قبرص تعيد طالبي لجوء سوريين اعتقلتهم على أراضيها إلى لبنان
أعادت قبرص أكثر من 100 طالب لجوء سوري بعد إمساكهم على أراضيها إلى لبنان، حيث جرى ترحيل معظمهم إلى سوريا بعد التحقيق معهم من قبل الجيش اللبناني، وفق الأمم المتحدة.
وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة 11 من آب، لوكالة “أسوشيتد برس“، إنها “قلقة للغاية” بشأن ترحيل أكثر من 100 سوري من قبرص إلى لبنان، دون تحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى حماية قانونية، أو من قد يشكل ترحيله إلى وطنه خطرًا عليه.
وصرح مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في قبرص أن عمليات الترحيل والنقل بين الدول دون ضمانات قانونية وإجرائية للأشخاص الذين قد يحتاجون إلى حماية دولية تتعارض مع القانون الدولي والأوروبي.
وبحسب المكتب الأممي، فقد تؤدي عمليات الترحيل هذه إلى إعادة الأشخاص إلى بلد “قد يواجهون فيه خطر الاضطهاد والتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة وغير ذلك من الأذى الذي لا يمكن إصلاحه”.
وكان طالبو اللجوء وعددهم 109 أشخاص، قد وصلوا إلى قبرص على متن ثلاثة قوارب منفصلة في الفترة مابين 29 من تموز و2 من آب قبل إعادتهم بقارب تحت حراسة الشرطة القبرصية.
“إجراءات قانونية”
الحكومة القبرصية قالت إن “عمليات الإعادة قانونية”، تماشيًا مع الاتفاقية الثنائية التي وقعتها الدولة الجزيرة ولبنان المجاور في عام 2004.
وبحسب المسؤول في وزارة الداخلية القبرصية، لويزوس هادجيفاسيلو، يلزم الاتفاق لبنان بمنع ووقف العبور الحدودي غير الشرعي والهجرة غير الشرعية للأفراد الذين يغادرون أراضيه.
وأخبر هادجفاسيليو وكالة “أسوشيتد برس” أن هؤلاء الأفراد أعيدوا إلى لبنان، الذي يعتبر “آمنًا وحيث يتمتعون بالمزايا الممنوحة لمئات الآلاف من اللاجئين في البلاد”.
وأضاف، “في ظل هذه الظروف، نعتقد أنهم لا يواجهون أي خطر وأن اختيارهم للإبحار نحو دولة عضو في الاتحاد الأوروبي يتم لأسباب اقتصادية واضحة”.
وتماشيًا مع الاتفاقية الثنائية، لا تنظر السلطات القبرصية في طلبات لجوء الأشخاص القادمين لأن وصولهم “مسألة تعد غير قانونية”، وفق المسؤول القبرصي.
ويستضيف لبنان نحو 805 آلاف لاجئ سوري مسجل لدى الأمم المتحدة، لكن الأمن اللبناني يقدر العدد الفعلي بما يتراوح بين 1.5 و2 مليون، معظمهم غير مسجل لدى الأمم المتحدة.
وبشكل متواتر يحاول عدد متزايد من اللاجئين السوريين واللبنانيين مغادرة لبنان عن طريق البحر منذ وقوع البلاد في أزمة اقتصادية خانقة على مدى السنوات الأربع الماضية.
أعيدوا إلى سوريا
المتحدثة باسم مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ليزا أبو خالد قالت لـ”أسوشيتد برس”، إن “المهاجرين الـ 109 الذين أعيدوا من قبرص تم ترحيل معظمهم إلى سوريا بعد تحقيق الجيش اللبناني معهم”.
وتؤكد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن أي شخص يرغب في العودة إلى لبنان ويخشى العودة إلى بلده الأصلي “يجب أن يُعاد قبوله حتى يمكن تلبية احتياجات الحماية الخاصة به بشكل صحيح”، وفق خالد.
وسعت قبرص خلال السنوات الأخيرة إلى الحصول على مساعدة الاتحاد الأوروبي للتعامل مع التدفق الكبير لطالبي اللجوء، في حين يشارك الاتحاد الأوروبي في تمويل بناء مركز استقبال جديد لطالبي اللجوء، بسعة ألف شخص، أثناء معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم أو رفضها من البداية.
في الأشهر الأخيرة، شهدت قبرص زيادة في وصول القوارب من لبنان وسوريا، وهو ما استندت عليه في قرار حكومتها استبعاد طالبي اللجوء الذين وصلوا بعد مطلع العام الحالي من أهلية تقديم طلب لجوء إلى دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وذكرت الحكومة في بيان أن “الهدف من هذه السياسة هو ألا يصبح برنامج إعادة التوطين نقطة جذب لمواطني دولة ثالثة معينة والذين قد يستفيدون من البرنامج ويستخدمون قبرص كمحطة طريق إلى دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي”.
ووفقًا للأرقام الرسمية أسفرت الإجراءات الجديدة إلى انخفاض طلبات اللجوء بين أيار وتموز من هذا العام بنسبة 53% عن نفس الفترة من العام الماضي، بـ 4976 طلبًا.
كما أعيد حوالي 3670 شخصًا إلى بلدانهم الأصلية، بزيادة أكثر من 1300 شخص عن نفس الفترة من العام الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :