صرح وزير الدفاع في حكومة النظام السوري، علي محمود عباس، أن تحقيق السلام مع تركيا، مرهون بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وفي لقاء لعباس اليوم، الثلاثاء 15 من آب، مع قناة “روسيا اليوم”، قال إن جولات المفاوضات التي انعقدت بخصوص إمكانية تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، لم تحقق تطورًا، بسبب إصرار تركيا على إبقاء قواتها في سوريا.
واعتبر عباس، أن تصريحات وزير الدفاع التركي بعدم الانسحاب “زادت الأمور تعقيدًا”، مضيفًا أنه طالما تركيا “تحتل” أراضي سوريا لا يمكن أن “نتقدم باتجاه السلام”.
جاءت تصريحات عباس، عقب مرور ثلاثة أيام على مقابلة وزير الدفاع التركي، يشار غولر، مع قناة “A Haber” التركية، في 12 من آب الحالي.
وقال غولر إن بلاده ترغب في إحلال السلام في سوريا، لكن قوات بلاده لن تنسحب من الأراضي السورية، دون وجود ضمانات لأمن الحدود.
وأكد الوزير التركي أن تركيا “تريد السلام بصدق، لكن لدينا ما نعتبره نقاطًا حساسة، فلا يمكن تصور أن نغادر سوريا دون ضمان أمن حدودنا وشعبنا، وأعتقد أن الرئيس السوري سيتصرف بعقلانية أكثر في هذا الموضوع”.
ويطالب النظام السوري تركيا مرارًا بسحب قواتها من الأراضي السورية، باعتبار تواجدها “غير شرعي”، في حين تشدد أنقرة على بقاء قواتها لحماية الحدود.
واستضافت روسيا، لأول مرة، في كانون الأول الماضي، محادثات بين وزيري دفاع تركيا وسوريا، في مسعى لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، كما استضافت في أيار الماضي، اجتماعا رباعيًا ضم وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا.
الأسد: الإرهاب صناعة تركية
في 9 من آب الحالي، أجرى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حديثًا خاصًا، لقناة “سكاي نيوز عربية“، تناول فيه مجموعة من المواضيع والقضايا على المستوى الداخلي والعربي، من خلال 26 سؤالًا أجاب عنها.
وعند سؤاله عن إمكانية لقائه بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال الأسد إن الهدف بالنسبة له هو الانسحاب التركي من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان “شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا”، مشددًا على أن اللقاء لا يمكن أن يتم “تحت شروط أردوغان”، وفق قوله.
وعند سؤاله عن تصريحات الرئيس التركي التي تشدد على بقاء القوات التركية في سوريا لمحاربة “الإرهاب”، صعد الأسد لهجته ضد أنقرة، معتبرًا أن ”
“الإرهاب الموجود في سورية هو صناعة تركية، جبهة النصرة، أحرار الشام هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية وتموّل حتى هذه اللحظة من تركيا، إذاً عن أي إرهاب يتحدث؟ (في إشارة إلى أردوغان)”.
وتعتبر هذه المقابلة الإطلالة الإعلامية الأولى للأسد عبر شاشة عربية منذ عام 2013، حين أجرى حديثًا خاصًا لقناة “الميادين” اللبنانية، المقربة من “تيار المقاومة”، وحاوره حينها الإعلامي غسان بن جدو.