ربا حبوش لعنب بلدي: آلية التفويض جزء صغير مما نطالب بتصحيحه في “الائتلاف”
بعد تسرب رسالة نائبة رئيس “الائتلاف الوطني السوري”، ربا حبوش، كثرت التساؤلات حول آلية الانتخابات الحالية في “الائتلاف”، وذلك في ظل تأجيل الموعد السابق للانتخابات خلال تموز الماضي، وعدم تحديد موعد حتى الآن.
وجاء في رسالة حبوش المسربة، في 14 من آب الحالي، التي اطلعت عليها عنب بلدي، أنها “تفاجأت” منذ عضويتها بالائتلاف في عام 2016، بطريقة الانتخابات المتبعة في “الائتلاف”، وذلك عن طريق “التفويض”، بالإضافة “لمفاجآت أخرى كثيرة” لم تذكرها.
وانتقدت حبوش الآلية بأن نحو عشرة أعضاء “مبشرين بالانتخابات”، على حد تعبيرها، ينتخبون عن كل أعضاء الائتلاف من إجمالي نحو 80 عضوًا، مشيرة إلى أن هذه الآلية فيها “خرق واضح لمبادئ الديمقراطية ومنافٍ لحق ممارسة التصويت بشكل حر”.
وجاء في رسالة نائبة رئيس “الائتلاف” أنه جرى طرح إلغاء التفويض عدة مرات، لكن الآلية استمرت “حفاظًا على مصالح المستفيدين من التفويضات”، بحسب قولها.
وفسرت حبوش اعتماد هذه الآلية وعدم تغييرها، لانعدام الثقة بين الأعضاء ولضمان النتائج عن طريق “منع الزملاء المُفوِّضين من أن يدلوا بصوتهم بحرية”، دون احتمال أن يحدث تغيير في قائمة الفائزين.
وشبهت حبوش في بريدها الإلكتروني آلية “التفاوض” في “الائتلاف” بطريقة الانتخابات في مناطق نفوذ النظام السوري، حيث يجري جمع الهويات وتسجيلها كأصوات دون إرادة أصحابها، على حد قولها.
وطالبت ربا حبوش في نهاية رسالتها، بعملية انتخابية ديمقراطية وشفافة، تُمنع فيها “التفوضيات”، أو إدخال الهاتف المحمول لغرفة التصويت، وحفظ كل عضو حقه في التصويت السري والعلني، والسماح للعضو أن يكون بحوزته “تفويض واحد فقط”، من شخص غير حاضر مع شرح العلة والسبب.
لماذا الآن؟
مع ترقب موعد انتخابات “الائتلاف” المؤجل، اتُهمت ربا حبوش بأن طرحها لموضوع الآلية جاء الآن “بدوافع انتخابية”، وهو ما نفته في حديث لعنب بلدي، قائلة “انتقدت بشكل مكرر هذه الآلية، وطالبت ألا يكون التفويض إلا في الظروف القاهرة ولشخص محدد من شخص آخر وليس بالشكل الذي يحصل حاليًا”، مشيرة إلى أن الانتقادات مستمرة وليست وليدة اللحظة.
وذكرت حبوش أن الانتقادات التي توجهها دائمًا تكون مرتبطة بالحدث، وبما أن الانتخابات مقبلة فمن “الطبيعي” أن تتحدث عنها، كما انتقدت التطبيع حين بدأ مساره، على حد تعبيرها.
وأوضحت حبوش أنها لم تشارك في هذه الآلية و”لا تسمح لأحد أن يصادر صوتها”، لكنها اضطرت في انتخابات 2020 للتفويض بسبب وجودها حينها في الولايات المتحدة، حيث كانت والدتها المتوفية في حالة صحية حرجة.
وحول أسباب وجود هذه الآلية، قالت حبوش، إن آلية “التفويض” كانت متبعة قبل قدومها “للائتلاف”، لكن التبريرات التي وصلتها دون أن تقتنع بها أن الأشخاص المُفوِّضين ليسوا موجودين أو مسافرين، لكن في الوقت ذاته، أكدت نائبة رئيس “الائتلاف” تواجد المُفوِّضين في بعض جلسات الانتخاب بالرغم من تفويضهم أصواتهم لأشخاص آخرين.
وفي ردها على إمكانية أن تفكر بالاستقالة في حال عدم تجاوب الأعضاء أو “الائتلاف” لمطالبها، قالت نائبة رئيس “الائتلاف”، إنها “لا تستبق الأحداث”، مع “إيمانها الكبير” بالوعي لدى زملائها، مشيرة إلى أنه ربما لدى بعض الأعضاء مسألة “التفويض” ليست ذات أهمية كما تراها هي.
آلية انتخاب دون مشاركة السوريين
أجابت نائبة رئيس “الائتلاف الوطني”، ربا حبوش، حول سبب عدم مشاركة السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في انتخابات “الائتلاف” بما أنه يمثل الواجهة السياسية للمعارضة، بأنه منذ تأسيس “الائتلاف” كان مبنيًا على هذا الأساس، و”هذه أحد الأمور التي كان يجب أن يعمل عليها بمشاركة الناس”.
وأكدت حبوش أن “الائتلاف” هو مجموعة من الكتل السياسية والتيارات والأحزاب و”الشخصيات الوطنية”، التي كانت موجودة حين تأسيسه، لكن يفترض أن كل مكون من هذه الأجسام يمثل قسم من الشعب السوري، في حين توجد كتل اضمحلت ولم نسمع أنها موجودة أو أقامت مؤتمرًا عامًا منذ أكثر من ست سنوات، في حين فصت مكوّنات سياسية من خلال ما سمّي “الإصلاح” بنفس الحجة.
وعلى الجانب الآخر، بعد نحو عقد على تأسيس “الائتلاف” أصبح هناك الكثير من النقابات والهيئات الطلابية، والمؤسسات الحزبية لديها جماهيرية وكتل بشرية حقيقية، لكن “الائتلاف” لا ينظر على إدخال أي كتل جديدة بالرغم من أن لها وزن على الأرض.
ويتكون” الائتلاف” من مجالس تمثيل المحافظات السورية، و”المجلس الوطني الكردي”، و”المجلس التركماني”، و”الإخوان المسلمين”، و”التيار الوطني السوري”، و”تيار المستقبل”، و”المنظمة الآثورية المستقلة”، و”التمثيل العسكري”، و”رابطة المستقلين الكرد السوريين”، ومجلس القبائل والعشائر السورية، ومجالس محلية وشخصيات مستقلة.
وفي أواخر العام 2012، تشكل “الائتلاف السوري” في العاصمة القطرية الدوحة، ومهمته تمثيل المعارضة في الداخل السوري والخارج، وحاز بعد ذلك على اعتراف من غالبية الدول، لكن دوره تراجع مؤخرًا وخاصة بعد إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.
وفي 5 من آب الحالي، انتخبت “هيئة التفاوض السورية”، بدر جاموس رئيسًا لها، للمرة الثانية، خلال اجتماعها الدوري المقام في الشمال السوري، بحضور مكونات من داخل سوريا وخارجها.
وكان جاموس قد انتخب رئيسًا جديدًا “للهيئة” في اجتماع عقد بشكل افتراضي في حزيران 2022، وذلك خلفًا للرئيس السابق أنس العبدة، الذي كان بدوره الرئيس الأسبق “للائتلاف”.
ويشغل حاليًا سالم المسلط منصب رئيس “الائتلاف”، منذ انتخابه في تموز عام 2021، خلفًا لنصر الحريري الذي شغل منصب الرئيس الثاني لـ “هيئة التفاوض”.
ووفق بيان صادر عن “الائتلاف” حينها، جرى انتخاب المسلط بعد حصوله على 71 صوتًا من إجمالي 81 صوتًا “حضروا الاجتماع”.
وينص النظام الداخلي “للائتلاف” على انتخاب الرئيس لسنة واحدة، لكن جرى تعديله لعامين، وكان من المفترض أن تجري الانتخابات خلال تموز الماضي، حيث انتهت السنة الثانية للرئيس الحالي سالم المسلط.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :