوكاني” شمال غرب الحسكة من المشكلات والتحديات ذاتها التي يعيشها أقرانهم في مخيم “رأس العين”.
“عادل” (اسم مستعار لأسباب أمنية)، من سكان مخيم “التوينة”، قال لعنب بلدي، إن آخر المساعدات التي وُزعت لذوي الإعاقة في المخيم كانت منذ نحو عام تقريبًا، وكانت مخصصة للمصابين بمرض الشلل، وتضمنت حفاظات طبية، في حين لم توزع أي عكازات أو كراسي متحركة للصغار والمسنين ذوي الإعاقة.
ويحتاج مرضى الشلل إلى استخدام الحفاظات بشكل مستمر، السلعة التي ارتفع سعرها مؤخرًا لنحو 50 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد، وهي كمية تكفي لمدة 20 يومًا فقط، إلى جانب حاجة المرضى إلى مصاريف أخرى يصعب على الأهالي توفيرها، جراء الوضع المعيشي الصعب الذي يعانونه.
ذكر “عادل” أن أكثر ما يعانيه ذوو الإعاقة في المخيم، عدم وجود مرافق خدمية تراعي ظروفهم الصحية وحالتهم الجسدية كدورات المياه وغيرها، مشيرًا إلى تحويل بعض دورات المياه لمستودعات لمصلحة أشخاص معينين، ما دفع أهالي المخيم لتقديم شكاوى عديدة للإدارة، دون أن تحل مشكلاتهم.
كفا البشير، المديرة التنفيذية لمنظمة “السلام الدائم” العاملة في مخيم “محيميدة” بدير الزور، قالت لعنب بلدي، إن ذوي الإعاقة في المخيمات بشكل عام يعانون حالة نفسية متردية، وهم مهمشون فيما يخص الدعم، وسط ظروف عائلاتهم المادية الصعبة جدًا.
وأشارت البشير إلى أن “السلام الدائم” كمنظمة عاملة في المنطقة تسعى “جاهدة” لخدمة هذه الفئة، مؤكد قلة الدعم المقدم، وتدخل الداعمين بوضع برامج الأنشطة التي تنفذها المنظمات، ما يؤثر على قدرتها على العمل، وفق قولها.
ويعاني مخيما “رأس العين” و”التوينة/واشوكاني” مشكلات متعددة على مستوى الخدمات المقدمة وتدهور ظروف سكانهما، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه، ما يؤثر على مستوى النظافة والرعاية الصحية.
ويقطن نحو 40 ألف نازح في المخيمين منذ 2019، نزحوا بعد عملية “نبع السلام” التي نفذها “الجيش الوطني السوري” بدعم تركي في مدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :