شركات كبرى تلجأ إلى الذكاء الصناعي لإدارة سلاسل التوريد

تتجه الشركات الكبرى في العالم إلى الذكاء الصناعي التوليدي بشكل متزايد لإدارة سلاسل التوريد المعقدة، وذلك للحد من تأثير التوترات الجيوسياسية والضغوط المتعلقة بانتهاكات البيئة وحقوق الإنسان.

وبحسب ما جاء في تقرير صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، الأحد 13 من تموز، فإن من بين الشركات الكبرى التي تستخدم الذكاء الصناعي، شركة “Unilever”، و”Siemens”، و”Maersk”، وذلك للتفاوض على العقود أو العثور على موردين جدد أو المساعدة في تحديد الموردين المتورطين في قضايا تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان.

ويوفر الذكاء الصناعي التوليدي العديد من الفرص لأتمتة العملية بشكل أكبر، خصوصًا أن المزيد من الشركات متعددة الجنسيات واجهت تحديات تتعلق بمواكبة طلبات مورديها وعملائها وسط الاضطرابات في أثناء جائحة “كورونا” المرضية والتوترات الجيوسياسية المتزايدة مؤخرًا.

وأدت قوانين سلسلة التوريد الجديدة في بلدان مثل ألمانيا، والتي تتطلب من الشركات أن تراقب قضايا البيئة وحقوق الإنسان في سلاسل التوريد الخاصة بها، إلى زيادة الاهتمام والاستثمار في الذكاء الصناعي التوليدي.

وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة “Maersk” الدنماركية للنقل البحري للصحيفة، نافنيت كابو، “لقد تغيرت الأمور بشكل كبير خلال العام الماضي مع ظهور الذكاء الصناعي التوليدي، والذي يمكن استخدامه لبناء روبوتات محادثة وبرامج أخرى تولد استجابات للمطالبات البشرية”.

وفي كانون الأول 2022، دفعت ثاني أكبر مجموعة لشحن الحاويات في العالم تمويل بقيمة 20 مليون دولار لشركة “Pactum”، لتوفير روبوت دردشة شبيه بـ”ChatGPT”، يعمل على التفاوض بشأن العقود مع الموردين لشركات “Maersk” و”Walmart”.

ومنذ عام 2019، استعانت شركة “Siemens” الألمانية بخدمات شركة “Scoutbee” في برلين، والتي أطلقت هذا العام برنامج محادثة يعمل بالذكاء الصناعي، يمكنه الاستجابة لطلبات تحديد مواقع الموردين البديلة أو تحديد نقاط الضعف في سلسلة التوريد الخاصة بالمستخدم.

ووفق “فايننشال تايمز” يخطط ما يصل إلى 96% من المتخصصين في سلاسل التوريد لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي، وفقًا لمسح أجري الشهر الحالي وشمل 55 مديرًا تنفيذيًا من قبل مجموعة “Freightos” اللوجستية، على الرغم من أن 14% فقط قالوا إنهم يستخدمونها بالفعل.

ويعتقد قرابة الثلث أن استخدام الذكاء الصناعي من شأنه أن يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في وظائف الخدمات اللوجستية، مما يؤكد المخاوف بشأن تأثير التكنولوجيا على الأمن الوظيفي.