عروة قنواتي
دخلنا الموسم الجديد، وفُتحت صفحات الكتاب الذي يحمل عنوان الإثارة والمفاجآت، فيما يبدو أن الموسم سيحمل مفاجآت كثيرة وكبيرة في مختلف المسابقات المحلية الأوروبية والدولية وعلى مستوى بطولات الأندية في القارات، وعلى وجه الخصوص البطولات الثلاث في القارة العجوز (شامبيونزليج، يوروباليج، مؤتمر)، فلا حصانة مسبقة لأي فريق مهما كانت نسبة المحترفين والتحضيرات لديه عالية، ولربما ينحصر الموقف في تكهنات وتوقعات أولية ولربما أمنيات، أما من ناحية أن نجزم بمن سيحسم مبكرًا، فهذا الوصف شاق وطريقه طويل.
قبل أيام دمر نادي أرسنال مخطط فريق مانشستر سيتي، وأوقف حلمه بالسداسية بانتزاعه لقب الدرع الخيرية، فيما تبقى للسيتي بطولة السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، وعلى الرغم من أن السيتي مع مدربه الفيلسوف ونجمه هالاند التهموا نادي برنلي الإنجليزي في بداية الموسم بثلاثية نظيفة، فإن الأرسنال كان واضحًا بتكشيره عن أنيابه مبكرًا.
في إسبانيا هناك ترقب جماهيري وإعلامي وكروي ضخم لما ستسفر عنه حرب المواجهة في “الميركاتو” بين ناديي ريال مدريد وباريس سان جيرمان، وإذا ما كان رئيس نادي ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، سينجح بإتمام صفقة اللاعب الفرنسي كيليان مبابي أم سيكسر نظيره الباريسي ناصر الخليفي عنفوان الملكي ومبابي معًا ويحقق مطالبه.
ضمن هذا الترقب يخسر الملكي لاعبه الشاب الجديد التركي أردا غولير لعدة أشهر بالإصابة، وينتهي موسم حارسه المتألق تيبو كورتوا قبل أن يبدأ بسبب إصابة الرباط الصليبي، وفي ساعات “الميركاتو” الأخيرة، ومع دوران رحى الموسم الجديد، كل شيء متوقع وضمن الحسابات حتى لو أنه خالف المنطق، لا نقصد هنا بأن ريال مدريد سيكون مضطربًا أو غير منافس، بل أننا لن نتمكن من حصر المنافسة بينه وبين برشلونة فقط محليًا، وأن مشوار كليهما أو أحدهما سيكون سلسًا في “الشامبيونزليج”.
متاعب “البارسا” أيضًا تظهر وتختفي ضمن “الميركاتو”، إذ إن الفريق مع مدربه تشافي ما زال بحاجة إلى صفقة أو اثنتين بعد رحيل الفرنسي الدولي عثمان ديمبلي إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بينما تضج وسائل الإعلام بأخبار وإشاعات قدوم البرازيلي نيمار من الباريسي، لكن لا شيء مؤكد حتى هذه الساعة.
نادي بايرن ميونيخ الألماني سيد مسابقاته المحلية ومرعب أوروبا في المواسم الأخيرة، أنجز صفقة تعد ناجحة وتنتظر قطاف ثمارها ضمن الموسم الجديد بقدوم الإنجليزي النجم هاري كين الذي غادر نادي توتنهام أخيرًا ليبحث عن المجد وعن منصات التتويج.
ظروف “البافاري” التي كانت في الموسم الماضي لا يمكن أن يسمح بتكرارها، إذ إن مدربه حديث العهد توماس توخيل سيعرف كيف ينظم خطط الفريق لكل البطولات، والإدارة الجديدة بعد مغادرة حسن صالح حميدزيتش، وأوليفر كان، يبدو أيضًا أنها ستعمل وفق المنطق والهوية التي لا تعرف إلا الصراع على الألقاب محليًا وقاريًا.
ماذا في جعبة الطليان
إلى الآن الصورة لم تتضح ولم يكتمل مشهد المنافسة الأولية، إذ ما زلنا بانتظار صافرة البداية بعد خمسة أيام، ولكن من المتوقع أن تخوض أندية الميلان ونابولي الحرب المفتوحة من البداية، فالسيدة العجوز نادي يوفنتوس ما زال ينفض عن كتفيه غبار العقوبات ورحيل اللاعبين وهموم المرحلة الماضية.
ولعل الحرمان من المشاركة الأوروبية قد أكسب مدرب يوفنتوس، ماسيميليانو أليغري، بعض الوقت والهدوء والتركيز على بطولة الدوري الإيطالي (الكالتشيو) أو الكأس على أقل تقدير في البوابة الإيطالية، بحيث يكون ترتيب البيت الداخلي أفضل ما قد أو يمكن لليوفي فعله هذا الموسم.
الموسم بالعموم لن يكون سهلًا أو ضيفًا عابرًا على الأندية ولاعبيها ونجومها ومدربيها وعشاقها، فضمنه تمر تصفيات المنتخبات القارية والخاصة بمونديال 2026، وفي نهايته ينطلق اللاعبون إلى منافسات الأمم الأوروبية 2024، وإلى كرة القدم الأولمبية في باريس 2024، وتلعب قارة أمريكا الجنوبية نسخة جديدة في الصيف المقبل، تسبقها في منتصف الموسم بطولة أمم آسيا لكرة القدم، كل هذه الرزنامة ستنجز خلال موسم واحد، سيكون مثيرًا ومتقلبًا وممتعًا كما يراهن عليه عشاق كرة القدم في العالم.