مخاوف من أزمة أرز عالمية تهدد الأمن الغذائي لدول من بينها سوريا
شهدت أسعار الأرز في سوريا ارتفاعًا بعد قرار الحكومة الهندية، أكبر مصدّر للأرز في العالم، بوقف تصدير الأرز الأبيض، وقرار الحكومة الروسية حظر تصدير الأرز حتى نهاية العالم الحالي، وسط تخوف من فقدان المادة قريبًا في الأسواق.
نشرت وزارة شؤون المستهلك والأغذية الهندية بيانًا، في تموز الماضي، حظر تصدير الأرز باستثناء أرز “بسمتي”، في خطوة للحد من التضخم في السوق المحلية، في المقابل تضاعف سعر المادة في جميع أنحاء العالم، باعتبار أن الشحنات الصادرة من الهند تمثل 40% من صادرات الأرز عالميًا.
المنع أثار مخاوف من زيادات أخرى في أسعار الغذاء العالمية بعد أيام فقط من ارتفاع أسعار القمح والذرة بسبب انسحاب روسيا من اتفاقية “الممر الآمن” لنقل صادرات القمح والمواد الغذائية عبر البحر الأسود.
غذاء أساسي لنصف سكان العالم
في مقال نشرته شركة “غرو انتيليجنس”، المتخصصة بتحليل البيانات الخاصة بالمواد الخام، حذرت من أن قرار الهند قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على واردات الأرز، فهو يعد الغذاء الأساسي لأكثر من نصف سكان العالم.
وأضافت أن آسيا هي المستوردة الأكبر للأرز، وتعد الهند واحدة من أقل مزودي الأرز تكلفة في العالم، ومن المتوقع أن تعاني الدول الإفريقية وتركيا وسوريا وباكستان من الحظر، لأنها تواجه بالفعل تضخمًا هائلًا في أسعار المواد الغذائية.
وقال المحلل أوسكار تجاكرا لوكالة “فرانس برس”، إن المصدّرين الرئيسين الآخرين للأرز هما تايلاند وفيتنام، وإلى حد ما باكستان والولايات المتحدة.
وحذر من أن موردي الأرز الآخرين ليست لديهم احتياطيات للتعويض عن توقف الصادرات الهندية من الأرز الأبيض.
وقال رئيس اتحاد مصدري الأرز في الهند، بي في كريشنا راو، لـ”رويترز“، إن بلاده ستعطل سوق الأرز العالمية بسرعة أكبر بكثير مما فعلت أوكرانيا في سوق القمح بغزو روسيا.
وأضاف أن الأرز يعتبر غذاء أساسيًا لأكثر من ثلاثة مليارات شخص، وينتج منه نحو 90% من المحاصيل الكثيفة الاستهلاك للمياه في آسيا، حيث تؤدي ظاهرة “النينيو” (التي تسبب تغيرًا في حركة الرياح ودرجات الحرارة) عادة إلى انخفاض معدل هطول الأمطار.
وأضاف راو أن الحظر المفاجئ على الصادرات سيكون مؤلمًا للغاية للمشترين الذين لا يستطيعون استبدال الشحنات من أي دولة أخرى.
وأشار إلى أن الهند كانت أرخص مورد للأرز، ومع ارتفاع الأسعار فيها، بدأ الموردون الآخرون أيضًا برفع الأسعار.
ارتفاع “غير طبيعي” في الأسواق السورية
قال أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، لموقع “أثر برس” المحلي، إن سوريا لا تستورد الأرز فقط من الهند وروسيا، بل هناك دول عدة يتم الاستيراد منها، فهناك الأرز المصري والإسباني وعدة مصادر أخرى.
وتخوف حبزة من الاحتكار الجزئي للأرز من قبل التجار ورفعهم للأسعار، وقال إنه لوحظ ارتفاع “غير طبيعي” بسعر الأرز قبل إعلان الهند وروسيا قرار منع الاستيراد.
يبدأ سعر كيلو الأرز من ستة آلاف ليرة سورية وصولًا إلى 12 ألفًا، وهناك أنواع وصلت إلى 14 ألفًا.
وأضاف أن “أي قرار عالمي عندما يصدر سيتأثر العالم كله، ولكن نسأل أنفسنا ما نسبة التأثير، هل هي 10% أو 30%، نحن للأسف نسبة تأثرنا عالية جدًا، فأسعار الأرز ارتفعت تزامنًا مع ارتفاع الدولار، وربما يرتفع الأرز مع أي قرار دولي”.
وختم حبزة بأن سوريا غير معنية بإعلان الهند وروسيا منع استيراد الأرز الأبيض، لأن الأسعار “مرتفعة” بالأساس.
وبحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية، سجل سعر مبيع الدولار الأمريكي اليوم، الخميس 17 من آب، 15800 ليرة سورية للمبيع، و15600 ليرة للشراء.
اقرأ أيضًا: روسيا تنسحب من اتفاقية الحبوب.. أردوغان يناقش بوتين
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :