يحبس الشارع في ريف دير الزور ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أنفاسه إثر تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، في حين تخطت الليرة عتبة الـ15 ألفًا مقابل الدولار.
وسجلت الليرة تدهورًا في السوق الموازية (السوداء)، بينما يستمر التجار والسكان بمراقبة التطبيقات المتخصصة بعرض حركة العملات التي يُعتمد عليها في المنطقة بهدف تسعير المنتجات والبضائع.
سعر الصرف يربك التجار
إبراهيم الصالح تاجر للأجهزة الإلكترونية في مدينة البصيرة شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي، إن ما يحدث من تذبذب لسعر صرف الليرة ترك أثره بشكل مباشر في التعاملات بين التجار والموردين وحتى المستهلكين.
وأضاف، “نشرة الأسعار يطرأ عليها تعديل بشكل يومي أكثر من مرتين أو ثلاث مرات، ما سبب كثيرًا من الإرباك بالنسبة للتجار، إذ نعيش على أمل في استقرار سعر الصرف، قد يقلص من حجم خسارتنا”.
ويتوقع إبراهيم أن يضطر لوقف مشروعه ويتجه إلى أعمال أسرع ربحًا، كتجارة المواد الغذائية التي صارت قابلة للبيع بشكل أسرع، نظرًا إلى الطلب اليومي عليها، على عكس القطع الإلكترونية التي تباع بشكل بطيء، وتتأثر بسعر الصرف بشكل أكبر.
ولعل التسعير المتكرر للمنتجات والمواد لم يكن يتبدل باليوم عدة مرات وحسب، بل أخذ بعض كبار التجار بالتسعير على أساس سعر صرف بعيد عن الواقع، إذ يضيفون 1000 ليرة سورية على سعر الصرف، تفاديًا للخسارة المادية، وفق تاجر للمواد الغذائية قابلته عنب بلدي في مدينة البصيرة.
“الأمر بات تقليدًا، إذ يرفع المورد والتجار أسعارهم فوق السعر الحقيقي تفاديًا للخسائر التي يخلّفها تخبط أسعار الصرف، الذي قد يؤدي إلى انهيار إضافي مستقبلًا”.
تاجر مواد غذائية شرقي دير الزور
وقابلت عنب بلدي في المدينة نفسها تاجر الألبسة محمد الكردوش، الذي يعاني بدوره المشكلات نفسها، إذ قال إن الخسائر صارت كبيرة ومستمرة بشكل يومي، إذ يبيع بضائعه بالليرة السورية، ويشتريها بالدولار الأمريكي.
ولا توفر محال الصرافة خدمات تصريف العملة في بعض الأحيان، في ظل مخاوف من تقلبات سعر الصرف بحسب محمد، الذي يتردد إلى أحد المحال أكثر من مرة، بحثًا عن فرصة يقبل فيها صاحب المحل تبديل العملة دون مخاوف من تغير مفاجئ في الأسعار.
تصاعد مستمر
تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي 15 ألف ليرة سورية، في تدهور مستمر لقيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.
ووفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية، سجل سعر مبيع الدولار اليوم، الخميس 17 من آب، 15300 ليرة سورية، وسعر شرائه 15100 ليرة.
بينما سجل سعر مبيع اليورو 16650 ليرة وسعر شرائه 16427 ليرة.
الانخفاض المتسارع لقيمة الليرة استمر رغم تعهد حكومة النظام باتخاذ إجراءات لضبط سعر الصرف، إذ تعهد رئيس الحكومة، حسين عرنوس، بـ”سلسلة من القرارات ومشاريع الصكوك التشريعية التي تعطي المزيد من الارتياح لقطاع الأعمال وتوفر التمويل اللازم لعملية الاستيراد”، وفق عدة ملامح.
وتفتقد الليرة السورية حدود المقاومة اللازمة للدفاع عن استقرارها، ومن الصعب أن تصمد أمام أي هزة مهما كانت صغيرة، ما يؤكد أنها عُرضة للانخفاض السريع، بحسب ما ذكره تقرير صادر عن مركز “جسور للدراسات” مطلع 2021.
اقرأ أيضًا: عرنوس يبرر انهيار الليرة السورية بخمسة عوامل
وينعكس انخفاض قيمة الليرة على المقيمين في مناطق سيطرة النظام بشكل مباشر، لما يرافقه من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والأساسية، ما يفاقم من ضعف القوة الشرائية لديهم، ويتأثر السوريون من سكان مناطق سيطرة “قسد” شمال شرقي سوريا بهذا الانخفاض، كون إدارة المنطقة حافظت على العملة السورية رسمية فيها.
–