اسطنبول.. مشاريع سورية بارزة ضمن مؤتمر “التنمية المستدامة”
شارك رواد أعمال سوريين حصل عدد منهم على جوائز في مؤتمر “التنمية المستدامة”، الذي أقيم في اسطنبول، بهدف لمناقشة آخر التطورات في مجال التنمية للشركات الصغيرة والمتوسطة في تركيا.
وفي 5 من آب الحالي، نظمت مؤسسة “Building Markets” بالشراكة مع بلدية باشاك شهير في مبنى حاضنة الأعمال “Living Lab”، مؤتمر “التنمية المستدامة”، واستضاف المؤتمر نحو 100 رائد أعمال و13 خبيرًا ورائدًا في مجالات متعددة، حيث شاركوا قصص نجاحهم والتحديات التي واجهوها عبر ورش نظمت بعد المؤتمر.
وشملت الورش الأربع التدريبية جوانب مختلفة مثل الاتجاهات الحديثة بالتسويق واختراق النمو، ومستقبل الذكاء الصناعي والبرمجيات، ومستقبل التعليم والتدريب، ومستقبل الخدمات الطبية والرعاية الصحية.
المشرف العام للمؤتمر، علاء الدين أكسوي، قال لعنب بلدي، إن الهدف غير المعلن للمؤتمر، هو تسليط الضوء على الأثر الإيجابي المتطور للشركات المملوكة للاجئين سوريين، كنموذج مشرف للسوريين ولتركيا، بتقديم شركات متطورة تعمل وفق أحدث التقنيات وتحقق نمو يفيد المجتمع الحاضن لها.
ووزعت عدة جوائز في مجال رواد الأعمال، وأفضل الشركات في مجالات الصحة التعليم والسياحة والبرمجة والخدمة المجتمعية.
وحول معايير اختيار الفائزين، أوضح أكسوي، أنه جرى تكريم خمس شركات ورائدين أعمال ومبادرة مجتمعية غبر ربحية بناءً على خمسة معايير، هي نسبة النمو، والقدرة على المنافسة العالمية، والقدرة على حل المشاكل بذكاء وبشكل مستدام، والربحية، والانخراط بالتحول الرقمي.
وأتاحت فرص الاستراحة بين الورش والعروض التقديمية وقتًا للتواصل وإنشاء العلاقات بين أكثر من 100 صاحب شركة مشاركة في المؤتمر من خلال اللقاءات الثنائية والجماعية وتبادل الخبرات.
مشاريع بارزة
يعاني الاقتصاد التركي من مستويات مرتفعة من التضخم، تسبب بارتفاع عام في الأسعار، وغلاء الخدمات بالتزامن مع تخطي الدولار حاجز 27 ليرة تركية، ما انعكس على أداء الشركات العاملة في تركيا، وبالأخص المتوسطة والصغيرة، لتعمل على البحث عن طرق جديدة لتوسيع قائمة زبائنها، وهو ما حاول مؤتمر “التنمية المستدامة” المساعدة فيه عبر عرضه مشاريع ناجحة بدأت من الصفر واستطاعت حجز مكان لها في السوق التركية بالرغم من التنافس الشديد الموجود.
إحدى الشركات الرائدة في مجال الحلول الروبوتية والمشاركة في المؤتمر كانت شركة “توليب تكنولوجي”، وشرح رئيسها التنفيذي، المهندس عبد الله صنّاع، لعنب بلدي عن مشاركتها قائلًا، إن عمل شركته الرئيسي هو تحويل المهام اليدوية في المصانع إلى عملية أتوماتيكية باستخدام الروبوتات، منها عمليات التعبئة والنقل والتغليف وفحص الجودة وتطبيقات أخرى.
ويمكن للروبوتات المساعدة في القطاع الصحي والعمل بالمستشفيات ضمن مختبرات الأدوية، كما في القطاع التعليمي بتواجدها في الجامعات.
وأسست شركة “توليب تكنولوجي”، منذ عام 2019، وتعمل حاليًا في تركيا والسعودية، وهدفت عبر مشاركتها في المؤتمر، وفق صنّاع، إلى زيادة معرفة المهتمين بنطاق عملهم، والتعرف على زبائن أو مستثمرين للشركة.
ونالت الشركة في المؤتمر جائزة أفضل شركة عربية في قطاع الروبوتات.
وشارك الأكاديمي والباحث الاقتصادي، سنان حتاحت في “مؤتمر التنمية المستدامة”، بصفته المؤسس المشارك لبرنامج “Workiom”، الذي يعمل على إيجاد الحلول للشركات السورية بتحويل أعمالها من بيئة العمل الورقية إلى الرقمية، بما يتضمن إدارة عمليات البيع والإنتاج والتسويق والموارد البشرية.
وأوضح حتاحت لعنب بلدي، أن مشاركته في “المؤتمر” تأتي بعد منحة قدمتها مؤسسة “Building Markets” بالتعاون مع “المنتدى السوري”، لـ 100 شركة سورية أعضاء في المؤسسة، للاستفادة من خدمات البرنامج، وتقديم الاستشارات، وتطوير السياسات الداخلية.
وبدأت فعاليات المنحة في جولتها الأولى في نيسان الماضي واختتمت في آب الحالي، بحسب حتاحت، الذي كشف عن جولة ثانية ستبدأ في تشرين الأول أو الثاني، سيستفيد منها شركات جديدة من أعضاء “Building Markets”، والتي يمكن لأي شركة مرخصة في تركيا يملكها أو شريك في ملكيتها سوري، التسجيل فيها كعضو.
كما يمكن لأي شركة في تركيا أو السعودية أو أوروبا الاشتراك بالبرنامج بشكل مدفوع، كخدمة سحابية يقدمها البرنامج للشركات.
ويمكن لأي شركة لديها أعمال مكتبية الاستفادة من البرنامج، لإنشاء بيئة رقمية تدير وتنظم وتقيس الأعمال التجارية بشكل مستقل، وفق حتاحت.
وينتمي “Workiom” لمنصات العمل الجماعية بدون كتابة أكواد أو برمجة، التي تطور التطبيقات عن طريق قوالب جاهزة يمكن تخصيصها أو بناء تطبيقات أخرى من الصفر عن طريق البرنامج.
أنشئ “Workiom” بأيادٍ وإدارة سورية، ويمتلك حاليًا نحو 300 شركة مسجلة بالبرنامج، شارك في تمويله مستثمرون أتراك بقيمة قاربت نصف مليون دولار، وحصل البرنامج في المؤتمر على جائزة أفضل برنامج يقدم خدمة برمجية.
تطور الاستثمار السوري
أبدى المؤسس المشارك لبرنامج “Workiom”، سنان حتاحت، والمحاضر في ورشة مستقبل الذكاء الصناعي والبرمجيات خلال المؤتمر، إعجابه بالشركات المشاركة عبر عروض خاصة بها، وغيرها الحاضرة للاستفادة من الخبرات المعروضة، من ناحية تنوع نشاطها التجاري.
وتطور الوجود الاقتصادي العربي في اسطنبول، وبالأخص السوري منها، حيث امتد من نوعية الشركات المتخصصة بالمطاعم والمطابخ، إلى اختصاصات مختلفة في التكنولوجيا والسياحة والعلاج والتعليم خلال السنوات الأخيرة، وفق حتاحت.
وبحسب كتاب صادر عن غرفة تجارة اسطنبول في تشرين الأول 2022، بعنوان “رواد أعمال سوريون في اقتصاد اسطنبول“، فإن عدد الشركات التي أسست بمشاركة رأس مال سوري حوالي 9131 شركة، وهذا العدد من الممكن أن يصل إلى 20 ألف شركة مع المستثمرين المشاركين بشكل غير رسمي.
وتشير أرقام غرفة تجارة اسطنبول إلى أن رأس مال الشركات المملوكة لسوريين بشكل كامل وتلك التي يكون فيها السوريون شركاء فيها بلغ حوالي ملياري ليرة تركية، وقد يزيد هذا الرقم مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أنشطة اقتصادية سورية غير مسجلة.
وتقدم الشركات التي يكون السوريون شركاء فيها مجموعة واسعة من القطاعات، مثل الأدوية والأجهزة الطبية إلى تقنيات المعلومات، والمطاعم ووكالات السفر.
وبحسب كتاب غرفة تجارة اسطنبول، يعمل 17.4% من رواد الأعمال السوريين في قطاع الأغذية، و12.4% في التجارة (المبيعات والتسويق)، و12.4% في الخدمات الاجتماعية والشخصية، و10.7% في المنسوجات والملابس الجاهزة والجلود.
ويقطن في تركيا، بحسب أحدث إحصائية لعدد اللاجئين السوريين الخاضعين لـ”الحماية المؤقتة”، نحو 3.3 مليون شخص، منهم حوالي 500 ألف شخص في ولاية اسطنبول، بحسب موقع إدارة الهجرة التركية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :