تشهد مدينة رأس العين شمالي سوريا منذ نحو أربع سنوات غيابًا واضحًا في حضور المنظمات العاملة على تقديم الخدمات الاجتماعية والتنموية للمجتمع المحلي، مقارنة بالمناطق الأخرى شمال غربي سوريا.
غياب المنظمات الإغاثية ينعكس بشكل سلبي على سكان المدينة، خاصة العائلات الفقيرة والمهجرة، نتيجة النقص الحاد في الدعم المقدم لهم، وتحملهم لمسؤولية تأمين مستلزمات العائلة كاملة، ما يدفعهم نحو اللجوء للجمعيات “الخيرية” المحلية المحدودة أيضًا، والتي لا تعد قادرة بشكل كبير على تلبية احتياجات الشريحة الواسعة من ذوي الدخل المحدود والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة.
خديجة العبد الله (52 عامًا) سيدة تقيم في مدينة رأس العين من مهجري دير الزور، قالت لعنب بلدي، إنها تعاني ظروفًا صعبة نتيجة حالتها المادية، وعدم قدرتها على تلبية الاحتياجات الأساسية وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لطفلها المصاب بالشلل الدماغي، بسبب ندرة الدعم الذي تتلقاه من المنظمات المحلية في المنطقة.
مروان السيد (34 عامًا) من سكان الريف الغربي لمنطقة رأس العين، فقد قدميه جراء انفجار لغم حربي، ويحتاج إلى تركيب أطراف صناعية لاستعادة بعض من وظائف حياته اليومية، اشتكى لعنب بلدي، ضعف الدعم الذي يتلقاه من المنظمات خاصة فيما يتعلق بتوفير الدعم المادي ،والصحي على حد سواء.
ويعيش سكان مدينة رأس العين ظروفًا صعبة نتيجة الحصار الذي تفرضه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والنظام السوري على المنطقة، وإغلاق تركيا لحدودها نحو المدينة من الجهة الشمالية، ما يجعل الدخول والخروج من المنطقة أمرًا بالغ الصعوبة.
85% من السكان من ذوي الدخل المحدود
فايز المسطان، مدير مركز الخدمة الاجتماعية في مدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إن المركز يجري من فترة لأخرى إحصاء سكاني شامل للمدينة والريف والمهجرين، بهدف تحديد احتياجات الأسر الفقيرة والمحتاجة في المنطقة.
وأوضح المسطان، أنه وفق الإحصائيات فإن 85% من سكان المنطقة من ذوي الدخل المحدود.
وبالنسبة للمنظمات، أشار المسطان إلى أنها شبه غائبة عن على تقديم الدعم في رأس العين، باستثناء بعض الجمعيات الخيرية التي تعمل في المنطقة وتسعى لتلبية احتياجات العائلات الفقيرة، ولكنها تواجه صعوبات في تأمين أبسط الاحتياجات لتلك العائلات.
ويصل عدد السكان في رأس العين نحو 115 ألف شخص، عدد المهجرين منهم 6500 شخص، وفق الإحصائيات التي أجراها “مركز الخدمات الاجتماعية”.
بينما تنشط في المنطقة “هيئة الإغاثة التركية” (İHH) و “إدارة الكوارث والطوارئ التركية” (آفاد)، وبعض الجمعيات الخيرية البالغ عددها نحو خمس جمعيات تعتمد في معظم مشاريعها على التبرعات ودعم الأفراد.
المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي لمدينة رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن قدرات المجلس على تقديم الدعم للسكان محدودة.
وفيما يتعلق بدخول المنظمات إلى المنطقة، أشار ملكي إلى أنهم يبذلون جهودًا مستمرة للتواصل مع هذه المنظمات وجلبها إلى منطقة رأس العين ومع ذلك، تم رفض طلبهم بسبب عدم قبول “صندوق الائتمان الدولي” دعم المنطقة.
تقع مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة، بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” على المناطق المحيطة بها، ما يجعل منفذها الوحيد هو الحدود التركية، التي لا تقدم التسهيلات الكافية للدعم المطلوب.